قراء quot;إيلافquot; يرفضون دورها الجديد
تركيا أعلنت عن خط النفط مع إسرائيل عشية الحرب
فادي عاكوم من المنامة : يبدو ان الجرح الذي خلفه الاستعمار التركي للشرق لمدة 400 عام لم يندمل بعد، والويلات التي عرفتها المنطقة بسبب هذا الاستعمار لا تزال في الأذهان على رغم مرور سنين عدة على المجازر وأعمال السخرة والنهب والسرقة التي كان يمارسها الجنود الاتراك على البلدان التي استعمروها خاصة سوريا ولبنان، وقراء ايلاف باغلبيتهم يرفضون عودة تركيا للعب دور جديد في المنطقة، كما ان الاستعمار التركي الذي وحد القيادات والحكومات اللبنانية والسورية في الماضي، يعود الان بلباس جديد وشكل جديد في اكثر الاوقات حرجا بين البلدين اللذين كتب لهما ان يكونا الشقيقين اللدودين، فبعد الدعوات التي اطلقتها الحكومة اللبنانية الى البلدان الاوروبية بل الى العالم اجمع للمشاركة في قوات حفظ السلام المنوي انتشارها على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وافقت بعض البلدان على ارسال جنودها ومن بينها تركيا رغم الانقسام الداخلي التركي على هذه الخطوة .
وتنبغي الاشارة الى ان رفض العودة التركية اتت ايضا من اللبنانيين المتحدرين من اصل ارمني الذين نزحوا الى لبنان هربا من المجاز التركية اوائل القرن الماضي، وقد وافقوا على الوجود التركي على مضض وذلك بعد الاجتماعات المتتالية معهم والضغوط على هذا الوجود اذ ما زالت صورة المذابح التركية للشعب الارمني في اذهانهم، كما يستذكر اللبنانيون في شهر ايار من كل عام شهداءهم الذين علّقتهم تركيا على اعواد المشانق لانهم ناضلوا من اجل الاستقلال.
سلام في الداخل سلام في العالم
تركيا اتبعت بعد انهيار الدولة العثمانية نهج مصطفى كمال اتاتورك منذ العام 1923 اي سياسةquot;سلام في الداخل سلام في العالمquot;، لكن الاغراءات العالمية دفعتها الى المعسكر الغربي او الاطلسي فانضمت الى الحلف الاطلسي، وانتهكت سياسة ابا الاتراك اتاتورك بمشاركتها في الحرب التركية، ثم انضمت الى حلف بغداد واقامة العلاقات المميزة مع اسرائيل.
وبالعودة الى قرائنا الاعزاء الـ10356 الذين اجابوا على استفتائنا الاسبوعي : هل تؤيدون عودة تركيا الى اداء دور جديد في المنطقة؟ فقد اجاب3896 قارئا بنعم 38%، وكان جواب الغالبية العظمى برفض عودة الدور الجديد حيث بلغ عددهم 6117 وبلغت نسبتهم 59% والبقية الذين بلغ عددهم343 فضلوا الاجابة بلا اعلم حيث بلغت نسبتهم 3%.
النفط حاضر أبدًا
يذكر انه في اليوم الاول من حرب تموز اللبنانية الاسرائيلية أعلنت تركيا وإسرائيل عن مشاريع أنابيب نفط تمر عبر مياه البحر، والممرات الارضية التي يتوقع ان تمر عبر لبنان وسوريا، تظل تصوراً بديلاً سيتطلب سيطرة إسرائيلية- تركية على الخط الساحلي لغربي المتوسط، مما سيتطلب وجودا عسكريا على ساحل quot;شرقي المتوسطquot; امتدادًا من مرفأ جيهان مرورًا بسوريا ولبنان وصولًا إلى الحدود اللبنانية quot;الاسرائيليةquot;.
وقد تم افتتاح خط أنابيب (بي تي سي) جيهان تبليسي باكو التي تربط بحر قزوين بشرقي المتوسط، وكان من الذين حضروا حفل الافتتاح لورد براون مدير شركة النفط البريطانية (بريتيش بيتروليوم) التي تتصدّر اتحاد (بي تي سي)، ، وكبار المسؤولين الحكوميين في بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل، وبينهم وزير الطاقة والبنى التحتية الاسرائيلية بنيامين بن إليعازر، بالاضافة الى عدد من الشركات المساهمة المهمة مثل (شيفرون، كونوكو فيليبس، توتال الفرنسية وإي إن آي) الايطالية.
وتنقل أنابيب (بي تي سي) النفط من وعبر جمهوريات سوفياتية سابقة خاصة أذربيجان وجورجيا اللتان تحظيان باتفاقات تعاون عسكري طويل الامد مع إسرائيل،
غير أن هناك مقياساً آخر يربط النفط بالحرب على لبنان، وهو توكيل quot;إسرائيلquot; أداء دور استراتيجي كبير في المنطقة، عبر quot;حمايةquot; ممرات النفط والنقل في منطقة شرقي البحر المتوسط.
التعليقات