وسط إجراءات أمنية صارمة ومخاوف لدى المسيحيين
تشييع الأقباط الأربعة ضحايا حادث السطو في القاهرة
تشييع الأقباط الأربعة ضحايا حادث السطو في القاهرة
نبيل شرف الدين من القاهرة: لم تمض سوى أيام قلائل على إقرار البرلمان لتمديد العمل بحالة الطوارئ في مصر، حتى وقع حادث سطو مسلح بالغ البشاعة، أعاد إلى الأذهان سلسلة عمليات السطو على محال المجوهرات التي يمتلكها المسيحيون في مصر، التي جرت وقائعها خلال عقد التسعينات من القرن المنصرم، مع التأكيد على أن الغموض لم يزل يكتنف الدوافع وراء الحادث الذي شهده حي الزيتون شرق القاهرة يوم أمس الأربعاء .
وبالقرب من مكان الحادث هناك شارع اسمه quot;العزيز باللهquot;، يطلق عليه الأهالي تندرا quot;أفغانستانquot;، حيث تنتشر عشرات المحال المتخصصة في بيع النقاب بمستلزماته، والجلباب في محال يمتلكها أشخاص أطلقوا لحاهم، وتنتشر فيه كل أنواع الأسلحة البيضاء لدى بلطجية يستغلون المظهر السلفي، ويسيطر عليه متطرفون من التيارين السلفي والإخواني، يفرضون منهجهم على جميع السكان والمترددين والباعة في ذلك الحي، الذي اشتهر بخطباء مناوئين للسلطة في مسجد quot;العزيز باللهquot;، الذي أصبح بؤرة سلفية متشددة وسط حي الزيتون الذي تقطنه نسبة كبيرة من الأقباط المسيحيين .
وفرضت قوات الأمن المصرية إجراءات مشددة على المنطقة في الوقت الذي كان تشهد كنيسة السيدة quot;العذراءquot; في حي الزيتون الصلاة على جثامين الأقباط الأربعة الذين لقوا مصرعهم في الحادث البشع الذي يكتنف الغموض دوافعه وملابساته حتى الآن .
وتجري أجهزة البحث الجنائي تحريات واسعة يشرف عليها قادة الأمن، في مسعى لجمع كافة المعلومات حول الدراجات البخارية في محاولة الوصول إلى أي خيط يؤدي للجناة بعد استبعاد فرضية القتل بغرض السرقة، خاصة ان المحل لم يسرق منه شيء، وبالتالي فربما هناك دوافع أخرى لتلك الجريمة، كما أفاد أحد الأهالي من أقارب الضحايا في الحادث، تحدثت معه (إيلاف) في موقع الحادث .
مخاوف وغموض
وتسود مخاوف في أوساط تجار المجوهرات الأقباط بعد هذا الحادث، ومع أن السلطات تفرض حراسات خاصة على تلك المحال منذ عشرين عاما غير أن هذا الحادث أعاد إلى الأذهان تلك السنوات التي استهدف فيها نشطاء تنظيمات : quot;الجماعة الإسلاميةquot;، وquot;الجهادquot; وquot;التكفير والهجرةquot; ممتلكات المسيحيين، خاصة محال المجوهرات، في حوادث سطو مسلح على تلك المحال لتمويل العمليات الإرهابية التي تورطت فيها تلك الجماعات لسنوات طويلة .
وفي مسار التحقيقات الجارية انتقل فريق من محققي النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة، وتم التحفظ على المحل والمجوهرات الموجودة بداخله كما تمت معاينة الجثث في المشرحة وما بها من آثار طلقات وجاري استجواب العاملين المصابين بعد أن تسمح حالتهما الصحية بذلك، هذا ولا تزال التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات ودوافع تلك المذبحة البشعة .
وتسود مخاوف في أوساط تجار المجوهرات الأقباط بعد هذا الحادث، ومع أن السلطات تفرض حراسات خاصة على تلك المحال منذ عشرين عاما غير أن هذا الحادث أعاد إلى الأذهان تلك السنوات التي استهدف فيها نشطاء تنظيمات : quot;الجماعة الإسلاميةquot;، وquot;الجهادquot; وquot;التكفير والهجرةquot; ممتلكات المسيحيين، خاصة محال المجوهرات، في حوادث سطو مسلح على تلك المحال لتمويل العمليات الإرهابية التي تورطت فيها تلك الجماعات لسنوات طويلة .
وفي مسار التحقيقات الجارية انتقل فريق من محققي النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة، وتم التحفظ على المحل والمجوهرات الموجودة بداخله كما تمت معاينة الجثث في المشرحة وما بها من آثار طلقات وجاري استجواب العاملين المصابين بعد أن تسمح حالتهما الصحية بذلك، هذا ولا تزال التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات ودوافع تلك المذبحة البشعة .
وقال مصدر أمني إن quot;التحريات المبدئية تشير إلى أن صاحب المحل الذي قتل ربما كان على خلاف أو خصومة مع آخرين، وأن دوافع الجناة تبدو حتى الآن انتقاميةquot;، غير أن الأهالي وجيران صاحب المحل نفوا وجود خصومات بينه وبين أحد، وقالوا إنه كان يتمتع بسمعة طيبة، وتربطه علاقات جيدة بجميع الجيران، وأن محله يعد الأكبر في تجارة المجوهرات في المنطقة، لكن الجناة لم يسرقوا شيئاً، بل لاذوا بالفرار ما يضفي مزيداً من الغموض على دوافع الجناة .
ووقع الحادث البشع ظهر أمس الأربعاء حينما كان الضحايا وهم: صاحب المحل مكرم عازر الجميل quot;60 سنةquot;، ومعه العمال الذين حضروا لمحل المجوهرات، وبعد قليل فوجئوا بتوقف دراجة بخارية أمام المحل يستقلها شخصان وقفا على الباب وأطلقا الرصاص من مسدس كان بحوزة أحدهما، ليسقط الضحايا غارقين في دمائهم، ولقي أربعة مصرعهم في الحال بينما أصيب شخصان آخران ونقلا إلى المستشفى .
وإثر تجمع الأهالي وسكان المنطقة لاستطلاع الأمر أسرع الجانبان باستقلال دراجتهما البخارية وفرا هاربين دون أن يجرؤ أحد من الأهالي على اعتراضهما خوفا على حياتهم .
يذكر أن متطرفين إسلاميين قاموا في التسعينات بعمليات سطو على محال مجوهرات مملوكة لمسيحيين لتمويل عملياتهم ضد الحكومة، لكن هؤلاء الإسلاميين أنهوا حملتهم عام 1997 وقال مسؤولون أمنيون إنهم لم يعثروا على دليل يثبت أن الشخصين اللذين نفذا هجوم الأربعاء لهما أي انتماءات أو دوافع سياسية حتى الآن، على حد تعبيرهم .
التعليقات