بعد تمهيد الجيش لإنتخابات رئاسية
قراء quot;إيلافquot;: موريتانيا قدمت درسًا في الديمقراطية

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: فاز المرشح لرئاسة الجمهورية الموريتانية الإسلامية سيدي ولد شيخ عبد الله في الجولة الثانية من الإتنتخابات التي جرت في السادس والعشرين من شهر آذار الماضي بعد أن حاز نسبة 52,85% فيما حاز منافسه أحمد ولد داده على 47,15% من نسبة المصوتين التي بلغت نحو 70% من الموريتانيين في الدورتين الإنتخابيتين. واللافت أن منافس الرئيس الجديد كان مقربًا من الجيش الذي إنقلب على نظام الرئيس السابق معاوية ولد طايع عام 2005 ودعا إلى الإنتخابات وبدء تداول السلطة في الجمهورية الإفريقية العضو في جامعة الدول العربية التي باتت بعد العراق الدولتين الوحيدتين في الجامعة العربية اللتين أوصلتا إلى سدة الحكم رئيسيهما عبر عملية ديمقراطية. لكن في العراق تم الأمر بمساعدة خارجية فيما نجح الجيش الموريتاني في تأمين التغيير من الحكم الديكتاتوري دون أي تدخل خارجي، ربما جنبها ما يحصل اليوم في العراق أو الصومال، بعد أن إتخذت عدة دول إستبداية التدخل الخارجي ذريعة لخلق فوضى وتقاتل داخلي.

وكان الشعب الموريتاني محظوظًا بعدم صعود مرشح إسلامي للرئاسة مفوتًا على من شبه التغيير في موريتانيا بالسودان فرصة تعميم التشبيه حيث وصل نظام شمولي بعباءة إسلامية في السودان بعد تدخل عبد الرحمن سوار الذهب ضد الرئيس السوداني جعفر نميري عام 1985. وإن كان علي ولد محمد فال وعبد الرحمن سوار الذهب يشتركان في عزوفهما عن سطوة الحكم وإلتزامهما بعملهما العسكري.

الرئيس الموريتاني الذي سيتسلم منصبه من رئيس المجموعة العسكرية علي ولد محمد فال في التاسع عشر من شهر نيسان (أبريل)الحالي سيكون درسًا لكل الرؤوساء العرب بمن فيهم الرئيس العراقي الذي وصل إلى منصبه ضمن توافقات إنتخابية. فقد ضمن الرئيس الموريتاني حيادية الجيش الذي إلتزم بالإبتعاد عن التدخل في السياسة وضمن إحترام منافسيه للعبة الديمقراطية. وقدم -فوق ذلك كله- الشعب الموريتاني درسًا بليغًا للشعوب العربية والإسلامية في الديمقراطية وتداول السلطة بعد أن باتت حتى الجمهوريات فيها ملكًا متوارثًا لذوي الرئيس.

قراء إيلاف أدلوا بأصواتهم في الإنتخابات الموريتانية في الأسبوع الماضي فوجد 3632 قارئًا أي ما نسبته 76% من المشاركين في التصويت، أن موريتانيا قدمت درسًا ديمقراطيًا للعرب وخالفهم 674 (14%) وكانت نسبة من لم يهتم للأمر 7% (313) ومن قال إنه لايدري 4% (180). عدد المشاركين بالتصويت بلغ 4799.