الياس يوسف من بيروت-وكالات: يتقدم الجيش اللبناني على مختلف محاور مخيم نهر البارد، مضيّقًا الخناق أكثر على جماعة quot;فتح الإسلامquot; التي تتغلغل في بعض الأحياء والملاجئ وسط المخيم القديم. وشوهدت قوى الجيش تتمركز في بعض الأبنية والمواقع الجديدة لا سيما على المحور الجنوبي والشرقي للمخيم، وهي تحاصر مجموعة من المسلحين في أحد الملاجئ في حي الصفوري، وتقطع عنها كل الإمدادات من مختلف المحاور.
وقد أعلن اليوم مقتل عريفين من الجيش اللبناني خلال المواجهات. وكان ضابط برتبة نقيب وخمسة جنود قتلوا أمس في شارع يشكل حقلاً كثيفًا من الألغام في المخيم .
وأطلق اثنان من الفلسطينيين النازحين من نهر البارد النار على حاجز للجيش في محيط مخيم البداوي، فرد الجنود وأصابوا أحدهما.
وصدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش بيان جاء فيه : quot;تواصل قوى الجيش عملياتها الامنية في نهر البارد، حيث سيطرت أخيرًا على عدد من المباني والتحصينات التي كان يستخدمها ارهابيو ما يسمى تنظيم quot;فتح الاسلامquot; للتمادي في الاعتداء على الجيش وممارسة اعمال القنص على مراكزه، في حين تقوم وحدات الهندسة بتنظيف هذه المباني من الالغام والافخاخ، وازالة العوائق من الطرق. وتتابع هذه القوى تضييق الخناق على ما تبقى من المسلحين الذين عمدوا الى اطلاق عدد من الصواريخ بصورة عشوائية في اتجاه القرى المجاورة للمخيم، مما ادى الى استشهاد مواطن وجرح آخرين. وتماديًا في العناد والاجرام، لا يزال هؤلاء الإرهابيون يرفضون الاستسلام ويستمرون في سلوكهم اللاانساني في منع افراد عائلاتهم من مغادرة المخيمquot;.
على صعيد آخر، أفاد بيان لقوى الامن الداخلي quot;أن التحقيقات مع الموقوفين من حركة quot;فتح الاسلامquot; كشفت سلسلة من جرائم السطو على بعض المصارف ارتكبها أنصار المدعو شاكر العبسي قبل وبعد تسمية حركته بحركة quot;فتح الاسلامquot;، واحصى البيان العمليات الاتية:
quot;السطو على quot;بنك لبنان والمهجرquot; في محلة المزرعة في بيروت:
بتاريخ 17/4/2006: أقدم اربعة اشخاص مسلحين على سلب مبلغ 62 مليون ليرة لبنانية و73 الف دولار اميركي و 18900 يورو من quot;بنك لبنان والمهجرquot; - فرع المزرعة.
السطو على quot;بنك الاعتماد اللبنانيquot; في محلة العبدة في الشمال:
بتاريخ 18/10/2006 اقدم اربعة اشخاص مسلحين على سرقة مبلغ 30 الف دولار اميركي من quot;بنك الاعتماد اللبنانيquot; في محلة العبدة.
السطو على quot;بنك الجمالquot; في محلة جسر سينيق في الجنوب:
بتاريخ 10/11/2006 اقدم ثلاثة اشخاص مسلحين على سرقة مبلغ 25 الف دولار اميركي من quot;بنك الجمالquot; في محلة جسر سينيق. واثناء فرارهم تم توقيف احدهم وهو السوري فراس حميد الذي اعترف بأنه ينتمي الى حركة quot;فتح الاسلامquot;.
السطو على quot;بنك الاعتماد اللبنانيquot; في طرابلس شارع عزمي:
بتاريخ 23/2/2007 اقدم ثلاثة اشخاص مسلحين على سلب مبلغ 25 مليون ليرة لبنانية و11850 دولارًا اميركيًا من quot;بنك الاعتماد اللبنانيquot; في طرابلس - شارع عزمي.
السطو على شركة quot;ويسترن يونيونquot; لتحويل الاموال من محلة اردة - زغرتا:
بتاريخ 7/4/2007 اقدم شخصان مسلحان على سلب مبلغ من المال من فرع شركة quot;ويسترن يونيونquot; في محلة اردة، وفرا في اتجاه طرابلسquot;.
السطو على quot;بنك البحر المتوسطquot; في محلة أميون:
بتاريخ 19/5/2007 اقدم اربعة اشخاص ملثمين مسلحين على سرقة مبلغ 125 الف دولار اميركي من فرع quot;بنك البحر المتوسطquot; في محلة اميونquot;.
مقتل 6 جنود في هجوم للجيش اللبناني على quot;نهر الباردquot;
هذا واحتدمت حدة المعارك بين الجيش اللبناني وعناصر تنظيم quot;فتح الإسلامquot; في مخيم quot;نهر الباردquot; إثر رد العناصر المتشددة بقصف بالصواريخ على مواقع الجيش والمناطق المجاورة في محاولة لتخفيف الضغوط التي يمارسها الجيش عليهم.
وأفادت التقارير بأن نحو تسعة صواريخ سقطت على القرى والمزارع المجاورة للمخيم، وفقاً لما ذكره مسؤولون أمنيون ووكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.ولم ينجم عن القصف الصاروخي لعناصر فتح الإسلام أي خسائر في الأرواح، غير أنها ألحقت بعض الأضرار المادية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وكان الجيش اللبناني قد واصل قصفه لمواقع مسلحي جماعة quot;فتح الإسلامquot;، فيما ارتفع عدد قتلى القوات اللبنانية إلى ستة جنود، سقطوا منذ تجدد الاشتباكات في وقت سابق الخميس، مما يرفع إجمالي خسائر الجيش إلى 92 قتيلاً منذ بدء القتال في العشرين من مايو/ أيار الماضي.
وقال متحدث عسكري باسم الجيش اللبناني إن القصف المدفعي خطوة أولى في المعركة النهائية ضد تلك المجموعة quot;الإرهابيةquot;، وأضاف أن الجيش يواصل تضييق الخناق على مسلحي فتح الإسلام لدفعهم إلى الاستسلام.
وعزز الجيش اللبناني الليلة الماضية قواته المرابطة حول مخيم نهر البارد، الذي أصبح مدمراً بشكل شبه كامل وتتصاعد منه أعمدة الدخان، حيث ما زال عدد محدود من مسلحي تلك الجماعة، التي يشتبه أنها على صلة بتنظيم quot;القاعدةquot; يتحصنون داخل المخيم.
ونفى الجيش اللبناني أنه يشن هجومه النهائي على عناصر التنظيم المرتبط بالقاعدة والمحاصرين في المخيم، الذي شوهدت أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من بعض بنايته، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وكان الجيش اللبناني قد بدأ بتصعيد عملياته العسكرية داخل المخيم، فجر الخميس، في إشارة قد توحي بأن العد العكسي لإنهاء الأزمة قد بدأ، بعد فشل الوساطة السياسية، خاصة بعد نزوح ما تبقى من المدنيين الفلسطينيين وعناصر الفصائل المسلحة الفلسطينية التي لم تشارك في المواجهات مع الجيش.
ونقلت الوكالة الوطنية للأنباء اللبنانية أن القصف المدفعي للجيش شمل معظم محاور المخيم، ومنذ الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي.وكان الجيش قد عزز مواقعه العسكرية ليلاً، وأدخل تعزيزات إضافية إلى أرض المواجهة، وسط قصف مدفعي متقطع خلال الليل، ليشهد تدريجياً وليبلغ الذروة مع ساعات الصباح الأولى، مع اشتباكات عنيفة تدور على مختلف المحاور.
وتساهم الزوارق الحربية للجيش في عملية دك تحصينات المسلحين في مواقع محددة إلى الجهة الجنوبية للواجهة البحرية للمخيم القديم.ويأتي هذا التصعيد في مخيم نهر البارد مع الذكرى السنوية الأولى للمعارك في الصيف الماضي بين مقاتلي حزب الله اللبناني وقوات الجيش الإسرائيلي.
التعليقات