حملة دعائية مبنية على (احصائيات) غير دقيقة
سالك ينطلق مستفيدا من سفر الناس لتحقيق الانجازات!
زيد بنيامين:
يعيش الساكنون في دبي والمارون عبرها والعاملون فيها اليوم انطلاق نظام التعرفة المرورية (سالك) والذي طبق اليوم في الاول من تموز (يوليو) وسط هجوم حاد من الصحافة الانجليزية الصادرة في الامارات.
سالك هو نظام يدفع السائق بموجبه تعرفة مرورية اثناء مروره من شارع معين بقيمة 4 دراهم ( 1.09 دولار) في كل مرة يقطع فيما احدى البوابتين الالكترونيتين الموجودتين على جسر القرهود احد الجسور الواصلة بين جانبي دبي على الخور و جسر البرشاء وهو التقاطع الرابع على شارع الشيخ زايد احد اهم الشرايين الاقتصادية في الشرق الاوسط.
النظام واجه انتقادات واسعة لان وجود طرق بديلة في مدينة كدبي غير متاح حاليا وان وجدت فانها تعاني من ازدحام مروري اصلاً والاطرف ان من يستخدم أي طريق في هذه المدينة للوصول الى نقطة ما سيستغرق نفس الوقت في الرحلة حين سلوك تلك البدائل لان البدائل اما بعيدة جدا بالاضافة الى ازدحامها او لا وسط ارتفاع اسعار الوقود والذي يصل الى اكثر من 6 دراهم في واحدة من الدول الغنية بالنفط في المنطقة.
ورغم ان الشعار المعلن من طرح (سالك) هو لتخفيف الازدحام الا ان العديد من مستخدمي الطريق يشككون في الوصول الى مثل هذه الاهداف خصوصا وان الهيئة العامة للطرق في دبي (RTA) لم تضع أي محددات قد تبين فشل المشروع من نجاحه خصوصا وانها اعلنت اكثر من مرة ان المشروع ليس (ربحياً) بقدر ما هو (لتقليل الازدحام).
ويضع مسالة اطلاق النظام في شهر يوليو حيث يسافر اغلب العاملون في اجازاتهم السنوية هيئة الطرق في موقع الشريك في (نظرية المؤامرة) كون ان طرح النظام وقت عدم وجود مدارس وسفر اغلب المعلمين والموظفين وسكان الاماراة الى الخارج تلافيا لدرجات الحرارة العالية الامر الذي لن يكشف حقيقة عن قدرة المشروع على تقليل الازدحام فعلا فيما يقول البعض ان الهيئة ستستثمر هذه الحقيقة في الاعلان عن انها قد انجزت هدفا بتخفيف الازدحام المخفف اصلاً وتنقلب الامور مع حلول ايلول (سبتمبر) المقبل حيث يعود المستوى الطبيعي للازدحام في الاماراة بعودة الجميع الى اعمالهم.
النظام سيطبق على مسافة طريق تمتد لـ 20 كيلومترات دون ان يعني ان التكلفة ستطبق على كل من يدخل الى الكيلومترات العشرة من طرق فرعية غير موقع البوابتين.
الطريف ان الاعلان الوارد للترويج عن النظام يقول ان عدد السيارات التي تمر على جسر القرهود يوميا هو 105 الاف سيارة باتجاه ديرة بر دبي 90 الف سيارة في الطريق المقابل وفق ما نشرته صحيفة (الامارات اليوم) في الوقت الذي اعلن القائمون على النظام ان عدد مشتري البطاقات من المتوقع ان يصل الى 100 الف مشترك في غضون الشهر الاول وبالتالي فان الرقم سيتجاوز هذا العدد خلال الفترة التي تلي ذلك وبالتالي يعود نفس العدد من السيارات الى استخدام الطريق ذاته دون ان ينجح النظام في تخفيف الازدحام.
كما ان تكلفة استخدام النظام تصل الى 240 درهما في حال استخدم الطريق في الذهاب الى العمل والعودة منه يوميا على مدار شهر، وهي تساوي نفس تكلفة الوقود او اقل لو قرر السائق استخدام طريق بديل هو اطول في كل الاحوال.
التوقعات ان يتم رفع تكلفة المرور الواحد لمستخدمي النظام في حال استمر الزحام على ما هو عليه وهو ما يتوقع ان يكشف عنه عودة الطلبة والمسافرين بعد انتهاء اجازاتهم.
وكان مطر الطاير رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق قد صرح في وقت سابق ان من اسباب اختيار يوليو موعدا لاطلاق النظام وذلك quot;لانتهاء الهيئة من تنفيذ الطرق البديلة التي تشمل طريق دبي العابر الذي يجري استكماله حاليا ويربط إمارة الشارقة مع إمارة أبوظبيquot; مؤكدا على قرب quot; استكمال فتح كافة مسارات معبر الخليج التجاري ـ البالغ عددها 13 مساراً ـ والذي يربط نفق المطار مع شارع الشيخ راشد وشارع الخيل، ومشروع توسعة شارع الإمارات من ثلاث إلى ستة مساربquot; مع العلم ان طريق دبي العابر يضم مسارين ويبتعد 15 دقيقة عن شارع الشيخ زايد في دبي على طريق دبي - العين وقد بدأت عملية اضافة مسارات جديدة الى الشارع قبل ايام فقط وبالتالي فهو بحاجة الى سنة واحدة لاستكمال التطويرات ، كما ان نفق المطار يغلق اصلا نتيجة الازدحام الشديد وقت الذروة في السابعة صباحاً وما بعد الخامسة مساءا حتى قبل تطبيق نظام سالك فكيف لو اتخذ طريقاً بديلا.
كما ان النظام quot;يستثني المركبات المسجلة لدى القوات المسلحة ومركبات الشرطة والدفاع المدني والإسعاف والتي تحمل شعار كل منها والمركبات المخصصة لنقل طلاب المدارس أو المعاهد والجامعات وحافلات النقل العام التابعة للهيئة والمركبات التي يصدر قرارا بإعفائهاquot;.
وقد ذهب البعض الى القول انه في حال كان الهدف تقليل الازدحام فلماذا لايتم استثناء ايام الجمعة والاعياد الرسمية وكذلك في الاوقات الاخرى غير الذروة وخلال ساعات الليل المتاخرة من استخدام النظام لكن هناك من يقول ايضا ان فترة المساء تستخدم من قبل رجال الاعمال الذين تصل قيمة ساعة العمل الواحدة لهم الف درهم وهو ما سيوفر عائدات لهيئة الطرق.
ورغم ذهاب معظم اعضاء هيئة المواصلات بالقول ان النظام مستخدم في مختلف بلدان العالم الا ان الصحيح ان الانظمة المستخدمة في لندن مثلا لا يشمل الطرق السريعة بل بعض المناطق التي تسعى سلطات المدينة الى تقليل دخول الغرباء اليها بينما في مصر مثلا يطبق مثل هذا النظام على بعض الطرق الخارجية.
وكان من بين ما اشير اليه من ضمن حملة الدعاية لصالح (سالك) ان النظام يعمل على القضاء على اكبر ازدحام في الشرق الاوسط مع العلم ان مدينتي طهران العاصمة الايرانية والقاهرة العاصمة المصرية سجلت (اسوء الازدحامات) على مدى السنوات الماضية على مستوى الشرق الاوسط.