راسم المرواني المستشار الإعلامي في التيار الصدري لـ quot;إيلافquot;:
هذه هي شروط الصدر الجديدة للإنتماء إلى جيش المهدي

أسامة مهدي من لندن: أكد راسم المرواني المستشار الثقافي والإعلامي في مكتب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، أن بعض عناصر جيش المهدي يصرون على الإساءة إليه والإدعاء بأنهم أعضاء فيه، ولذلك فإن الصدر قد أعلن شروطًا جديدة يجب أن تتوفر فيمن ينتسب إليه من خلال مجموعة من الصفات والممارسات التي لا يمكن من دونها أن يدعي الفرد أنه من عناصر هذا الجيش، حيث جمعها كلها بمفردة quot;التكاملquot; التي لن يحتاج من يعمل على وفقها إلى أن يضمن إنتماءه أو تثبيت إسمه ضمن فصيل أو سرية أو كتيبة أو لواء من آلية هذا الجيش بشكل رسمي.

شروط ومواصفات عضو جيش المهدي

وقال المروانيإن الصدر قد أصدر مع قرار تجميد جيش المهدي لستة أشهر أخرى يوم الجمعة الماضي، شروطًا أو مميزات أو مواصفات لأفراد الجيش والتي يؤكد على توافرها في الأفراد كجواز عبور للإنتماء إلى هذا الجيش العقائدي الذي يراد منه خدمة الإنسانية والإنسان دون الإنزياح إلى الأغراض الدنيويةquot;. وقال مقربون من الصدر أمس، إنه موجود حاليًا في مدينة قم الإيرانية لتلقي علوم دينية تؤهله الوصول إلى مرتبة المرجعية، وهي دروس كان قد ابتدأها في مدينة النجف العراقية مؤخرًا. وأضاف أن الصدر قد وضع هذه الشروط وأتبعها بعبارة (فمن طبق هذا فهو في الجيش بحق وحقيقة) ولم يقل (فهو من الجيش بحق وحقيقة)، لأن الأغلب الأعم من أفراد جيش الإمام المهدي يعتبرون أنفسهم جزءًا من هذا الجيش، ويرون بأنفسهم أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون في الجيش، بينما إن بعضهم هو ممن يسيء إلى هذا الجيش، ويحسب أنه ممن يحسنون صنعًا، وبالتالي فهو ربما يكون من الجيش، ولكنه ليس فاعلاً فيه quot; كما قال في حديث مع quot;ايلافquot; اليوم . معروف أن المهدي هو الامام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة الذين يؤمنون بأنه لم يمت، وأنه غائب منذ عام 329 للهجرة بإرادة ربانية، وسيظهر في اخر الزمان quot;ليملأ الدنيا قسطًا وعدلاً بعد ان ملئت ظلمًا وجورًاquot;.

واشار المرواني الى ان الصدر قد طرح مجموعة من الصفات والممارسات التي لا يمكن من دونها أن يدعي الفرد أنه من عناصر جيش الإمام المهدي وجمعها كلها بمفردة ( التكامل) التي كررها في رسالته حول الشروط quot;التي يمكن لمن يعمل على وفقها أن يضمن انتماءه إلى جيش الإمام المهدي، ولن يحتاج معها إلى تثبيت اسمه ضمن فصيل أو سرية أو كتيبة أو لواء من ألوية هذا الجيشquot;. وقال ان الصدر قال في شروطه quot;من يرى في نفسه التحمل والإرادة والقوة والقدرة والإنابة والنشاط وبعد الشيطان والنفس الامارة بالسوء عنه فليكن طالبًا لما يلي، مطبقًا له ومصداقًا لهquot;. ثم قام quot;بتثبيت شرائط الانتماء للجيش بشكل نقاط، وذلك لأنه يؤمن بأن التوفيق والسداد من الله والهداية منه سبحانه، والسعي نحو التكامل النفسي والعقائدي لا يتم إلا بسداد من الله والأهم من ذلك فقد حاول سماحته أن يشير عناية أتباعه إلى ضرورة الإلتصاق بالله والدين الحقيقي عبر السطور التي أدرجها في رسالتهquot;.

الشروط الخمسة

وأوضح المرواني أن أهم شروط الانتماء إلى جيش المهدي، كما وردت في رسالة مقتدى الصدر والتي من دونها ينبغي على المرء أن يعرف أنه ليس من جيش المهدي ولا يمت لهم بصلة بل من دون توفر هذه الشروط، فإن الإنتماء إلى جيش الإمام المهدي يصبح محض هراء وافتراء وهي :

1 : أن يكون المنتمي إلى جيش الإمام المهدي موحدًا، غير مشرك ، موقن بالله ، مؤمن به ، مصدقًا بالأنبياء، محبًا لخاتمهم، مطيعًا للمعصومين ، ثائرًا لقتلهم ، قارئًا للقرآن، مطبقًا له، مواظبًا على الواجبات، مجتنبًا للمحرمات ، مقيمًا للصلاة، متوجهًا للقبلة، متهجدًا، قائمًا ليله ، مسبحًا نهاره ، ليس من النوّمة ، وليس من الهاجعين ، ولا من الغافلين ، بل يكون من المتطهرين ، صابرًا على البلاء ، صائمًا.

2 . أن يكون الراغب في الانتماء إلى جيش الإمام المهدي أو الراغب في الاستمرار في انتمائه إلى هذا الجيش من الفائزين بليلة القدر، ومن المحيين لها، وأن يكون معتكفًا بشهر رمضان، مستغفرًا في لياليه، صائمًا في رجب وشعبان، تائبًا من كل المعاصي، تاركًا للنواهي، فاعلاً للزكاة، مزكيًا لنفسه، مخمّسًا ماله ، زاهدًا في الدنيا، متصدقًا على الفقراء، ناصرًا للضعفاء ، معينًا للمحتاجين، محسنًا للمساكين.

3 : على كل من يريد أن ينتمي إلى هذا الجيش ألا يكون مع الظالمين، وأن يكون مجاهدًا للكافرين، مقاومًا لهم، مدافعًا عن الإسلام، محبًا للمسلمين، متآخيًا معهم، هاديًا لكمالهم، محترمًا لدمائهم، وألا يكون لهم من المؤذين، وينبغي عليه أيضًا أن يكون دارئًا للفتنة، متحاورًا مع بقية الأديان، محررًا لدول الإسلام ، أمينًا على أموال المسلمين ، صائنًا لأعراضهم ، مصلحًا فيما بينهم ، حسن الخلق والخُلُق ، مساعدًا لكل بني البشر .

4 . ينبغي على كل من يدعي أنه من أبناء المنهج الصدري أو فرد من أفراد جيش الإمام المهدي أن يسعى بجهده كي يكون قاصداً لحج بيت الله ، محرماً في الشهر الحرام ، ألا يكون من المحرومين ، وأن يكون من الطائفين، الفاعلين للمناسك، الذاكرين لله، التائبين ، الزائرين لقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله ، زائرًا لأهل بيت رسول الله (ص) ، محبًا لذكرهم ، محييًا لأمرهم ، متمسكًا بنهجهم ، مقلدًا لنوابهم، طالبًا لعلومهم، مجتهدًا، موقرًا للعلماء، محاربًا لنفسه الأمارة بالسوء، كافًّا للسانه عن الشر، لاهجًا بذكر الله ، ساجدًا، منقادًا لله، عادلاً، بعيدًا عن الفسق والفاسقين.

5 .وينبغي على أفراد جيش الإمام المهدي الحاليين والذين يتطلعون إلى الانتماء لهذا الجيش أن يكون أحدهم غير آكل للسحت، غير آخذ للربا، غير مؤت للفواحش ، وأن يكون حافظًا لفرجه ، غاضًا بصره عن المحرمات ، عاملاً للمستحبات ، كاظمًا للغيظ، صائنًا لجوارحه، منيبًا لربه، مبادرًا للخير، مبتعدًا عن الشر، متجنبًا للمعاصي، متيمًا بحب الله، خاشعًا، داعيًا لربه، عاشقًا له، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، مبتعدًا عن مجالس المبطلين ، قريبًا من مجالس التوابين ، غير سمّاع للكذب ، وغير راغب في السمعة والجاه ، وأن يكون متجنبًا للكذب، صادقًا، غير مفشٍ للأسرار، ليس من أهل الغيبة ، ليس من المرائين، غير منّاع للمواعين.

6 . مطلوب ممن ينتمي إلى جيش الإمام أن يكون في المواصفات التالية أيضًا، أو يعيد النظر في انتمائه، وهذه الصفات هي أن يكون من خير المتقين ، ومن السائرين على نهج الصدرين ، ومن الناطقين بالحق.
واضاف المرواني انه بعد أن تتوافر هذه الصفات بالفرد quot;يمكنه أن يعتبر نفسه من جيش الإمام المهدي ويمكنه أن يكون من الملتحقين بهذا الجيش ومستحقًا لذلك وراغبًا في دولة الإمام المهدي ومؤسسًا لها ومحققًا لأطروحة العدل الإلهي الكاملةquot;. وقال إن هذه الصفات تحتاج الى بناء واع والى قدرة فائقة على التكامل وتحتاج الى عمل جاد ومثابر في سبيل تحصيلها وفيها إشارة واضحة لكل أفراد المجتمع ليعرفوا أسس التفريق بين الصدريين الحقيقيين والمتمسحين بعباءة الصدريين quot;ويمكن للجميع أن يفرزوا الأوراق ويعرفوا من هو الصدري الحقيقي وبالتالي فهذه الشروط تدل على مصداق انتماء الأشخاص لمنهج الصدرين الشهيدينquot;.

جيش المهدي وتفاعلات تمديد تجميده

وقد اثار قرار الصدر بتمديد تجميد جيش المهديquot; ستة أشهر أخرى تفاعلاً واسعًا في الساحة السياسية العراقية لم يقتصر على مكونات العملية السياسية المرحبة بالقرار، وإنما تعدى ذلك لردود فعل متباينة داخل عناصر التيار الصدري وجيش المهدي بين ضرورة الالتزام بالاوامر ومخاوف من الاستهداف والمضايقات. وجيش المهدي يتشكل من مجاميع عسكرية تتكون من ابناء التيار الصدري ويبلغ عدد افراده اكثر من عشرة الاف منتسب، وكان الصدر قد اعلن عن تأسيسه في تموز (يوليو) عام 2003 مؤكدًا في حينها ان الجيش quot;قوة سلميةquot; وتيار اجتماعي. وازاء بعض الاتهامات التي وجهت الى عناصر وصفت بأنها من quot;جيش المهديquot; اصدر الزعيم الشاب قرارًا في التاسع والعشرين من آب (أغسطس) عام 2007 يلزم افراد الجيش تجميد نشاطاتهم المسلحة لستة اشهر لفرز quot;وتطهير العناصر الفاسدةquot; منه طبقًا لبيان صدر انذاك. ومع اقتراب انتهاء فترة التجميد كثرت التوقعات في احتمال معاودة الجيش لنشاطاته السابقة بسبب ما يصفه المسؤولون عنه quot;تعرض رجالاته وافراده الى حملات تستهدفهمquot;، عاد الصدر ليعلن تمديد التجميد لستة اشهر أخرى تبدأ بدأت في السادس والعشرين من الشهر الحالي. ويشتكي التيار الصدري من قتل العشرات واعتقال المئات من عناصره منذ بدء الحملة الأمنية ضدهم بشكل مكثف مطلع العام الماضي والذي دفع التيار الى سحب وزرائه الخمسة من حكومة نوري المالكي الحالية في نيسان (ابريل) الماضي.

وبهذا الصدد، أشار حازم الاعرجي أحد مساعدي الصدر في بغداد في تصريح صحافي، إلى ان من النقاط السلبية لتجميد جيش المهدي quot;هي اننا لم نجد استثمارًا جيدًا من الحكومة العراقية بخصوص قرار التجميد... فخلال فترة التجميد زج بأكثر من ألف معتقل في سجون الاحتلال خصوصًا في منطقة الديوانية وكربلاء وبغدادquot;. وأكد أن حكومة نوري المالكي لم تحترم الهدنة، وقال quot;انهم قتلوا عناصرنا واعتقلوهم وعذبوهم واهانوهمquot;. وعلى الرغم من ذلك يؤكد مسؤولون عسكريون اميركيون ان هدنة الصدر أدت دورًا كبيرًا في خفض العنف الطائفي والاشتباكات بين الميليشيا من جانب والقوات الاميركية والعراقية من جانب اخر. وحذروا من ان العودة الى القتال ستفرض مخاطر على المكاسب الامنية في وقت بدأ فيه الزعماء العراقيون تحقيق بعض التقدم نحو مصالحة وطنية. وتزعم مقتدى الصدر وهو ابن رجل دين شيعي بارز اغتاله نظام الرئيس السابق صدام حسين انتفاضتين ضد القوات الاميركية في عام 2004 وأعلن وقف اطلاق النار بعد اشتباكات دامية في اب الماضي بين جيش المهدي وقوات الامن المتحالفة مع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيعيي في مدينة كربلاء قتل فيها العشرات.

الصدر لاعب فاعل في ساحة العراق السياسية

عندما اجتاح الجيش الاميركي العراق في آذار (مارس) عام 2003 لم يكن الضباط والجنود الاميركييون الذين يتقدمون نحو بغداد يعرفون اسم مقتدى الصدر. لكن سرعان ما اصبح رجل الدين الشيعي الشاب احد ابرز قادة العراق في مرحلة ما بعد نظام صدام حسين كما قالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها اليوم .. وقد برز مقتدى الصدر الشاب الثلاثيني فجأة في واجهة الاحداث فور سقوط النظام في نيسان (ابريل) عام 2003 وتولى منذ ذلك الحين قيادة تمردين ضد القوات الاميركية في نيسان(ابريل) واب (اغسطس) عام 2004. وتفيد تقديرات متفاوتة ان جيش المهدي الذي أعلن الصدر تأسيسه بعيد سقوط بغداد بأيدي قوات التحالف يضم بين عشرة آلاف وستين ألفًا.

ويتمتع مقتدى بشعبية واسعة ورث معظمها عن والده محمد صادق الصدر الذي ترك اغتياله مع اثنين من ابنائه في 1999 من قبل نظام صدام حسين تاثيرًا كبيرًا على تفكيره. لكن معارضته للوجود الاميركي جعلت منه رمزًا داخل الطائفة الشيعية بينما يطالب الائتلاف الشيعي الحاكم ببقاء القوات الاميركية حتى استقرار الاوضاع في البلاد. ويلقى مقتدى الصدر تأييد الفئات الشيعية المهمشة اجتماعيًا حتى أن مجموعة الازمات الدولية ذكرت في تقرير لها العام الماضي ان مقتدى quot;بات المتحدث الحقيقي باسم جزء كبير من العراقيين الذين لا يزالون مهمشين حتى بعد سقوط نظام صدام حسينquot;.

وكان رجل الدين الشيعي قد توارى عن الانظار من تشرين الاول (اكتوبر) الى ايار (مايو) الماضيين قبيل بدء خطة فرض القانون في بغداد. ورغم اختفائه اثبت مقتدى الصدر ان بإمكانه حشد المؤيدين والتأثير في مجريات العملية السياسية سلبًا أم ايجابًا.ويتهم جيش المهدي بالتورط في اعمال عنف طائفية ضد العرب السنة في بغداد خصوصًا وفي عمليات خطف وتجاوزات وتعذيب وقتل. وكان تقرير لوزارة الدفاع الاميركية اعلن اواخر العام الماضي ان جيش المهدي هو quot;المجموعة الاكثر تأثيرًا سلبيًا على الاوضاع الامنية في العراقquot;. وفي الساحة السياسية يشغل التيار الصدري 32 مقعدًا من اصل 275 في البرلمان كما يشكل ابرز مكونات الائتلاف الشيعي الموحد (130 نائبًا). واعتراضًا منه على التعاون بين السلطة العراقية والقوات الاميركية اوعز الصدر الى وزرائه الستة بالانسحاب من حكومة نوري المالكي منتصف نيسان (ابريل) الماضي.

ورفعت صور عملاقة للصدر على جدران الضاحية الشيعية الضخمة لبغداد حيث كانت قوات البعث تفرض النظام بترهيب السكان عندما كان اسمها quot;مدينة صدامquot;. ولكن ما ان سقط نظام صدام حسين حتى حملت هذه الضاحية اسم والد الصدر آية الله محمد صادق الصدر مؤسس الشيعية السياسية التي تحولت الى تيار بات اسمه quot;التيار الصدريquot;. وحاول صدام حسين شراء ولاء آية الله محمد صادق الصدر بعد الهزيمة التي مني بها في الكويت والمجازر التي ارتكبها ضد الشيعة، اثر انتفاضتهم في جنوب العراق فسعى الى تعزيز حكمه عبر جمع تأييد رجال الدين، إلا أن محاولاته هذه ذهبت سدى ما دفعه الى اغتيال الصدر مع اثنين من انجاله في 18 شباط (فبراير) عام 1999. وقبل هذا، سبق لصدام ان امر في نيسان (ابريل) 1980 بتصفية عم مقتدى محمد باقر الصدر المفكر الشيعي الكبير واعدامه مع شقيقته بنت الهدى .

ومن هذه السلالة التي اعتادت تقديم التضحيات يستقي مقتدى الصدر قوته على الرغم من صغر سنه. ويشبه الشيعة كثيرًا مقتل والد مقتدى الصدر بحدث الاستشهاد الاهم في التاريخ الشيعي الذي حصل قبل اربعة عشر قرنًا. وليس من باب الصدفة ان يعمد مقتدى كما فعل والده من قبله الى اتخاذ مسجد الكوفة في جنوب العراق مركزًا له. ففي هذا المسجد اغتيل الامام علي في العام 661. ولكن بدأت سمعة جيش المهدي تهتز بسبب قيام عناصر منه بشن حملات تطهير مذهبي ضد السنة في العراق ودخولهم في معارك دموية مع ميليشيات شيعية منافسة. كما جرى التشكيك بسيطرة مقتدى الصدر على ميليشياه خلال الاشتباكات العنيفة التي دارت في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة الصيف الماضي والتي اسفرت عن اكثر من خمسين قتيلاً. ومن اجل المحافظة على ارث عائلته وعدم تعريض مستقبله السياسي للخطر عمد رجل الدين الشاب الى الامساك بزمام الامور بقراره تجميد انشطة جيش المهدي الذي يتزعمه.