نهر البارد: افاد مصدر عسكري ان الجيش اللبناني واصل الثلاثاء عملياته في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان حيث يتحصن منذ ستة اسابيع مقاتلو تنظيم فتح الاسلام المتطرف.وسمع مساء الثلاثاء اطلاق نار كثيف في محيط المخيم الواقع على بعد 15 كلم شمال طرابلس ثاني كبرى المدن اللبنانية.

وقال متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس quot;حاول مقاتلو فتح الاسلام التقدم باتجاه مبان قريبة من محيط المخيم لاطلاق النار على الجنود فردت مدفعية الجيش بالقصف لاجبارهم على التراجع واسكات القناصةquot;. وسمعت خلال النهار رشقات متفرقة من اسلحة رشاشة تبادلها الجنود والمقاتلون المحاصرون على ما افاد مراسل فرانس برس.

وكان المتحدث العسكري علق على هذه الطلقات بالقول quot;هناك تحركات على الارض. اننا نستولي على مبانquot; داخل المخيم. ويعتقد ان اقل من الف مدني لا يزالون داخل المخيم مقابل 31 الفا كانوا يقطنونه قبل بدء المعارك في 20 ايار/مايو. وعلى الرغم من الاوضاع الصحية والانسانية المتردية في داخل المخيم بحسب مصادر في داخله فإن مؤسسات الاغاثة لم تتمكن من ادخال الماء او الغذاء اليه منذ 20 حزيرا/يونيو.

وظهرت فتح الاسلام، التي تقول انها قريبة ايديولوجيا من تنظيم القاعدة، في مخيم نهر البارد في تشرين الثاني/نوفمبر 2006. وهي مؤلفة من مقاتلين فلسطينيين وآخرين من جنسيات متعددة من ضمنها سودانية وعراقية وسورية على ما اعلن الجيش. واندلعت المعارك بعد سلسلة كمائن نصبها مقاتلو التنظيم لجنود الجيش اللبناني في شمال لبنان راح ضحيتها 27 عسكريا.

ومنذ بدء الاشتباكات قتل 170 شخصا، بينهم 85 جنديا لبنانيا و65 مسلحا على الاقل، بحسب احصائية لوكالة فرانس برس استنادا الى مصادر رسمية. وهذه المعارك هي الاشد التي يشهدها لبنان منذ انتهاء الحرب الاهلية فيه (1975-1990).