جمع ايران واميركا لطاولة واحدة
قراء ايلاف: مؤتمر بغداد طوق نجاة لاميركا
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: يعقد مطلع الشهر القادم مؤتمر حول العراق في بغداد او في دولة مجاورة (تركيا على الارجح) لبحث دعم العملية السياسية والاسهام في ايقاف العنف في العراق الذي تمر هذه الايام الذكرى الرابعة لمهاجمته عسكريا واسقاط نظام صدام حسين فيه حيث شكلت الاعوام الاربعة التي تلت تلك الحرب بداية صعود الارهاب وتمركزه في العراق حد انه بات اليوم يهدد جوار العراق والمنطقة باسرها تحت تبريرات طائفية بعد ان بدأ باطار ديني او قومي.
ياتي هذا المؤتمر امتدادا لمؤتمر اخر عقد في بغداد في العاشر من شهر اذار الجاري و هو الاول منذ عام 1990 بعد غزو العراق لدولة الكويت. وقد حضره كبار موظفي الخارجية والامن في دول الجوار وممثل من الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي والامم المتحدة اضافة الى الولايات المتحدة الاميركية وبرطانيا باعتبارهما تمتلكان القوتين الاكثر عددا في العراق. وسيحضر وزراء خارجية هذه الدول اضافة لوزراء دول مجموعة الثمانية.
المؤتمر جاء بعد توصيات لجنة بيكر هاملتون التي اوصت بضروة عقد مؤتمر دولي حول العراق وضرورة تحاور الولايات المتحدة مع كل من ايران وسورية المتهمتين بدعم الجماعات المسلحة والميليشيات في العراق. وبالرغم من رفض الرئيس جورج بوش لمجمل ماورد في تقرير لجنة بيكر هاملتون خاصة الحوار مع ايران وسورية الان موافقة الادراة الاميركية على حضور المؤتمر جنبا لجنب مع مندوبين من ايران وسورية جاء، وفق متابعين، تلبية الى حد بعيد لتلك التوصيات.
وقد حقق وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خرقا في العلاقات المتوترة بين ايران واميركا بجمعه هذين الخصمين (المستعدين للتحاور اصلا) وبحثهما بالادلة والحجج مالدى كل طرف ضد الاخر في العراق. وذهب بعض المتابعين الى حد ان مؤتمر بغداد كان انطلاقة لمفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وايران بعد ان وصلت العلااقة بينهما لمفترق طرق بين عزل ايران عالميا والتحضير لضربها عسكريا وبين التطبيع معها مقابل ان تقدم تنازلات في العراق وفي ملفها النووي. وان تقدم الولايات المتحدة في المقابل تنازلات مماثلة لصالح ايران باعتبارها لاعبا صعبا في المنطقة تستطيع فرض نفسها والتأثير في عدة ملفات الفلسطيني واللبناني والعراقي.
ووجد متابعون اخرون ان الغاية من عقد المؤتمر كانت بمثابة طوق نجاة للادارة الاميركية بعد محاصرتها بالضغوط السايسية التي يمارسها خصوم الرئيس بوش وحزبه الجمهوري من قبل الحزب الديموقراطي قبيل الانتخابات الاميركية العام القادم حيث يجد الحزب الديموقراطي في الملف العراقي فرصة انتخابية ينبغي استغلالها الى ابعد حد من اجل كسب جولة الانتخابات. لكن سوى هؤلاء ينظر اخرون للمتمر كاساس لايقاف العنف في العراق تمهيدا لخروج القوات الاجنبية منه بشكل لائق ومدروس.
تجدر الاشارة الى تراجع واضح لمستوى العنف في العراق منذ انطلاق الخطة الامنية في الريلع عشر من شهر شباط الماضي وماتلاها من موعد انعقاد مؤتمر بغداد.
إيلاف طرحت سؤال مؤتمر بغداد (ربما يعقد خارج العراق) الموسع وان كان يعتبر طوق نجاة للادارة الاميركية على القراء في استفتاء الاسبوع الماضي. فوجد مانسبته 47% (945) بانه كذلك. فيما وجد 29 % (578) ان يساعد العراقيين والاميركيين معا. لكن مانسبته 24% (481) وجدوا في المؤتمر اسهاما في تثبيت الامن والاستقرار في العراق.
شارك في الاستفاء 2004 مصوت.
التعليقات