نبيل شرف الدين من القاهرة : بدا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط كأنه في موقع المدافع عن اتهامات حملتها تعليقات محللين سياسيين في وسائل الإعلام والصحف المصرية والعربية، وطالت دور الدبلوماسيتين المصرية والسعودية متهمة إياهما بالفشل في ما نجحت فيه قطر من احتواء للأزمة اللبنانية، وتتويج ذلك بحضور أمير قطر لمراسم تنصيب العماد ميشيل سليمان رئيساً للبنان .

ولفت أبو الغيط إلى أن اتصالات مصر والسعودية لم تنقطع إطلاقا بأي من الأطراف في لبنان خلال أي مرحلة من مراحل حل الأزمة، وفي لهجة حادة قال الوزير المصري إن quot;من يزعم ذلك فليس على اطلاع كافٍ بالمسائلquot; .

وبينما اكتفى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بالإشارة إلى quot;أن حل المشاكل العربية في إطار البيت العربي هو الطريق الناجح لأنه ينبع من المصلحة العربية ولا يعبر عن أهواء أو أغراض خارجيةquot;، وحرص على التذكير باتفاق الطائف في هذا المضمار، فقد أسهب نظيره المصري أحمد أبو الغيط في الإدلاء بسيل من التصريحات لعدد من وسائل الإعلام، كان للتلفزيون الحكومي المصري نصيب الأسد منها، جاء فيها قوله quot;إن سفير مصر لدى لبنان كان بصفة دائمة على اتصال مع كافة الأطراف، ما ساعده على استيضاح المواقفquot;، على حد تعبيره .

حديث الكواليس

ومضى وزير الخارجية المصري قائلاً quot;نحن كنا دائمي الاتصال بقطر والسعودية وأمين عام الجامعة العربية والموالاة والمعارضة، ونشجع هذا الاتفاق، وفي نهاية الأمر فإن هذا الاتفاق سيخدم الجميع، ويخدم أولا وأخيرا لبنان واستقراره ومستقبلهquot;.

كما حرص الوزير المصري على الإشارة إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حضر إلى القاهرة وكذلك سعد الحريري رئيس تيار المستقبل ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، وسليم الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق، ووليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي اللبناني .

واعترف وزير الخارجية المصري بأن quot;هناك شرخا حدث نتيجة للوضع اللبنانيquot;، وأعرب عن أمله في أن يجري تجاوز هذا الشرخ بين كافة هذه الوحدات الرئيسة quot; .

وذكّر وزير الخارجية المصري أن بلاده والسعودية هما من طلب عقد اجتماع للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، وقال كان معروفا إن هناك قوى لم تكن تريد أن ينعقد مجلس الجامعة، وأوضح أن مصر هي التي أعدت مشروع القرار الذي شكل اللجنة الوزارية العربية، وهي التي وضعت في مشروع القرار رؤيتها في ما يتعلق بإدانة استخدام السلاح وتجريم العمليات العسكرية على الساحة اللبنانية لتحقيق أهداف سياسية والمطالبة بالعودة للوضع قبل الاقتتال يوم الخامس من أيار (مايو) الجاري .

واختتم وزير الخارجية المصري تصريحاته معربا عن أمله في أن يكون اتفاق الدوحة مصالحة للبنانيين، وأن يكون الأمر كما قال أمين الجامعة العربية عمرو موسى quot;صلح الدوحةquot; وأضاف quot;أثق بأن اللبنانيين عندما يعاودون النظر للماضي القريب، ثم يستشرفون المستقبل ويعدون للانتخابات يكونون قد وعوا درس الانقسامquot;، على حد تعبيره .