خوجة في جدة للقاء الملك بعدما حذر الموسوي من أبعاد كلامه
السعودية تتعامل مع تهديدات quot;حزب اللهquot; بجدية كبيرة

الصحف السعودية تشيد بالإنجاز الأمني الذي أسقط 520 إرهابيا
إيلي الحاج من بيروت: تنظر قيادة المملكة العربية السعودية بكثير من الجدية في التهديدات التي وجهها quot;حزب اللهquot; عبر المسؤول عن العلاقات الدولية في هذا الحزب السيد نوّاف الموسوي- الذي يعتبر من المقربين إلى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله- إلى السفير السعودي عبد العزيز خوجة السبت الماضي . ورأى مصدر سعودي مطلع في حديث هاتفي إلى quot; إيلاف quot; من جدة أن كلام الموسوي لا يُفسر إلا بكونه تهديداً علنياً صريحاً بقتل سفير المملكة أو احتجازه، إذ قال إن الحزب لن يتيح له في المرة المقبلة العثور على طريق يعبرها من مقر السفارة إلى البحر ، في إشارة واضحة إلى توجه السفير خوجة بحرا من بيروت إلى قبرص ومنها إلى المملكة ، خلال العملية العسكرية التي قام بها quot;حزب اللهquot; وبعض حلفائه في العاصمة اللبنانية وبعض الجبل بدءاً من 7 أيار/ مايو الماضي.

كذلك يتضمن كلام الموسوي بحسب المصدر، تهديداً خطراً أيضاً بأنه ستكون هناك مرة ثانية، اي أن عملية الحزب العسكرية ضد بيروت ستتكرر . وكشف أن السفير خوجة موجود منذ ثلاثة أيام في جدة للقاء خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ومسؤولين آخرين كبار في قيادة المملكة من أجل شرح الموقف في لبنان وتقييمه، على أن يعود قريباً إلى بيروت. وكانت راجت في الأوساط السياسية والإعلامية في بيروت إشاعة فحواها أن السفير خوجة قطع كل الإتصالات به عقب تصاعد حملة quot; حزب الله quot; على المملكة العربية السعودية وقيادتها ودورها في لبنان، وقال أكثر من سياسي لـ quot; إيلاف quot; أمس إن لا أحد يدري إن كان السفير خوجة في لبنان أم خارجه.

وقال المصدر السعودي من جدة إن السفير خوجة لم يعر أهمية يوم الجمعة الماضي لكلام الوزير السابق وئام وهاب في حق السعودية، لنظرته إلى هذا الشخص الذي يفرد له quot;حزب اللهquot; منابره السياسية والإعلامية . ونفى أن يكون خوجة قد اتصل بأحد محتجاً على كلام الرجل، مؤكداً أنه خلافاً لما أشاعه quot;حزب اللهquot; في بعض وسائله الإعلامية فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هو الذي اتصل بالسفير السعودي معتذراً عما صدر عن وهّاب من كلام مهين في حق السعودية ومليكها، وقال سليمان لخوجة كلاماً طيباً كثيراً أقله إن الشجرة المثمرة هي التي ترشق بالحجار.

وأكد المصدر أن لا أساس ولا صحة من قريب أو بعيد لخبر سرّبه quot;حزب اللهquot; مضمونه أن خوجة لوّح بإقفال السفارة في بيروت وتسليم مفاتيحها. وأضاف أن عضو كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; حسن فضل الله اتصل بدوره بخوجة معتذراً ومبرئاً حزبه من كلام وهاب قائلاً إنه يعبّر عن رأيه الخاص. لكن المفاجأة كانت كلام السيد نواف موسوي الخطر بعد ساعات، والذي جاء أسوأ وقعاً على المملكة.

وكشف المصدر السعودي المطلع أن خوجة تحدث شخصياً إلى الموسوي على الأثر ووجه إليه كلاماً حاداً قائلاً له إن عباراته والمواقف التي أطلقها معيبة وشديدة الخطورة، وذكّره بأن السفارة تعرضت لإعتداء مسلح عليها خلال عملية quot;حزب اللهquot; العسكرية في بيروت وإنه آثر إبقاء هذا الموضوع بعيداً من الإعلام حرصاً على عدم تأزيم الأوضاع أكثر، وأنه رحّل أفراد عائلته ومعظم الأفراد العاملين في السفارة لأنه لا يريد التضحية بأي منهم.

وبلغ كلام السفير السعودي ذروة حدّته عندما أوضح للموسوي أن كلامه غير الموزون و(...) هو تهديد لسفارة دولة أجنبية مما يجعل quot;حزب اللهquot; في نظر القانون الدولي ميليشيا إرهابية مكتملة المواصفات. ورأى المصدر من جهته أن من لا يتورع عن الإعتداء بالسلاح على سفارة قد لا يتورع عن اغتيال سفير أو اعتقاله .

وتوضح مصادر في قوى المعارضة المتمحورة على الحزب الشيعي الأقوى إن ثلاثة أسباب تدفع قيادة هذا الحزب إلى الهجوم الكلامي المباشر والمداور على المملكة وقيادتها وسفيرها في لبنان. وهذه الأسباب هي :

- إعتبار قيادة الحزب الشيعي أن المملكة تحض قوى الغالبية (قوى 14 آذار / مارس) على الصمود أمام ضغوط الحزب وحلفائه وعدم التراجع إلى درجة التخلي عن صفتها كغالبية، وبالتالي التشدد في موضوع تأليف الحكومة وعدم السماح للحزب وحلفائه بأن يستثمر عمليا، ما يراه نصرا حققه في شهر أيار / مايو الماضي في بيروت الغربية وبعض الجبل .

وينوي quot;حزب اللهquot;، على ما تقول مصادره، رفع نسبة ضغطه في الأيام المقبلة على قوى الغالبية عموما وquot;تيار المستقبلquot; خصوصاً ، وعلى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة في شكل أخص كي ينزل عند مطالب حليف الحزب النائب الجنرال ميشال عون ويعطيه ما يريد في التشكيلة الحكومية، وإن كان ذلك في بعض الأوجه خلافاً لنسب التوزيع التي تم الإتفاق عليها في الدوحة، وكذلك كي توافق الغالبية على إقرار قانون 1960 للإنتخابات النيابية في البرلمان حتى لو لم تشكل حكومة العهد الجديد الأولى إذا طالت مدة التأليف بسبب العراقيل من هنا وهناك .

- إعتبار قيادة الحزب أن المملكة تدفع ملايين الدولارات شهريا لرئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط كي يقوي وضعه السياسي، والشعبي في الجبل. وسواء كانت معطيات الحزب هذه صحيحة أم لا فإنها تثير لديه إستياء شديداً لأنها لا تزال غير مرتاحة إلى مواقف جنبلاط حتى لو تراجع ظاهرياً وأخذ يبدي كل استعداد لتسهيل التسويات مع الحزب.

- إعتبار قيادة الحزب أن المملكة العربية السعودية تدفع أنصار حركات سلفية إلى مقاتلة أنصار المعارضة في طرابلس والبقاع وبيروت. علماً أن مصادر الغالبية تتكلم على خيوط إتصال وإلتقاء بين quot;حزب اللهquot; وبين التنظيمات والحركات الإسلامية والأصولية التي ينسق بعضها مع طهران في عدد من المواضيع.

يضاف إلى هذه معطى رابع أقل أهمية لكنه معبّر، وهو إستمرار المملكة في رفض إستقبال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وتحديد مواعيد له مع المسؤولين السعوديين، في حين أن أقطاب قوى 14 آذار/ مارس إما آتون وإما ذاهبون أسبوعياً إلى المملكة.

وينفي المصدر السعودي من جدة لquot;إيلافquot; جملة وتفصيلاً صحة إتهامات quot;حزب اللهquot;، ويؤكد أن السعودية لن تتخلى عن مساعدة لبنان الذي لن يتحوّل محمية إيرانية في المنطقة، ويلفت إلى مفارقة مغادرة خوجة بيروت بحرا في وقت كانت طائرتان إيرانيتان تحطان في quot;مطار الرئيس رفيق الحريري الدوليquot; الذي كان تحت سيطرة quot;حزب اللهquot; ، وقيل إنهما كانتا تقلان مقاتلين من إيران.

ولعل أكثر ما يعبر عن حراجة الموقف، ما وصل إلى بيروت من معلومات عن قرار السلطات السعودية رد موكب من الباصات الكبيرة كان يهم بمغادرة حدود المملكة ويقل سياحاً سعوديين في رحلة برية إلى لبنان، وذلك في إجراء إحترازي بعد كلام الموسوي التهديدي.