طائرة عسكرية بلجيكية أقلته برفقة صهره
عون زار بلجيكا لمفاوضة اسرائيل على الأسرى

سامح شكور من بروكسيل : كشفت تقارير ديبلوماسية غربية مطلعة، عن صفقة يجري إعدادها لتبادل الأسرى اللبنانيين والإسرائيليين يتولاها العماد ميشال عون عن طريق مفاوضات مباشرة ويجريها بالواسطة عبر شخصية لبنانية أقامت في تل أبيب لأكثر من خمس سنوات.وفي المعلومات المؤكدة ndash; استنادا الى التقارير - انتقل العماد ميشال إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل لهذه الغاية وتولى منها التفاوض في شأن إنجاز الصفقة.وتفيد المعلومات لصحيفة quot;الرأي االعامquot; الكويتية أن طائرة عسكرية بلجيكية، تابعة لسلاح الجو البلجيكي، تحمل الرقم quot;إي سي ndash; 01quot; وهي من طراز quot;إي آر جيquot;، هبطت في مطار بيروت عند الساعة التاسعة وعشر دقائق من صباح الأربعاء 13 أيلول (سبتمبر)، قادمة من بافوس القبرصية، حيث كانت توقفت قبل ذلك عند الساعة الخامسة والنصف صباحا، قادمة من برينديزي الإيطالية التي كانت وصلتها ظهر اليوم السابق منطلقة من قاعدة ميلسبروك الجوية في بلجيكا.

وتضيف المعلومات أن ميشال عون صعد إلى الطائرة بعد أربعين دقيقة من وصولها، يرافقه صهره جبران باسيل، محيطا ظروف رحلته بتعليمات كتمان وسرية مشددة. وكان في انتظاره على متن الطائرة رجل دين يدعى المونسينيور جان ابراهيم عبود، الذي قدم على متن الطائرة العسكرية البلجيكية نفسها ولم يغادرها سوى لاجتماع دام نصف ساعة مع قريب له في صالون الشرف، وانطلق فيها مع عون وباسيل متجهين إلى مطار إثنيا ومنه إلى قاعدة ميلسبروك الجوية في بروكسيل التي وصولها عند تمام الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي. ثم عاد الى بيروت بعد ظهر اليوم نفسه على متن طائرة عسكرية بلجيكية من طراز quot;إي آر جيquot; لكنها تحمل الرقم quot;إي سي 03quot; وبرفقته صهره فيما بقي عبود على متن الطائرة ولم يغادرها وعاد بها الى بروكسيل. وانطلقت طائرة العودة من قاعدة ميلسبروك البلجيكية وتوقفت في اثينا للتزود بالوقود.

وبحسب المعلومات الدبلوماسية ذاتها فان المونسينيور عبود هو من الشخصيات المقربة جدا إلى العماد عون وأنه كلف بتنفيذ هذه المهمة بعيد خطف الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز (يوليو) الماضي. وقد قام من خلال ذلك بزيارات مكوكية أثناء الحرب، بين الرابية وبروكسيل وتل أبيب. وسجل في هذا الإطار دخوله بتاريخ 29 تموز الأراضي اللبنانية قادما من سورية عبر العبودية وخروجه من المعبر نفسه في 4 آب (اغسطس).

وفي غمرة الحصار الإسرائيلي، وصل عبود في الأول من أيلول مع وفد عكسري بلجيكي وآخرين على متن طائرة هركوليس سي 130 تحمل مساعدات بلجيكية إلى لبنان عن طريق عمان. وقد رافق عبود الوفد البلجيكي خلال اجتماعات سرية، عقدت في الرابية وغيرها، ثم غادر مع الوفد العسكري البلجيكي على متن الطائرة العسكرية نفسها إلى عمان في الخامس من أيلول.

ولاحظت المعلومات أن شخصية لبنانية ثانية وصلت على متن الطائرة ذاتها مطلع أيلول، وهي من آل فران.
وتقاطعت هذه المعلومات مع إعلان العماد ميشال عون في 14 تموز أي بعد يومين على اختطاف الجنديين الإسرائيليين عبر إذاعة quot;بي بي سيquot; البريطانية إستعداده للعب دور في صفقة التبادل، تبعه إعلان ثان مماثل من العماد عون عبر محطة الجزيرة بعد أربعة أيام من ذلك بتاريخ 18 تموز.
وبعد يومين من ذلك التاريخ، نقلت وكالة الأنباء البلجيكية الرسمية quot;بيلجاquot; في خبر لها من بروكسيل تصريحا للمونسينيور جان عبود، قال فيه ما نصه الحرفي: quot;أعلن المونسينيور عبود نيته التوجه مع وفد إلى إسرائيل للقاء السلطات السياسية هناك وذلك بهدف التوصل إلى إطلاق السجناء اللبنانيين، وهو أمر يرى أن لا بد منه لوقف الحرب. وقال: أنا واثق. أنتظر الضوء الأخضر من السلطات الإسرائيلية للتمكن من التوجه إلى هناك، مضيفا أن أساتذة جامعيين ومحامين من بلجيكا أعربوا عن إرادتهم للتوجه إلى إسرائيل لهذه الغاية أيضاquot;.

ولاحظت الوكالة في الخبر المنشور بتاريخ 20 تموز 2006 عند الساعة الثالثة وثلاثة وثلاثين دقيقة من بعد الظهر أن quot;المونسينيور جان عبود عاش لمدة خمسة أعوام في إسرائيل بين 1976 و1980، يصفها عبود بأنها خمسة أعوام لا تنسى، لم يتقبل الكل بالضرورة ما كنت أقوله، لكني لم أواجه أي مصاعبquot;.
بمن التقى العماد عون في بلجيكا؟ وبمن اتصل وفي أية بلدان؟ تفاصيل مثيرة لا بد أن تكشفها الأيام المقبلة. لكن اللافت في هذا المجال أن أوساط التيار الوطني الحر، تضع بعض مناصريها في أجواء مفاجأة عاد بها العماد عون من بلجيكا، ترافقها حملة تعبئة لدى المناصرين لمواكبتها.