في وقت وضحت فيه الرؤية من الكويت والمنامة... والدوحة تنتظر
مثلث الحكم الإماراتي في quot;تركمانستانquot;: نذهب إلى دمشق أو نصغي إلى الرياض؟

الشيخ خليفة بن زايد
سيف الصانع وسلطان القحطاني من دبي: لم تحزم الحكومة الإماراتية أمرها بعد في ما يتعلق بإمكانية حضورها للقمة العربية من عدمه حسب ما قالت مصادر وثيقة الإطلاع خلال حديث مع quot;إيلافquot; ليلة الثلاثاء حول طبيعة المشاركة الخليجية في القمة التي تعقد أواخر شهر آذار/مارس الحالي في دمشق، في ظل خلافات عربية تزداد تصاعدًا بسبب الوضع في لبنان. ولا يزال النقاش على مستوى القمة في الحكومة الإماراتية دائرًا بين أركان المثلث الحاكم الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وذلك في دولة تركمانستان حيث يقضي رئيس البلاد إجازة خاصة منذ أسابيع.

وحسب مصادر مقربة من الحكومة الإماراتية، فإن حاكم دبيوصل إلى تركمانستان أمس الأول ولحق به أمس الشيخ محمد بن زايد لبحث ما إذا كانت هذه الدولة، التي تتمتع بعلاقات هادئة مع دمشق، سوف تلبي دعوة الرياض لمقاطعة القمة العربية المقبلة، حتى يتم انتخاب رئيس لبناني في الحادي عشر من آذار/مارس كحد أقصى، أو تختار طريقًا آخر.

وهذه هي إحدى المرات القلائل التي تلقي فيها الرياض بكامل ثقلها خلف أمر ما، إذ قامت بتحركات ماراثونية عبر عواصم الدول العظمى بغية حشد أكبر تأييد ممكن لانتخاب رئيس لبناني توافقي هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وذلك لوضع حد للتوتر السياسي القائم في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

من الداخل تبدو الإمارات بين نارين حول القمة العربية المقبلة، فهي من ناحية على خلاف حدودي مع الرياض ألقى بظلاله مؤخرًا على العلاقات بين البلدين، الأمر الذي يجعلها تفكر في أن تجعل من حضورها للقمة في ظل الاعتراض السعودي نوعًا من quot;العنادquot; أو الضغط بغية تحقيق مكاسب في مفاوضاتها الحدودية. وفي رأي خبراء سياسيين، فإن عدم حضور الإمارات إلى القمة لا يعني انه عملية عناد للسعودية بل أيضًا إنه عنادٌ لأميركا والإرادة الدولية التي تدعم انتخاب مرشح توافقي خلال الشهر الحالي قبيل انعقاد القمة.

غير أنها من ناحية أخرى مترددة في الذهاب إلى قمة مصابة بالزكام، والتيلن يحضرها سوى دول الصف الثاني في العالم العربي، ولا تبدو مقاييس المكاسب بالنسبة إليها واضحة تمام الوضوح، فضلاً عن أن تغريدها على السرب الخليجي قد يوقعها في حرج مستقبلي خصوصًا وأن جارتها الكبرى هي بمثابة العمق الاستراتيجي في ظل تصاعد الأزمة بين إيران والغرب.

وحتى هذه اللحظة تشير الأنباء الواردة من مصادر دبلوماسية في الخليج إلى أن دولاً مثل الكويت والبحرين (عمان المنطوية قصة أخرى) قد أيدت التوجه السعودي في ما يتعلق بمقاطعة القمة إن لم يتم انتخاب رئيس لبناني أو دعوة رئيس الحكومة الشرعية فؤاد السنيورة، بينما لا يزال موقف الدوحة حتى هذه اللحظة غامضًا.

الشيخ محمد بن زايد
إلا أنه وعلى الرغم من الإشارات المتضاربة الصادرة من الدوحة، فإن حضورها إلى القمة العربية في دمشق أمرٌ لا شك فيه نتيجة لعدة مؤشرات لاحظها مراقبون سياسيون تمثلت في طبيعة التنسيق المشترك بين البلدين في ما يتعلق بالوضع في لبنان، وعلاقتها الخاصة مع حزب الله الشيعي المدعوم من سوريا وإيران.

وقالت مصادر quot;إيلافquot; وثيقة الإطلاع إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد أوعز إلى نائب رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بسحب القوات القطرية من الحدود اللبنانية حيث هي مشاركة في قوات quot;اليونيفيلquot; وذلك لأن الوضع مقبل على تصعيد أكثر قد لا يتم به ضمان سلامة جنود الدوحة على حد قوله. كما أنه يزداد وضوحًا في مدى التعاون الإقتصادي بين البلدين، الذي ضخت من خلاله قطر في شريان الإقتصاد السوري أكثر من 300 مليون دولار بعد زيارة ولي عهدها الشيخ تميم الأسبوع الماضي.

وكان حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المعروف برغبته في البعد عن السياسة، قد قام بزيارتين لافتتين إلى كل من دمشق وطهران قبل أسبوعين لم يكشف عن تفاصيلهما عبر مصادر رسمية. كما أنه ليس من المعروف أي من الثلاثي الحاكم سيدعم الذهاب إلى القمة، وأيهم سيدعم فكرة الإصغاء إلى صوت الرياض المقاطع، إلا أنه من المعروف أن القرار سيصادق عليه رئيس الدولة مساء اليوم بعد سلسلة اجتماعات حافلة في تركمانستان المشهورة بكونها حديقة إطلاق السوفيات لصواريخهم الفضائية.