لقد كتبت في مقالات كثيرة سابقة عن الشلة الاسلاربية وعرفناها بأنها الشلة التي تمثل بني يعرب من تطوان إلى عمان أو من المحيط إلى الخليج ( وفي رواية أخرى قد يكونا الهادر والثائر)، وأيضا تُمثل بني يسلم مِنْ... مِنْ.. مِنْ، بصراحة مش عارف من فين إلي فين، ولكن احتمال، بس مش أكيد، إنها تكون من المحيط إلى المحيط، وعلى الرغم من أنني لا اعرف ماهي المحيطات المقصودة في هذا السياق،إلا أنني وضعت هذا الاحتمال بسبب ان مبلغ مليار وثلاثمائة مليون، وهو تعداد الأمة الإسلامية، مبلغ ليس بالقليل ولا يمكن ان تحده إلا محيطات. وبهذه المناسبة فقد سمعت في العام الماضي ان تعداد الأمة الإسلامية مليار وثلاثمائة مليون وفي هذا العام هناك من شطح وجعلها مليار وخمسمائة مليون، أي بزيادة مئتي مليون في عام واحد. هذه الزيادة الأرنبية التي تفوق 15% تدل على واحد من احتمالين: الأول ان يكون هذا من ضمن النفخ والتفخيم والهجص الذي تعودناه، ولا اعرف ما هو وجه التفاخر بالعدد في هذا الزمن الذي نعيشه، إلا إذا كان البعض ما زال يعتقد بأننا سوف نحارب بالخيول والسيوف، وأيضا ماهو وجه الفخار بهذه الملا يين المملينة إذا كان ثلاثة أرباعها، يعانون من الجوع أو الجهل أو المرض، إن لم يكن أربعة أرباع، هذا هو الاحتمال الأول، أي الهجص والنفخ الفارغ. أما الاحتمال الثاني هو اننا متفرغون لتفريخ الصبيان والبنات وليس لنا عمل آخر لذلك نتزايد ونتكاثر كما تفعل الأرانب. المهم هذه الشلة وكما سبق ان شرحنا مراراً تتفاعل مع الأحداث الجارية بنفس منهج بنو يعرب وبنو يسلم الذي ساد منذ عشرات ان لم يكن مئات السنين. بعد هذه المقدمة ندخل في الموضوع، وموضوعنا اليوم هو ما جرى ويجري في نهر البارد الذي تحول إلى اسخن من شمس الصحراء في عز الصيف. وقد كان جزء كبير من مداولاتنا داخل الشلة يدور حول الهجوم ( الغاشم) الذي يقوده الجيش اللبناني ( الباسل) ضد (مناضلي) الحركة القومية والإسلامية في نهر البارد المسماة فتح الإسلام.... ناسف لهذه الدربكة في الكلام والمفاهيم وارجوا ان لا يزعجكم حكاية الهجوم الغاشم من الجيش الباسل لان موضوع نهر البارد هذا قد أدي إلى اختلال شديد في مواقف الشلة، وانقسام لم نتعوده، ولم تمضي الأمور بالشكل الذي تعودناه في مثل هذه الحالات فقد كان المعتاد هو ان تفتح القنوات إياها أبواقها تأييدا، مستتراً أو نصف مستتر وقد يكون في بعض الأحيان مكشوفاً، تأييداً لما تفعله فتح الإسلام. فقد تعودنا في مثل هذه الحالات أن يتم تجييش الشارع ضد الجيش والوقوف المتواري مع فتح الإسلام، حيث انه من الصعب على المؤيدين لمثل هذه الأفعال ان يعلنوا ذلك صراحة في هذا الوقت بعد ان صار الكثيرون يرفعون الصوت العالي ضد مثل هذه الأفعال ويؤثموها ، واهم الأسلحة التي يستخدمها البعض في هذا المجال هي التحدث عن صمود المقاومة من ناحية، وحماية المدنيين من ناحية أخرى، لذلك كان هؤلاء يأملون أن يبقى سكان المخيم ولا يغادروه وبذلك تتاح الفرصة للحديث عن صمود المعسكر الذي يعني التأييد لما تفعله فتح الإسلام والرفض لما يقوم به الجيش، ومن ناحية أخرى لكي تكون هناك فرصة لفتح الإسلام للتمترس بالمدنيين في المعسكر وهذا يجعل إصابة هؤلاء المدنيين أكيدة وهذا يتيح الفرصة لاتهام قوات الجيش بارتكاب المجازر وبالتالي تهييج الشارع الذي هو هائج أصلا، ولكن لم تتح هذه الفرصة إذ أن سكان المخيم غادروه حفاظاً على أرواحهم ومستقبل عيالهم ولم يصمدوا ولم يستطع فارضوا الصمود الإجباري المعتادين الذين تعودوا الرقص على الأشلاء ان يفرضوا عليهم مثل هذا الصمود، لا بخطوط حمراء أو بنفسجية ولا بخطب عصماء، وبالتالي أضاعوا علي الكثيرين فرصة التغني بصمود نهرا لبارد وانجازات المقاومة فيه.