أحمد بن حلَي
أسامة مهدي من لندن : في مسعى لدعم جهود الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية وإجراء مباحثات مع مختلف الأطراف العراقية من أجل رفع تقرير عن نتائج اتصالاته في العراق الى الزعماء العرب في قمتهم المنعقدة في دمشق اواخر الشهر المقبل، وصل الى بغداد اليوم وفد رفيع المستوى من الجامعة العربية برئاسة أحمد بن حلَي مساعد الأمين العام للجامعة العربية في زيارة تستغرق ثلاثة أيام .

وقال بن حلي في تصريح للصحافيين لدى وصوله الى بغداد إن الجامعة العربية حريصة على التواصل مع العراق والمسؤولين في حكومته من اجل دعم تفعيل جهود المصالحة الوطنية ومتابعة ما يقومون به في هذا المجال. واشار الى ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى حريص على تواصل وجود الجامعة في العراق موضحا أن تقريرا عن نتائج اتصالاته مع العراقيين سيرفع الى الزعماء العرب الذين سيعقدون قمتهم في دمشق اواخر الشهر المقبل من اجل اتخاذهم للقرارات وبذلهم الجهود التي تتطلبها عمليات دعم العراق وعملية المصالحة بين ابنائه .

واوضح أنه سيلتقي مع أكبر عدد ممكن من القيادات والشخصيات العراقية داخل الحكومة وخارجها من أجل مناقشة الأوضاع في العراق وموضوع المصالحة والعملية السياسية وأشار إلى انه سيتوجه فيما بعد إلى الأردن لإجراء اتصالات مع شخصيات وقيادات سياسية وفكرية وثقافية عراقية يهمها استقرار العراق ووحدة أراضيه وموضوع المصالحة والعملية السياسية.

وابلغ مصدر عراقي مطلع quot;إيلافquot; ان الحكومة العراقية قد أعدت برنامج عمل للقاء وفد الجامعة مع مسؤولين حكوميين واخرين في مختلف القوى السياسية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وقطاعات شعبية اخرى لكنها فوجئت بطلب تأجيل وصول الوفد الى الاشهر المقبلة لكي يقوم بمباحثاته الاستطلاعية التي تمهد للمؤتمر .

وقد التقى الوفد فور وصوله وزير الخارجية هوشيار زيباري وسيجري في وقت لاحق مباحثات مع نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح ومع وزير الحوار الوطني أكرم الحكيم اضافة الى لجنة المصالحة الوطنية لمناقشة موضوع المصالحة . كما سيلتقي الوفد قادة القوى السياسية الرئيسة في العراق للتباحث معها حول الوفاق الوطني والمصالحة والتهيئة لمؤتمر المصالحة للاطراف العراقية الذي سيعقد في القاهرة برعاية الجامعة العربية في وقت لاحق من العام الحالي تواصلا مع الجهود التي بدأتها الجامعة قبل اكثر من عامين باستضافة مؤتمر للوفاق الوطني العراقي في مقرها في القاهرة في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005 .

وقال موسى أمس الاول إن مهمة الوفد العربي في العراق quot;تهدف إلى التواصل مع الأخوة هناك والإعداد لنشاط عربي يستهدف إحداث تقدم نحو بناء ldquo;العراق الجديدrdquo;.

ومن جانبه قال عضو مجلس النواب العراقي رئيس الهيئة العليا للحوار الوطني فالح الفياض إن الوفد سيجري مباحثات مع الأطراف العراقية كافة من اجل تفعيل الحوار والمصالحة الوطنية ودفع العملية السياسية. وأضاف في تصريح مؤخرا لدى زيارته للقاهرة ldquo;دعونا الجامعة العربية خلال لقائنا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بان يكون دور الجامعة العربية متوازناً مع جميع الأطراف باعتبارها مظلة لكل العراقيين فضلا عن أن للجامعة دوراً مهماً في تحسين الأوضاع من العلاقات الطيبة التي تحظى بها مع الاطراف العراقية كافةquot; .

وكان مفترضا ان يزور الوفد بغداد الشهر الماضي الا ان وصوله قد تأجل لأسباب قيل في وقتها إنها فنية . وقد اشار الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ انذاك إلى ان الحكومة طلبت تأجيلها حتى يتم الإعداد الجيد لها وإتاحة الفرصة أمام بن حلي للقاء أكبر عدد من السياسيين العراقيين. واوضح أن هدف الزيارة هو تقوية العلاقة بين الحكومة العراقية وجامعة الدول العربية وزيادة التعاون المشترك لتحقيق النتائج التي يسعى الجانبان الى تحقيقها. وأعرب عن تقدير حكومته وتثمينها لكل الخطوات التي تقوم بها الدول العربية لدعم عملية المصالحة الوطنية واستتباب الامن في العراق مؤكدا عزم الحكومة على تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع الامانة العامة لجامعة الدول العربية.

وسبق لوزير الدولة العراقي لشؤون الحوار الوطني اكرم الحكيم ان اجرى في العاصمة المصرية الشهر الماضي مباحثات مع عمرو موسى حول عملية المصالحة والتعاون بين الجامعة والعراق في ما يخص هذه العملية . وقد اكد الحكيم ان مباحثاته مع موسى تركزت حول الخطوات الموجودة حاليا حول اعادة التوازن فى منظومة علاقات العراق العربية والنقاط الايجابية التي برزت في الواقع العراقي .. موضحا أن هناك تحسنا امنيا ملحوظا وتفاهمات سياسية بدأت تكسر أطر التحالفات المذهبية والقومية وبدات تخرج الى واقع البرامج السياسية الوطنية.

وحول هوية المتحاورين في عملية المصالحة قال الحكيم quot;نحن نريد إشراك كل من هو في داخل العملية السياسية وخارجهاquot; . واكد أنه من دون العملية السياسية لن تستقر الأوضاع في العراق ومن دون المصالحة الوطنية واستكمالها لا يمكن أن تصل العملية السياسية إلى نتائج جيدة تخدم العراق. وأوضح الحكيم أن المتصالحين هم فرقاء الحركة السياسية فى العراق سواء كانوا داخل العملية السياسية أو خارجها لافتا الى انه لاتوجد خطوط حمراء في عملية الحوار.

وكانت تقارير صحافية نقلت الشهر الماضي عن دبلوماسيين عرب في القاهرة قولهم إن عمرو موسى يدرس طلبات عراقية لعقد مؤتمر جديد للمصالحة بين الاطراف العراقية الا انه لا يستعجل ذلك كما يضع شروطا لإنجاحه بهدف عدم تكرار التجارب السابقة التي باءت بالفشل.
واشاروا الى ان الجامعة تتأنى في دراسة عقد المؤتمر لانها لا تريد أن تكرر تجربتي المؤتمرين السابقين اللذين لم يتوصلا الى نتيجة بسبب تعنت الاطراف العراقية وتصلب مواقفهما. وقال احد الدبلوماسين quot;لا ينبغي ان يكون المؤتمر مجرد رقم جديد في سلسلة مؤتمرات فاشلةquot;. واضاف دبلوماسي اخر quot;ان الجامعة العربية لن تضع مصداقيتها على المحك هذه المرةquot;. واشار الدبلوماسيون الى ان الامانة العامة للجامعة تسعى الى بلورة مشروع محدد ليكون القاعدة التي على اساسها يتم عقد المؤتمر ومن خلال التشاور مع الاطراف العراقية المختلفة.

واكد الدبلوماسيون أن اهم ما يركز عليه موسى هو إبعاد اي صيغة طائفية عن مشاريع المصالحة لانها بنظره هي التي عطلت مساعي حل الازمة منذ سنوات. واشاروا الى ان المشاورات التي ستجريها الجامعة ستشمل اطرافا عراقية تعيش في الخارج وخاصة في كل من الاردن وسوريا ومصر.

وقد شكلت وزارة الحوار الوطني العراقية لجنة تحضيرية للمؤتمر تضم نوابا وشخصيات تدرس اللقاءات والمؤتمرات وورش الحوار التي عقدت العام الماضي للانطلاق من النتائج والمشتركات التي وصلت اليها .. كما اوعزت الى البعثات الدبلوماسية العراقية في الخارج لتوزيع الدعوات الى الشخصيات السياسية العراقية لحضور المؤتمر . وكانت سلسلة من الاجتماعات السرية عقدتها أطراف حكومية وبرلمانية واخرى معارضة بينها بعثيون سابقون وقادة فصائل مسلحة خلال الفترة الماضية ابرزها مؤتمر البحر الميت في الاردن ومؤتمران في بيروت واجتماع في روما حيث تمحورت حول ثلاثة ملفات ابرزها توسيع العملية السياسية ووجود القوات الاجنبية داخل البلاد واعادة النظر في بعض بنود الدستور الحالي.