لم يكن إكتشاف تلك الخلية الإرهابية التي سربها حزب الله اللبناني لخدمة المشروع الإيراني في العراق أمرا مفاجئا بالمرة ! بل أنه النتيجة و الثمرة الطبيعية لكل الجهود التبشيرية و التخريبية التي عمل النظام الملالي في إيران على صياغتها و السهر عليها من أجل التسلل و التخريب المنهجي لدول الجوار، و قد حاولت الأجهزة السرية الإيرانية و طيلة سنوات عديدة أن تنشأ عملاء و خدم يعملون بجد و إجتهاد تحت راية المذهب و العقيدة نفاقا و رياءا و ليس عن غيرة حقيقية على الدين الإسلامي و لا على مذهب التشيع الذي تستخدمه إيران أبشع إستخدام من أجل خدمة الأهداف القومية و العنصرية للدولة الإيرانية رغم كل الشعارات التضليلية و التدليسية التي كشف أمرها منذ الأيام الأولى لمحاولات التبشير و التجنيد و التعبئة لخدمة تلكم الأهداف و التي للأسف خدع العديد من العرب بتلك الشعارات البراقة التي ظاهرها الرحمة و باطنها العذاب و الشر المستطير، لم تكتف إيران و نظامها الكهنوتي العنصري التخريبي بدعم قوى القتل و التخريب و الضلالة من الأحزاب و الجماعات الطائفية الغبية و المجرمة في العراق و التي حولت حياة العراقيين في مدن الجنوب تحديدا لعذاب كارثي بل إستعانت بعملائها المخلصين في لبنان و في طليعتهم حزب حسن نصر الله الذي إرتهن بالكامل لإرادة النظام الإيراني و تحول لمخلب قط بشع لتحقيق رغبات النظامين الإرهابيين الطائفيين في دمشق و طهران، فمرة يحركون ذلك الحزب العميل في جنوب لبنان لا لتدمير إسرائيل فعليا بل لتدمير الشعب اللبناني و قواه الحرة التي تكافح من أجل عودة الروح لذلك البلد الجميل المعذب، و تارة يتمدد هذا الحزب و يتوسع تحت الغطاء الإيراني ليصل هذه المرة لجنوب العراق لكي يحقق مشروعا طائفيا سقيما مشابها للمشروع الإيراني في جنوب لبنان و متكئا على نفس الأسس الفكرية و الآيديولوجية و محققا الأهداف المركزية للنظام الإيراني في نقل حربه في العمق العراقي مستغلا الظروف الصعبة و القاتلة التي يعانيها الشعب العراقي الممزق في صراع العصابات الطائفية و الإجرامية، و غير آبه بمصير فقراء العراق الذين أصبحوا مطحونين بين المطرقة الإيرانية و السندان الإرهابي الأصولي المستورد، و لعل أخطر التكتيكات التي يمارسها نظام طهران في جنوب العراق هو تكتيك تصعيد الحرب الطائفية بين السنة و الشيعة و التي لم تكن موجودة أبدا قبل التغلغل الإيراني، بالإضافة لإستراتيجية تخريب الدولة العراقية من الداخل عبر عمليات الإغتيال الجبانة الموجهة إيرانيا ضد الجيش العراقي و العناصر الوطنية العراقية المخلصة التي تتصدى للمشروع الإرهابي الإيراني، لقد تحالف القتلة و العملاء اليوم بشكل واضح، و بات الخلاص من ذلك المشروع الإرهابي الواسع النطاق لا يتمثل إلا بالتصدي الحازم لنظامي طهران و دمشق المصدران للإرهاب و التخريب، و العاملان على إدامة النزف الدموي في العراق، و هو تصدي لن يستطيع الشعب العراقي اليوم في ظل الظروف المعروفة القيام به، بل يتطلب جهودا إقليمية و دولية حقيقية لردع نظامي دمشق و طهران و تفكيك التحالف الدموي القائم بينهما و الذي تنفذه الأدوات الطائفية المعروفة ممثلة في حزب حسن نصر الله الذي فضحت أوراقه و بانت حقيقته، فبعد أن حقق ذلك الحزب هدفه في شل لبنان بالكامل ظهر في الجنوب العراقي لكي يدافع عن النظام الإيراني المهتريء و الذي هو في حقيقته مجرد نمر من ورق و منفوخ على الفاضي و لعل (إنتفاضة البنزين) الأخيرة في طهران خير دليل على ضعف و خواء ذلك النظام الذي يحاول إتباع التكتيكات النفسية التي كان يتبعها النظام العراقي البائد السابق من خلال التهديدات اللفظية لدول المنطقة كتهديدات قائد الحرس الصفوي يحيى رحيم صفوي !! أو تهديدات المتخلف و الأمي مستشار الولي الفقيه العسكري علي شمخاني حول القدرة على تعطيل النظام الدفاعي الأمريكي!!! و هي عنتريات مضحكة لن تجلب للشعوب الإيرانية سوى البؤس و أي بؤس، و أعتقد أن على شيعة العراق الأحرار اليوم واجب التصدي لمؤامرات حزب حسن نصر الله خصوصا و أن ذكريات لقاءه مع السفاح علي حسن المجيد قبل شهور من سقوط نظام البعث لم تزل حية في الذاكرة!! و شيعة العراق الذين يتعرضون اليوم كإخوتهم سنة العراق لحملات إبادة طائفية مريضة على أيدي العملاء من الميليشيات عليهم واجب التحرك لكشف العملاء و الخونة و ترصين الجبهة الداخلية و نبذ و طرد كل الطائفيين و العملاء المتبرقعين بشعارات الثورة و التحرر، لقد إستطاع النظام الإيراني تربية جيل من العملاء العراقيين لم يكونوا بمستوى اللياقة اللازمة التي يريدها النظام الإيراني لذلك لجأ لإستيراد خبرات عصابات حزب حسن نصر الله المدربين جيدا في قواعد الإرهاب الطهرانية و الدمشقية..! القتلة و الطائفيون يتحالفون حلفهم العدواني و الإرهابي... فماذا أنتم فاعلون أيها العراقيون؟
سيسقط المشروع الطائفي بعد أن أميط اللثام عن وجه العملاء، و قد إقتربت ساعة الحقيقة؟.
- آخر تحديث :
التعليقات