فشل ترتيب لقاء ثلاثي على هامش الوزاري العربي الأخير
مساع مصرية لتجاوز أزمة مكتومة بين الرياض ودمشق
خلفيات الأزمة
تأتي هذه التطورات بعد التصريحات الإعلامية المتضاربة التي نشرت يوم أمس الثلاثاء حين أكد مصدر سعودي رسمي أن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم للسعودية، والتي كان يفترض ان تتم يوم أمس، قد ألغيت، في ما نقلت وكالة الأنباء السورية quot;ساناquot;، عن مصدر اعلامي سوري نفيه quot;ما تناقلته بعض وسائل الاعلامquot; عن زيارة يقوم بها المعلم، للمملكة العربية السعودية، قائلاً إن تلك الزيارة لم تكن مقررة بالأساس .
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن القاهرة والرياض ظلتا طوال الأعوام الماضية تتخذان مواقف مؤيدة لدمشق، خاصة في المطالبة بأن تكون إسرائيل ضمن عملية موسعة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من مختلف أسلحة الدمار الشامل، واستئناف المفاوضات بين سورية وإسرائيل من النقطة التي توقفت عندها إبان حكم الرئيس الراحل الأسد الأب، غير أن quot;أزمة صامتةquot; ضربت علاقات دمشق بالرياض، إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وقد خرجت الأزمة إلى العلن عقب تصريحات فاروق الشرع الأخيرة حول الدور السعودي . أما القاهرة ـ ووفقاً لمصادر دبلوماسية رفيعة المستوى ـ فقد اعتراها الإحباط إزاء توجس دمشق حيال نصائحها، وإصرارها على تجاوزها وسلوك سبل أخرى، في وقت ترى فيه مصر أنها تبذل جهوداً مكثفة لمساعدة سورية على الصعيدين الإقليمي والدولي .
وتواجه دمشق ضغوطاً متزايدة بسبب الأحداث المتلاحقة على الساحتين اللبنانية والعراقية تضعها أمام خيارات صعبة إزاء التحديات الإقليمية والدولية التي باتت تواجهها، وإثر فشل عدة وساطات سابقة قامت بها القاهرة والرياض والدوحة، ويرى محللون أن السُبل ضاقت بسورية حتى لم يعد أمامها المزيد من الأوراق التي تلعب بها في مواجهة احتمال تنامي هذه التحديات، سوى التحرك الدبلوماسي عبر وسطاء لهم وزنهم لدى واشنطن كمصر والسعودية، وهو ما تخسره دمشق حالياً، كما يرى مراقبون مصريون .
التعليقات