الناطق بلسان اللجنة الإسرائيلية ضد التعذيب يفند أساليبه
يوآف لـquot;إيلافquot; : الشاباك يضرب بالقوانين عرض الحائط

نضال وتد من تل أبيب: أكد يوآف لاف، الناطق بلسان اللجنة الإسرائيلية ضد التعذيب في حوار خاص مع quot;إيلافquot;، quot;أن جهاز المخابرات الإسرائيلية، quot;الشاباكquot; يواصل انتهاك القوانين الإسرائيلية، والمواثيق الدولية في تعامله مع المعتقلين الفلسطينيين، حيث لا يرتدع عن اللجوء إلى التعذيب الجسدي معتمدًا على قرار لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية التي أجازت بعض أنواع التعذيب، في حين أمرت الجهاز بالتوقف عن بعض الإجراءات، مثل الشبح quot;.

وقال يوآف لايف، إن التقرير الذي قدمته اللجنة الإسرائيلية ضد التعذيب، امس للجنة القضاء والدستور التابعة للكنيست،quot; يورد بالتفصيل ست حالات قام بها محققو الشباك، باللجوء إلى أسلوب جديد لم يكن معهودًا من قبل، إلا أن اللجنة حصلت على إفادات وشهادات من معتقلين فلسطينيين استخدم معهم هذا الأسلوبquot;.

وبحسب لاف، فإن الشاباك لجأ خلال العام الماضي، وبعد أن قضى المعتقل فترة في السجن تحت التعذيب الجسدي والنفسي، إلى تهديد المعتقلين باعتقال أهاليهم وأبناء عائلاتهم، إن هم لم يعترفوا بالتهم الموجهة لهم، الأمر الذي يزيد من التعذيب والتهديد النفسي الممارس ضد المعتقل، الذي يكون قد مر بتعذيب شديد وقاس، وبالتالي يخشى في حال قيام الشابك بذلك أن تتعرض والدته أو زوجته لشتى صنوف التعذيب الجسدي، المخالف أصلاً للقوانين والمواثيق الدولية.

وأضاف أن هذا الأمر خلق وهمًا اعتقد من خلاله، معتقل الفلسطيني أن زوجته، أو والدته موجودة داخل المعتقل، فأقدم على محاولة الانتحار.

وأشار إلى أن الشاباك، قام في إحدى المرات باستدعاء والد ووالدة المعتقل الفلسطيني، سعيد ذياب، الذي، كان مضى على اعتقاله فترة طويلة دون أن يسمح له برؤية أهله، وأبلغ الشاباك والدي الشاب أنه سيسمح لهما بلقاء ابنهما، ولكن وأثناء مثول الوالدين في نقطة الشرطة، قام أحد أفرادها بسكب قهوة على ملابس الأم، ثم عرض عليهم الشابك أن تستبدل الأم قميصها بقميص نظيف، من قمصان المعتقل، وعندما رافقا الأم إلى زنزانة ولدها، تمكن المعتقل من رؤية أمه وهي في ملابس المعتقل، فظن أنها معتقلة وأن محققي الشاباك نفذا تهديداتهم له باعتقال أهله، وكان محققي الشابك قد حاولا تعذيب والدته بشكل فظ، وقاموا بتوجه تهم سخيفة للوالدة للتغطية على هذا الأسلوب.

وفي حالة أخرى قام الشاباك باعتقال جاسر وخولة أبو عواد، دون أن يسمحا لهما برؤية ابنتيهما، أو أن يطلعا الزوجين على مصير الابنتين، وما إذا كان هناك من يقوم على رعايتهما، وهددوا الأم بأنها لن ترى ابنتيها قبل أن تصبحا في سن الشباب.

واعتبر يوآف لاف أن اللجوء على هذا الأسلوب عدا عن كونه غير أخلاقي وغير إنساني، فإنه يتعرض مع المواثيق الدولية ويعتبر نوعًا من أنواع التعذيب النفسي، كما أنه لا يجوز بموجب القانون اعتقال شخص لمجرد أن أحد أفراد أسرته رهن الاعتقال، وبالتأكيد يمنع تهديد المعتقلين بالمس بأقربائهم وأبناء أسرتهم إن لم يدلوا باعترافاتهم.

وفي حالة المعتقل محمد عبد العزيز سويطي، ظن هذا الأخير أن والده ووالدته كانا قيد اعتقال، بعد أن أوهمه رجل الشاباك بذلك، وقد سبب التعذيب الذي تعرض له سويطي، له مرضًا نفسيًا، وكآبة وحالة من الشك وعدم اليقين بما يجري حوله، وفقط بعد أن رفعت اللجنة ضد التعذيب التماسا للمحكمة أمرت المحكمة الشاباك بأن يبلغ المعتقل بأن والديه لم يكونا معتقلين، بعد أن كان الشاباك، قام بإلباس والده ملابس المعتقل، وتصويره وهو يلبس هذه الملابس، والسماح للوالد عبد العزيز بلقاء ولده بملابس مصلحة السجون مما جعل ابنه يعتقد أن والده رهن الاعتقال.

وأكد لاف أن اللجنة الإسرائيلية ضد التعذيب، سوف ترفع التماسا لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية ضد هذه الممارسات، منوها إلى أن الشاباك في إسرائيل هو الجهاز الوحيد الذي يفحص نفسه بنفسه، ولا رقابة عليه، وأن اللجنة تطالب بأن يخضع لسلطة رقابة، خصوصًا أن الشاباك يرفض النظر أو الرد على الشكاوى التي ترفع له ويكتفي عادة بالرد بأن الشكوى قيد المتابعة.

يشار إلى أن جهاز الأمن العام (الشاباكquot; قد سبق وأن تورط في الماضي في أعمال تعذيب أسفرت عن استشهاد معتقلين فلسطينيين، كما أن أفراده قدموا إفادات ثبت فيما بعد بأنها كاذبة، بعد أن قام أفراد من الشاباك بقتل فدائيين فلسطينيين بعد القبض عليهما في قضية الباص المعروفة بالقضية 300 عام 83، حيث تم اتهام قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، آنذاك، إسحاق مردخاي بالمسؤولية عن مقتلهما لكن تبين فيما بعد أن الجيش الإسرائيلي كان سلم الفدائيين لرجال الشاباك وقام هؤلاء بقتلهما.