سمية درويش من غزة: قال المحلل السياسي من داخل أراضي عام 1948 وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات في مقابلة خاصة مع quot;إيلافquot; ، بأن إسرائيل تشهد في هذه الأيام حالة من عدم الاستقرار على كثير من الأصعدة ، موضحا بان هذا ناجم عن مزيج من عدة أمور : أولا ، قيادات غير كاريزماتية وضعيفة التي فشلت بقيادة الدولة نحو مسيرة سلمية مع أي من الجيران العرب من جهة ، والتي فشلت في طرح نفسها كقيادة جديرة بثقة المواطن الإسرائيلي من جهة أخرى ، لاسيما بسبب الشبهات الأخلاقية والمالية التي تحوم حولها ، وبسبب ضعف أدائها في الحلبة السياسية.
ولفت أبو نصار ، إلى أن الصحافة الإسرائيلية تسعى إلى التشبه بالصحافة الغربية ، التي تبحث عن الإثارة والتحقيقاتquot; في عملها معتبرة حياة الشخصيات السياسية ليست بالأمر الخاص ، بل أمرا عاما يجب التطرق إليه.
ونوه المتخصص بتقديم خدمات استشارة سياسية وإعلامية لعدد من الحكومات الأجنبية ، إلى أن الفساد ليس بحديث العهد في إسرائيل ، لا لمالي ولا الأخلاقي ، لكن الصحافة الإسرائيلية تحررت في الأعوام الأخيرة كثيرا إلى درجة المبالغة في بعض الأحيان من حيث عدم الاكتفاء بنقد الشخصيات السياسية بل الوصول إلى تجريحها.
أما الأمر الثالث بحسب أبو نصار ، فان الأهم هو انشغال غالبية اليهود في قضاياهم الداخلية ، معتبرين أن إمكانية حل صراعهم مع الفلسطينيين خاصة ومع العرب عامة غير واردة الآن ، ومن ثم فهم يتجهون إلى دعم أولئك المنادين بإدارة الصراع بدلا من حله.
حفريات القدس
وفيما يتعلق بحفريات القدس والهدف منها ، وان كان توقيتها مناسب في هذه الظروف ، قال أبو نصار ، من الواضح بأن توقيت الحفريات وطبيعتها مشبوهين ، لاسيما إذا ما أخذ بعين الاعتبار الدعوات من عدة أطراف عربية وإسلامية المعروفة بعلاقاتها الجيدة مع إسرائيل والتي عرضت نفسها كبديل quot;لفحص الوضع بجوار الحرم القدس الشريف وإجراء الترميمات اللازمة.
وبين المحلل السياسي ، أن هنالك عدة أهداف للحفريات هذه ، فالهدف السياسي هو التشديد بأن القدس تخضع للسيادة الإسرائيلية ، والمالي برغبة سلطة الآثار بالحصول على تمويل لقاء مع تسعى إلى تسويقه quot;كحفريات عامة وعالميةquot; والديني ، بالأساس اليهود الصهاينة المتدينين الذين يبحثون عن آثار الهيكل.
ولفت إلى أن اليهود المتدينين (لابسي السواد المعروفين quot;بالحريديمquot; ، يعارضون هذه الحفريات لأسباب عقائدية تتمثل بأن الدخول إلى منطقة الهيكل ممنوع لليهود حتى قدوم المسيح المنتظر.
الانتفاضة الثالثة
وحول توقعاته للمستقبل القريب ، وان كانت تلك الأحداث ممكن أن تدفع باتجاه انتفاضة ثالثة ، قال أبو نصار ، quot; لا أعتقد بأننا ذاهبون إلى انتفاضة ثالثة ، على الأقل ليس خلال الأشهر القليلة المقبلة quot; ، موضحا في السياق ذاته ، بان المجتمع الفلسطيني غير جاهز الآن لانتفاضة ثالثة ، وحتى في حال حدوث اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة ، غير انه يتوقع عملية هنا ومقاومة هناك ، لكن ليس بالصورة الجماهيرية التي ميزت الانتفاضة الأولى وبدايات الانتفاضة الثانية.
القمة الفاشلة والمأزق الأميركي
وفي معرض رده على سؤال لمراسلتنا ، حول الدافع من عقد القمة الثلاثية بالقدس ، رغم أن كل الإشارات كانت تدلل على فشلها قبل عقدها ، قال أبو نصار ، لقد كان الأمريكيون يدركون بأن اللقاء الثلاثي الذي جمع كوندوليزا رايس بمحمود عباس وإيهود أولمرت ، لن يفض إلى تطورات كبيرة في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية ، لكن الإدارة الأمريكية التي تعاني من مأزق كبير في العراق والتي تتخبط في كيفية التعامل مع إيران ، والتي فشلت حتى اللحظة بفرض رغبتها على سورية ، سعت من خلال اللقاء المذكور للظهور كمن لا ييأس بل يسعى جاهدا لدفع المسيرة السلمية في المنطقة ، مستفيدة من الحقيقة الجوهرية وهي أن القضية الفلسطينية هي أهم عناصر الاستقرار أو عدمه في المنطقة.
التعليقات