الفرنسيون أمام صناديق الإقتراع
ساركوزي ورويال إلى الدورة الثانية ... أين المفاجآت؟

ساعة الحسم في فرنسا في انتخابات غير مؤكدة النتائج

الفرنسيون حائرون بعد حملة انتخابية متقلبة

quot;إيلافquot; من باريس وبيروت: مع بدء الدورة الانتخابية الأولى للرئاسة الفرنسية ، يبقى كل من المرشحين الكبار يسعى الى التحوّط من المفاجآت والى quot;صونquot; رصيده الانتخابي. وفيما يبدو جان ماري لوبان، مرشح اليمين المتطرف وزعيمquot; الجبهة الوطنية quot;أضعف المتنافسين الأربعة مع نيكولا ساركوزي وسيغولين رويال وفرنسوا بايرو للتأهل للدورة الثانية، يشتد الجدل بين المرشحة الاشتراكية ومرشح الوسط وداخل المعسكر الاشتراكي نفسه حول فائدة التوصل الى تفاهم انتخابي بين بايرو ورويال.ومع سريان حظر نشر نتائج إستطلاعات الرأي قبل 48 ساعة من الإنتخابات ، تفيد آخر استطلاعات للرأي أجرته مؤسسة quot;إيبسوس ديلquot; ان مرشح اليمين ساركوزي يبقى المتنافس الأكثر حظا للحلول في المرتبة الأولى، بحصوله على ٢٩٫٥ في المائة من الأصوات وبفوزه بالرئاسة بنسبة ٥٣ في المائة مقابل المرشحة الاشتراكية التي يمكن ان تحصل على ٢٤٫٥ في المائة في الدورة الأولى، وعلى ٤٧ في المائة في الدورة الثانية.

أما بايرو فقد حل ثالثا في الدورة الأولى بحصوله على ١٨٫٥ في المائة من الأصوات، غير انه يستطيع الحاق الهزيمة بالمرشح اليميني اذا تأهل للدورة الثانية إذ سيحصل على ٥٣ في المائة مقابل ٤٧ في المائة لساركوزي، وحتى الآن لا تزال التوقعات متواضعة لنتائج مرشح اليمين المتطرف لوبان الذي يعد الناخبين بمفاجأة جديدة على غرار ما فعل عام ٢٠٠٢ عندما تأهل للدورة الثانية، إذ أن التوقعات لم تعطه أكثر من ١٤ في المئة.

وأظهرت الحملة الانتخابية القوية التي انطلقت منذ بداية هذا العام أن وضع ساركوزي ثابت في الطليعة، في حين صمدت حملة سيغولين رويال وعدم انهيارها. وبالتالي يرجح وصولهما الى الدورة الثانية من دون ان يكون هناك حيّز لمفاجأة كتلك التي حدثت في آخر انتخابات رئاسية عندما خرق جان ماري لوبان الاستطلاعات والتوقعات ونافسالرئيس الحالي جاك شيراك في الدورة الثانية بعد سقوط المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان... فهل يكرر مرشح الوسط بايرو مفاجأة لوبان؟

صور للمرشحين ال12
في الواقع إذا كان لا بد من كلام على مفاجأة في هذه الانتخابات فهو إنها حصلت وانتهى الأمر ، وقد تمثلت بصعود أسهم رئيس حزب quot;الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسيةquot; بايرو الذي يمثل يمين الوسط، إلى درجة أخذ معها كثيرون ينظرون اليه على انه quot;فلتة الشوطquot; والرجل القادر على اخراج الانتخابات من ثنائية ساركوزي - رويال وأنه سيكون قادرا على أحدهما إذا استطاع الوصول الى الدورة الانتخابية الثانية. وقد تقدمت شعبيته بثبات اذ انه أخذ يحتل الموقع الثالث في كل استطلاعات الرأي بأكثر من ١7 في المئة، سابقا بذلك مرشح اليمين المتطرف لوبان، إلا أن المرحلة النهائية من السباق الرئاسي شهدت تراجعاً في وضعه ، واستطاعت رويال احراز تقدم بسيط على حسابه.

وتظهر نتائج الاستطلاعات ان مصير الانتخابات الرئاسية الفرنسية مرهون بثلاثة عوامل:
- العامل الأول كيفية اقتراع الناخبين الذين لم يحددوا حتى الآن هوية المرشح الذي سينتخبون لمصلحته، وتزيد نسبة هؤلاء عن ٢٠ في المئة وهي تصل في بعض الاستطلاعات الى ما فوق ٤٠ في المئة. ومن الواضح ان وجود هذه النسبةمن الناخبين المتأرجحين، يظهر ضعف صدقية الاستطلاعات ويرسم علامة استفهام قوية على توجه الأصوات في الانتخابات.

- يمثل بايرو العامل الثاني الحاسم في تحديد هوية ساكن قصر الاليزيه بدءاً من أيار(مايو) المقبل. وبمعنى ما، يمسك بايرو بيديه مصير الانتخابات. وحتى الآن وبعكس ما تفيد به الأرقام، يؤكد الرجل ان الفرنسيين quot;يحضرون مفاجأة من العيار الثقيلquot; في الساعات الآتية ، في اشارة الى تأهله للدورة الثانية. ولكن حتى ان لم يحصل ذلك، فإن بيرو قادر على التأثير على النتيجة النهائية.

- أما العامل الرئيسي الثالث فهو مرشح اليمين المتطرف لوبان. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ما هو السلوك الذي سيسلكه هذا المرشح العجوز في الدورة الثاني؟ هل يدعوأنصاره وناخبيه الى الانتخاب لساركوزي أو يترك لهم الحرية في خياراتهم ؟ حتى الآن تأرجح موقفه بين خطين: الأول فحواه إن التعاون ممكن مع ساركوزي، والآخر يندد بوزير الداخلية السابق ويعتبره من quot;رعاع السياسةquot;. وكان ساركوزي سعى في الأيام الماضية الى سحب البساط من تحت أرجل لوبان. فرئيس quot;حزب الاتحاد من أجل حركة شعبيةquot; يقدم نفسه على انه مرشح قوي، يتعامل بتشدد مع مسألة الهجرة والأمن وسلامة المواطنين الفرنسيين ومكافحة الإرهاب، وكلها تشكل البنية الأساسية التي قامت عليها دعاية اليمين المتطرف.

توجهات ال300 ألف لبناني
وتجدر إشارة إلى تقرير دبلوماسي ورد إلى بيروت عن توجهات اللبنانيين ال 300 ألف الذين يحملون الجنسية الفرنسية ، ومختصره إن غالبيتهم تميل إلى ساركوزي باعتبار أن سياسته حيال لبنان تشكل استمرارا شبه حرفي لسياسة الرئيس الحالي شيراك، لكن ثمة أصواتاً في الجالية اللبنانية ارتفعت في الأيام الماضية تحذر من توجهات برنامج ساركوزي لمكافحة البطالة، خصوصاً أنها تقضي بأن ينال أبناء كل جالية عددا من الوظائف يوازي نسبة عدد أفرادها بما يؤدي إلى أن تكون للفرنسيين-اللبنانيين ال300 ألف نحو 0.5 من الوظائف في حين أنهم يشغلون أكثر من نسبة 1 في المئة. ويدعو مناهضو ساركوزي فيس الجالية إلى التصويت لمرشح الوسط بايرو.

لكن الفريق العامل لمصلحة ساركوزي في الجالية ينشطون في حملة مضادة تركز على دعمه لقضايا لبنان والعرب عموما وأن برنامجه لا يتضمن إخراج الناس من وظائفهم بل يطرح تصورا مستقبلياً لمعالجة البطالة بين الفرنسيين مع التركيز على خلق فرص عمل جديدة.