سكينة اصنيب من نواكشوط

لا يزال الأطفال في موريتانيا يعانون من سوء التغذية رغم الجهود الحثيثة التي تقوم بها المنظمات الانسانية فقد اكد محمد ولد اعل التلمودي امين عام وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية أن 38100 طفلا على الاقل في موريتانيا يعانون من سوء التغذية على مدار السنة، وأشار الى ان سوء التغذية عامل اساسي من عوامل وفيات الاطفال، مضيفا ان لبدراسات الأخيرة أظهرت ان 50% من وفيات الاطفال في دول الساحل التي تضم موريتانيا مرتبطة بسوء التغذية.

جاءت هذه الاحصاءات في افتتاح ورشة تكوينية quot;للعاملين في المجال الصحي لمعالجة سوء التغذية والمصادقة على برتوكول وطني للتكفل بالمصابين بسوء التغذيةquot;. وتهدف هذه الورشة التي تنظم بالتعاون بين وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية وصندوق الامم المتحدة للطفولة quot;اليونيسيفquot; ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي، وتدوم تسعة ايام، الى السماح للمشاركين باستيعاب الطرق والوسائل الكفيلة بالتكفل بالأطفال المصابين بسوء التغذية، والعناية بهم، وتزويد العاملين والناشطين في مجال الصحة بالمعارف الضرورية التي تمكنهم من اتخاذ القرارات السليمة لمواجهة المشاكل المرتبطة بالصحة بشكل عام وبسوء التغذية بشكل خاص .

وأكد مسؤول وزارة الصحة ان المشاكل المرتبطة بسوء التغذية لها مخلفات كثيرة على الصحة العمومية والتنمية، وقال ان النقص في التغذية يحد من قدرة شريحة العمال على العمل ويعرقل النمو الذهني للطفل كما يصيب جهاز المناعة عند الفرد.

واوضح الامين العام ان هذه الورشة ستعزز من البرامج المخصصة لمكافحة سوء التغذية وضمان نجاحها واستمراريتها في البلاد، مشيرا الى أن الوزارة عملت على انشاء مراكز اعادة تأهيل وتربية غذائية مجهزة ومتوفرة على الأغذية والادوية الأساسية المجانية تضمن التكفل السليم بحالات سوء التغذية الحادة. ويشارك في هذه الورشة ممثلون عن مختلف ولايات موريتانيا ومندوبون من بوركينا فاسو، وكوت ديفوار وغامبيا وليبريا ومالى والنيجر.

وبدوره اكد ديالو سليمان ممثل اليونسيف في انواكشوط ان الدراسات أظهرت أن 000 300 طفل في دول الساحل يتوفون بسبب سوء التغذية. واضاف ان الاطفال المصابين بسوء التغذية بمختلف أشكالها بحاجة الى التكفل بصفة ملائمة وبصورة سريعة .

وقال ان اليونسيف وبالتعاون مع شركائها في منظمات الامم المتحدة تدعم البرامج الوطنية في شبه المنطقة للتكفل بالمصابين بسوء التغذية للوصول الى أكبر عدد من الاطفال المصابين.

وكان برنامج الغذاء العالمي قد أعلن قبل أسبوعين أن نحو 68 ألف طفل في موريتانيا يواجهون خطر سوء التغذية نتيجة نقص المعونات مع اقتراب quot;الموسم العجفquot; السنوي بعد حصاد هزيل.

وأضاف برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة انه يحتاج لمبلغ 14.4 مليون دولار اضافية لتوفير حصص من الأغذية الغنية بالمعادن والفيتامينات للامهات والأطفال الصغار في اكثر من 600 مركز للتغذية في انحاء الدولة الصحراوية في غرب افريقيا.

وتعتبر المناطق الجنوبية الاكثر اثارة للقلق في ولايات الترارزة والبراكنة وغيديماخا وغرغول حيث بلغت معدلات سوء التغذية اكثر من 10 في المائة أي أعلى من حد الطوارئ الذي حددته منظمة الصحة العالمية.