تساءل أمام quot;إيلافquot; عن مغزى التواجد الإريتري في الصومال
السفير الأثيوبي لدى السعودية: حربنا ليست دينية

روضة الجيزاني من الرياض: أعلنت أثيوبيا رسميا دخول الحرب مع المحاكم الإسلامية في الصومال , فهل هذا يعني أن لغة الحوار انتهت وأصبحت أثيوبيا الآن في مواجهة مباشرة مع المحاكم الإسلامية؟ ـ ما هي الصورة القادمة لكل الطرفين خاصة مع بدأ العمليات الحربية؟..إيلاف التقت سفير جمهورية أثيوبيا الفدرالية الديمقراطية لدى المملكة العربية السعودية السيد يوسف عبدالله سكر وأستقرأت معه مايدور الأن بين الطرفين وتأثير ذلك على دول القرن الأفريقي وسألته عن دور الاتحاد الأفريقي في حل الأزمة خاصة أن دولة أثيوبيا تعد بلد المقر فهل هناك تحركات لحل الأزمة أم أن تدخلا أجنبيا قادما يبسط قوته على الجولة الأولى من الحرب
فإلى التفاصيل :

bull;بداية نود أن تعطينا نبذة عن المحاكم الإسلامية في الصومال هناك الكثيرون لا يعرفون عنها شيئا ـ وهل يصنفون كجماعة أسلامية مؤثرة في العالم الإسلامي ؟

-بعد سقوط حكومة زياد بري قبل 16 عاما كان هناك فراغ سياسي ولم تكن هناك حكومة مركزية وأمراء الحرب كانوا يقيدون أجزاء من البلاد وفي هذه الفترة كانت عدة محاولات أي مايقل عن 14محاولة من قبل الصوماليين لتأسيس حكومة مركزية إلا أن كل هذه المحاولات لم تنجح بسبب الخلافات القبلية وبسبب أمراء الحرب الذين شكلوا سلطات محلية ولكن أخيرا قبل سنتين نجحوا الصوماليين بتأسيس حكومة المعروفة بالحكومة الفدرالية الانتقالية ممثلة من جميع الأطراف والقبائل وأصبح لديهم برلمان ومن ثم رئيس للحكومة ورئيس مجلس الوزراء والوزارات وتمكنت هذه الحكومة من الحصول على الاعتراف بها من جانب المجتمع الدولي أي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومجموعة ايغاد المكونة من سبعة دول افريقية في شرق إفريقيا من ضمنها الصومال ـ ومن جهة أخرى الفراغ السياسي سمح أيضا لبعض الصوماليين لتأسيس مجموعات أطلقت على نفسها محاكم إسلامية وكونت أساسا بهدف حل النزاعات والأزمات الداخلية ولكن الأن حولت نفسها إلى قوة عسكرية مدعومة من قبل جماعات إرهابية ومتشددة ومن ضمن هذه القيادات في المحاكم الإسلامية المتطرفين وإفراد مطلوبين دوليا شيخ حسن طاهر عويس المطلوب دوليا بتورطه في عمليات تفجير نيروبي ودار السلام وهذا الشخص كان زعيما للاتحاد الإسلامي الذي نفذ تفجيرات في إثيوبيا مثل تفجيرات في عدة فنادق في إثيوبيا ومحاولة لاغتيال وزير المواصلات والنقل الأثيوبي المرحوم الدكتور عبدا لمجيد حسين والمشكلة الأن هي أن المحاكم الإسلامية تريد الإطاحة بالحكومة الانتقالية .. هذا هوا جزءمن الصراع في الصومال صراع داخلي وإثيوبيا ليست معنية بهذا الصراع كونه شأن صومالي , ولكن المحاكم الإسلامية كما قلت تضم إرهابيين متطرفين من القاعدة وترسل جماعات بهدف تنفيذ عمليات إرهابية إلى إثيوبيا كما أنهم يسلحون المعارضين في إثيوبيا ولديهم برنامجا توسعي في إقامة الصومال الكبرى على حساب الدول المجاورة أي جمهورية جيبوتي وإثيوبيا وكينيا .

bull;أكثر من 16 عاما وإثيوبيا تمول أمراء الحرب في الصومال وبعد سيطرت المحاكم الإسلامية في الصومال بدأت الزحف نحو الأراضي الصومالية هل فعلت ذلك حماية لنفيها أم المشكلة هي وجود محاكم إسلامية.

-نحن نؤمن أن من حق الصوماليين إذا ارادو إقامة دولة إسلامية و تطبيق الشريعة الإسلامية في بلدهم وأثيوبيا لاتعارض هذا لكن في الواقع المحاكم الإسلامية يستخدمون الإسلام غطاء للحصول على دعم إسلامي وعربي لتحقيق برنامجهم التوسعي وللتوضيح انه عندما استولت الحكومة الحالية السلطة في إثيوبيا عام 91 كان لدى أثيوبيا انذاك400 ألف عسكري تحت السلاح وقامت الحكومة الحالية بحل هذه القوة و بتخفيض ميزانية الدفاع إلى اقل من 2% من الدخل القومي من عام 91 وحتى 98 وحولنا كل هذه النفقات لتنمية البلاد ولكن عندما قامت اريتريا باحتلال الأراضي الأثيوبية في عام 98 أجبرنا للدفاع عن سيادتنا بزيادة عدد الجيش وقوة الدفاع هدفنا الأساسي في المنطقة هوا إيجاد الاستقرار بين دول الجوار من اجل التعاون اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ومحاربة الفقر لدينا هي من أهم أهدافنا وهذه السياسة مكنتا من انجاز تنمية البلد من 8 إلى 9% سنويا في السنوات الأخيرة ـ هدفنا إيجاد الاستقرار في المنطقة , وإثيوبيا لم تمول أمراء الحرب في الصومال وفي الحقيقة قامت بجهد كبير بمساعدة الصومال لتكوين حكومة مستقرة ولكن النشاطات السلبية من قبل المحاكم الإسلامية أعاقت من تحقيق ذلك لأن هدفهم الأساسي هو التوسع وفرض أرائهم فوق الأخريين بالقوة وللإشارة كان هناك في الخرطوم اجتماعان تحت إشراف الجامعة العربية ومجموعة ايغاد وتم الاتفاق على أنهم يعترفوا أي المحاكم الإسلامية بالحكومة الانتقالية ويعترف بهم كقوة سياسية في الصومال وان يوقفوا العمليات العسكرية ضد الحكومة الانتقالية وان لا يتوسعوا عسكريا لكنهم استمروا في نشاطاتهم العسكرية وتخلفوا عن حضور الاجتماع الأخير في الخرطوم ولأن إثيوبيا تعتقد أن بعض الأطراف في المحاكم الإسلامية هي جزء من القوة السياسية في البلد حاولنا أن نتفهم معهم وعقدنا عدة لقاءات في الخرطوم ونيروبي ولندن

وجيبوتي ودبي ولكن هذه اللقاءات لم تنجح بسبب تشددهم وافتقاد لغة الحوار والرغبة على فرض أرائهم بقوة ثم أن المحاكم الإسلامية أدخلت قوات ايرتيرية إلى صفوفها بهدف خلق زعزعة داخل إثيوبيا .


bull;تدور إشاعات حول تلقي المحاكم الإسلامية دعما من قبل إفراد داخل السعودية كيف تعلقون على ذلك .

-هناك تقريرا للأمم المتحدة على إن هناك بلدان عديدة تدعم كلا الطرفين في الصومال وهذا أمر يجب التحقق منه ولكن موقفنا كدولة إثيوبيا نحن لدينا علاقات تاريخية وعميقة مع المملكة العربية السعودية ونحن أصدقاء وكل البلدين تسعيان لأيجادالأستقرار في المنطقة وحل الأزمات دون اللجوء إلى الحروب نحن متأكدون على أن السعودية تتصرف بحكمة كبيرة ولذلك نحن نعرف أن السعودية لا تتورط بهذه الأعمال ونحن على ثقة أنها تتابع هذا الأمر من منطلق حرصها على استقرار كل البلدان وفي المنطقة خصوصا لكن هناك أجانب يقاتلون في صفوف المحاكم الإسلامية وهم متطرفون وهؤلاء بدأو يؤثرون على المحاكم الإسلامية وكما تزعم الحكومة الانتقالية أنهم القوا القبض على مقاتلين ليسو صوماليين جاءوه من بلدان مختلفة من ضمنها مقاتلين من الجيش الأريتيري وهنا نسأل ماذا يفعلون هؤلاء الأرتيرين وايرتيريا ليس لديها حدود مع الصومال وماذا يفعل الجيش الأريتيري في الصومال سوى خلق مشاكل داخلية في إثيوبيا.

bull;هل النزاع القائم بين إثيوبيا والصومال ينبأ عن حرب قادمة وشاملة على دول القرن الأفريقي .

- لا اعتقد أن تكون الحرب طويلة لأننا نسعى إلى إيجاد حلول سياسية وفي هذا الاتجاه المجتمع الدولي يتحرك لإيجاد حل سياسي وهذا ماتسعى إليه ولكن هناك أطراف مثل ايرتيريا تعمل لزعزعة أثيوبيا وخلق فتنة بين القوميات والأديان في أثيوبيا لكننا في إثيوبيا لدينا استقرار سياسي لأن دولة أثيوبيا تأسست بنظام فيدرالي مكون من 9 أقاليم كل الأقاليم مكونه بقوميات مختلفة ومن ضمنها إقليم الصومال على أساس فيدرالي وكل هذه الأقاليم لديها برلمان محلي ـ رئيس محلي وصلاحيات واسعة يدير شؤونها , وعلى حسب الدستور هناك حق تقرير المصير لكل المناطق التسعة ويحق لهم حق الانفصال عن أثيوبيا متى أرادوا وهذا إذا صوت البرلمان المحلي بأغلبية الثلثين وقتها يكون استفتاء بعد 3 أعوام إذا الأغلبية صوتت للاستقلال فالانفصال يحدث وهذا وحد البلاد ونشر الأمن والثقة بين القوميات المختلفة وفي هذا السياق أود أن أؤكد أن أثيوبيا تقدر الدين الإسلامي فنصف السكان الأثيوبيين هم من المسلمين ـ لدينا أكثر من 30 مليون مسلم أثيوبي بمعنى ثلاثة أضعاف شعب الصومال وهذا لايجعلنا ضد المسلمين أبدا .

bull;رئيس الوزراء الأثيوبي أعلن الحرب رسميا ضد المحاكم الإسلامية هل تتوقعون تدخل أجنبي في هذه الحرب لإنهاء الصراع الدائر .

- الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومجتمع إيغاد جميعهم يعترفون بالحكومة الانتقالية المجتمع الدولي يعترف بالحكومة الانتقالية ونحن نرى أن هذه الأزمة يجب أن تحل بالحوار السلمي مع جميع الأطراف المعنية في الصومال ـ نريد أن يتفهم الجميع أن إثيوبيا لا تخوض حربا ضد الشعب الصومالي ولا ضد الإسلاميين كما يشوش لها البعض من أن الصومال دولة مسلمة وإثيوبيا دولة مسيحية وان الصراع ديني وفي هذا الاتجاه يخلطون الأوراق ـ نحن في إثيوبيا نصف السكان لدينا مسلمون وهناك تاريخ التعايش والتسامح بين المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ , وبكل تواضع استطيع القول أن إثيوبيا بلد مثالي من حيث التعايش مع مختلف الأديان والقوميات المختلفة ونحن نتمنى أن يكون هناك حل سلمي يجمع عليه جميع الأطراف المعنية ونحتاج أن يقف معنا المجتمع العربي والإسلامي وان يتفهموا حرصنا على سيادتنا ووحدة وطنا ـ وفي هذا الجانب نجد أن السعودية تكون جزءا من هذا الحل لأن لديها علاقات صداقة مع كل الأطراف وهي مؤثرة لدى أطراف متعددة وواسعة.