إسرائيل قدمت quot;دليلاً نووياًquot; لتأمين موافقة واشنطن
مصادر غربية تكشف غموض الغارة على سورية

نبيل شرف الدين: على الرغم من التعتيم الإعلامي الذي فرضته إسرائيل على ما يمكن أن يكون أكثر غاراتها الجوية إثارة للجدل، منذ أن دمرت طائراتها المفاعل النووي العراقي عام 1981، غير أن تسريبات عن الغارة التي شنتها فجر يوم السادس من أيلول (سبتمبر) الجاري، وصلت إلى بعض الصحف الغربية التي أكدت قيام ثماني طائرات إسرائيلية من طراز (إف ـ 15) باختراق المجال الجوي السوري حيث نجحت في تفادي أجهزة الرادار والدفاعات الجوية السورية وهاجمت منشأة أبحاث على نهر الفرات شمال سورية ودمرتها بالكامل. ومن بين هذه الصحف الغربية صحيفة quot;صنداي تايمزquot; البريطانية التي نقلت عما وصفته بمصادر موثوق بها قولها quot;إن إسرائيل شنت غارة أرضية على الموقع السوري للحصول على عينات منه قبل أن تشن غارتها الجوية عليهquot;، موضحة أن عناصر من الكوماندوز في وحدة للقوات الخاصة بالجيش الإسرائيلي ارتدوا ملابس عسكرية سورية، شقوا طريقهم بهدوء تجاه المنشأة العسكرية السورية في موقع في محافظة دير الزور في شمال سورية،ليحصلوا على عينات مما أسمته quot;أدلة نوويةquot; قدمت لواشنطن لتأمين موافقتها.

من جانبها نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن طائرات تل أبيب هاجمت ما تعتقد الاستخبارات الإسرائيلية إنه منشأة نووية تساعد كوريا الشمالية في بنائها، وأضافت أن تفاصيل عن التقويمات الإسرائيلية قد ظهرت عندما ألغت الصين فجأة محادثات في بكين كان من المقرر أن تشهد مناقشة جدول لتفكيك المنشآت النووية في كوريا الشمالية، لافتة إلى أن المسؤولين الأميركيين ربما كانوا سيثيرون خلال تلك المحادثات مع الكوريين مسألة دعمهم النووي المشتبه فيه إلى سورية.

قصة التسلل

وروت الصحيفة البريطانية قصة تسلل الكوماندوز الإسرائيليين داخل الأراضي السورية، بعد نقلهم بطائرات مروحية قرب الموقع العسكري في منطقة quot;دير الزورquot;، وأنهم ظلوا يتحينون الفرصة لاقتحام الموقع والحصول على مواد نووية والعودة بها إلى إسرائيل حيث تم التحقق من طبيعتها النووية، ومن وجود ما أسمته quot;بصمة كوريا الشمالية عليهاquot;. وبالتالي فقد جرى إطلاع الإدارة الأميركية على هذا الدليل وبعده حصلت الخطة الإسرائيلية على الضوء الأخضر من واشنطن، فشنت الغارة الجوية التي دمرت الموقع تمامًا في السادس من أيلول (سبتمبر) الجاري.

وأشارت quot;صنداي تايمزquot; إلى أن دبلوماسيين في كوريا الشمالية يعتقدون أن بعض الكوريين قُتلوا في تلك الغارة، مؤكدين أن خبراء كوريين في الصواريخ كانوا يعملون في سورية منذ فترة. وكشفت الصحيفة عن زيارة قام بها إلياس داود، المسؤول السوري في حزب البعث إلى بيونغ يانغ عن طريق الصين يوم الخميس الماضي، الأمر الذي رأت أنه quot;ربما يعزز الاعتقاد السائد بين الدبلوماسيين بوجود تنسيق بين الدولتين بشأن رد الفعل على الضربة الإسرائيليةquot;، وفق ما ورد في التقرير.

ومضت الصحيفة البريطانية إلى القول إن الإسرائيليين أثناء احتفالهم بعيد الغفران كان الجيش قد وضع في أقصى درجات الاستعداد بعد أن لوحت سورية بالانتقام للغارة، ونقلت عن خبير في الاستخبارات الإسرائيلية قوله quot;لقد ردت سورية في الماضي على إهانات أقل كثيرا من تلك الأخيرة، لكنهم سيختارون المكان والزمان والهدفquot;.

وتضيف أن هناك تساؤلات كثيرة بشأن طبيعة المادة التي حصل عليها الإسرائيليون من الموقع العسكري السوري، وكذلك حول نوايا سورية، وما إذا كانت تخفي معدات نووية من كوريا الشمالية قبل استئناف المحادثات السداسية الرامية إلى غلق برنامجها النووي، وهل كانت دمشق تعتزم تزويد صواريخ سكود التي تمتلكها برؤوس نووية مثلاً ؟
ووفقاً لمصادر أميركية وإسرائيلية نقلت عنها الصحيفة قولها إن الاستخبارات السورية كثفت مراقبتها لهذا الموقع طوال أشهر مضت، وأبلغت إسرائيل الرئيس بوش بأن لديها معلومات حول وجود خبراء من كوريا الشمالية ومواد نووية في موقع سوري. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت تلك المواد النووية موجهة إلى إيران عبر سورية كما يشير جون بولتون المندوب الأميركي السابق في الأمم المتحدة، وفي حال صحة ذلك فما مدى التعاون النووي بين سورية وكوريا الشمالية ؟.