أعلام وصور وأعراس فرح متواصلة في ساحتها حتى انتخابه الأحد
عمشيت لم تصدق بعد أن ابنها سليمان سيصبح رئيساً

المصادفة زامنت بشرى الحل مع عيد quot;إيلافquot;
حسابات الربح والخسارة أوليًا في لبنان

بري أعلنها كهدية للمؤتمر: إزالة خيم الإعتصام من وسط بيروت
إتفاق الدوحة: سليمان رئيسًا الأحد وتشكيل حكومة 16-11-3

العماد سليمان quot;مسرور جداquot; باتفاق الدوحة ولا يتوقع انتخابه قبل نهاية الاسبوع

اللبنانيون تنفسوا الصعداء واستقبلوا اتفاق الدوحة بترحيب كبير

مواطنون لبنانيون عبروا عن سخطهم من زعمائهم:
إتفقوا أم لا في الدوحة المهم ألا تعود الفتنة مجددًا

إيلي الحاج من بيروت: بدا المسؤول الأمني ودوداً وهو يصر على تقديم الحلوى إلي بينما كان يبلغني أن منزل قائد الجيش، عفواً فخامة الرئيس العتيد ميشال سليمان في بلدته عمشيت ممنوع تصويره، لكنه ما لبث أن نزل عند إلحاحي بشرطين: صورة واحدة فقط، ومن زاوية معينة حددها لي. عمشيتي طيب يغمره الفرح كبقية أبناء بلدته كباراً وصغاراً بالخبر السعيد الذي وصل بعد منتصف الليل من الدوحة.

كانت عمشيت في دوار الإبتهاج وأهلها لم يصدقوا ما جرى بعد . فلشدة ما عاشوا أملاً في رؤية إبن بلدتهم رئيساً للجمهورية ولطول ما انتظروا عبثاً فك تعقيدات الأزمة السياسية كان أصابهم الملل وبدا لهم الأمر أشبه بحلم صعب التحقق. لهذا جاء ابتهاجهم على الطرق وفي الساحة عظيما عبروا عنه بحمل الأعلام ورفعها مع الهتافات، أي هتافات لا يهم : quot;ما بدنا إلا سليمان رئيس الجمهوريةquot; ردد بعضهم وعلامات الدهشة تمتزج بالفرح على وجوههم..

لم يكن العماد سليمان بالطبع في منزله الذي نادراً ما يبيت فيه ممضياً غالب وقته في مقر قيادة الجيش في اليرزة المجاور لمنزله في quot;بيوت الضباطquot; . عندما كنت تسأل عن منزل جنرال عادة في عمشيت يسألونك أيهم؟ فهذه البلدة التراثية الجميلة، والممتدة من شاطئ جبيل إلى بداية المرتفعات تزخر تاريخياً بالجنرالات وأحدهم العماد فيكتور خوري كان قائداً للجيش في عهد الرئيس الراحل الياس سركيس، لكن اسم خوري لم يطرح بعد سركيس للرئاسة على جاري العلاقة التي تكاد تصير قاعدة بين قادة الجيش والرئاسة، فبشير الجميّل كان في المرصاد ذلك الزمن للرئاسة والجمهورية. والجيش كان مفككاً مشرذماً لا يقوى على مواجهة أصغر ميليشيا. أما اليوم فاختلف الأمر. وها هي بلاد جبيل وعمشيت قلبها النابض تستعد لسلسلة أعراس يومية إحتفالاً لرئيس من بنيها للمرة الأولى منذ عهد إميل إده قبل الإستقلال.

إعلاميون

صور سليمان في كل مكان

منزل العماد سليمان المحاذي لطريق فرعية خلف ساحة عمشيت كما يبدو في الصورة أضيفت إليه غرفة أو أكثر وشرفة ذات أربع قناطر من نمط الحارات القديمة في جبل لبنان المغطاة بالقرميد، وضرب حجره بالرمل فاشتد بياضه . ويبدو على غرار منازل عائلات عمشيت العريقة والذي بلغ غنى بعضها منذ عهد الإمارة الشهابية حد امتلاكها مساحات من الأرض تمتد من مفقش الموج إلى مهاطل الثلج . لكن سليمان ليس من هذه الفئة فعائلته متواضعة مالياً، ومنزله في الواقع كان لأهل زوجته ، وعندما رقي صهرهم إلى رتبة عماد وأصبح قائداً للجيش سكن quot;بيوت الضباطquot; في اليرزة. قال حموه وأفراد العائلة لا يليق أن يكون صهرنا قائد الجيش ولا منزل له في بلدته، فرمموا الطبقة الثانية وجمّلوها وانتقلوا إلى العيش في الطبقة الأرضية.

ويضيف أحد القريبين منه الذي روى لي هذه الوقائع ان عم زوجته، وهي نسيبة لسليمان، لم يرزق أولاداً فوزع أملاكه على أبناء أخوته وكان نصيبها خربة مهملة في بلدة لحفد بأعالي جبيل رممها العماد بنحو 30- 40 ألف دولار فأصبحت جميلة جدا. وعندما رشحته قوى 14 آذار/ مارس لرئاسة الجمهورية ارتفعت أسعار الأرض في تلك المنطقة وكانت في الحضيض. كثر من اللبنانيين عشاق المظاهر سيرضي غرورهم الترداد في الصالونات إنهم جيران رئيس الجمهورية. والمهم لن يشعر الرجل بأي حرج في إعلان ما يملك ومن أين له هذا إذا أراد. إنهم quot;ناس أوادمquot; يقول القريب من سليمان، مشيراً إلى أن شقيق الجنرال أنطوان، وهو محافظ البقاع بالأصالة وجبل لبنان اشترى أخيراً جهاز تلفزيون بشاشة مسطحة بالتقسيط من أحد المتاجر 200 دولار شهرياً، ولو أراد لكان من موقعه جنى أموالأ طائلة.quot;ناس أوادمquot;.

فرحة بابن البلد

هادئ العماد سليمان. هادئ جداً، يقول عارفوه. ويكفي التطلع إليه ملياً : ليس في عيني هذا الرجل جنون عظمة كالذي سبق، ولا فراغ عيون السمك كالذي سبق أيضاً وراح بطبل وزمر أمام القصر وأفراح عامرة في الشوارع. معتدل ميشال سليمان في كل شيء، كيف سيكون عهده بالبذلة المدنية؟ يقول القريب منه إنه لو كان غيره في قيادة الجيش ( وسمى من يقصد، قائداً سابقاً للجيش) لكان أصدر الأوامر بالتصدي لمسلحي quot;حزب اللهquot; في بيروت ولكان مسلحو الحزب غلبوا الجيش لأنهم مجهزون بأسلحة وإمكانات أقوى بكثير.

قرب مدخل منزل سليمان

ومن يدري، لربما كانت وحدات الجيش لا تزال حتى الآن يقاتل بعضها بعضاً في أزقة بيروت وشوارعها. بدل ذلك فضل الجنرال ndash; الرئيس أن يبقي الجيش موحدا جاهزاً بكل إمكاناته ليحقق الأمن والإستقرار عند أول فرصة توافق بين الأطراف المتخاصمين. وبهدوئه وحكمته جعل سليمان رجلاً مثل النائب غسان تويني يطالبه بالإقدام على انقلاب عسكري بعدما كان صرّح أنه صوّت ضد تعديل مادة في الدستور تتيح انتخاب قائد الجيش رئيساً. وقد فاجأ حدث التوافق المفاجئ عمشيت التي كانت نزعت صور سليمان بناء على طلبه قبل مدة . طلبه لأن بعض الشبان في المنطقة علقوا صوراً لدى اندلاع معارك نهر البارد بين الجيش وتنظيم quot;فتح الإسلامquot; كتبوا عليها quot;هذا جنرالquot; فاستاء النائب الجنرال ميشال عون وغضب ووجه اتهامات في مجالسه، وما أن عرف سليمان بالأمر أوعز بإزالة صوره والشعارات. أما اليوم فالوضع يختلف.

لائحة تأييد فردية

كانت عمشيت بدأت تمتلئ بناسها وأبناء الجوار عندما وصلت إليها ورؤساء بلديات قضاء جبيل يعقدون اجتماعا قرروا في نهايته إقامة إحتفالات متواصلة تتوّج بحفلة كبرى في quot;ساحة الجيش اللبنانيquot; وسط البلدة. وكان الأولاد يخرجون من مدارسهم ملوحين بالأعلام والكبار يقدمون الحلوى على الطرق والجميع يستعدون لحدث كبير يحل بدءاً من المساء عندما يتجه أهالي قرى وبلدات بأكملها إلى عمشيت للمشاركة في الفرح والتهنئة. يقول العمشيتيون ماذا تتوقعون من العهد الآتي فيردون بجواب واحد تسبقه البسمات quot;خير، كل الخيرquot; وكانت وسائل الإعلام بآلات نقلها ومصوريها ومراسليها تتمركز في فيء الأعلام والجنود المنتشرون في الساحة يرقبون في النهاية حدثاً سعيداً بعدما تمركزوا طويلاً في ساحات أحزان.

في الطريق المؤدية لمنزل سليمان

منزل العماد سليمان

*الصورة خاصة بإيلاف