على أثر أزمة القوقاز:
علاقة روسيا وإسرائيل إلى الثلاجة موقتًا

خلف خلف ndash; إيلاف:
إنشغلت الصحافة العبرية طوال هذا الأسبوع في قراءة أبعاد التطورات المحتملة على علاقات موسكو وتل أبيب على أثر الأزمة التي نشبت في منطقة القوقاز، وما كشفته من تعاون إسرائيلي جورجي في مجال التدريب والتسليح خلافًا لرغبة روسيا، التي تزن إثر ذلك زيادة حجم المساعدات العسكرية للعالم العربي، بحسب بعض المراقبين، ولهذا من المقرر أن يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاربعاء زيارة لروسيا وصفت بالمهمة، وتستمر ليومين. ولكن على أي حال، تميل كافة التوقعات في إسرائيل إلى أن العلاقة مع روسيا لن تتدهور للحضيض، وإنما قد تدخل حقبة فتور لبرهة من الزمن.
وإن كانت صفقات السلاح الإسرائيلي إلى جورجيا إحدى أسباب توتر العلاقة بين تل أبيب وموسكو، إلا أن السبب المباشر، مرده أساسًا، لكون إسرائيل الحليف الأول للولايات المتحدة الأميركية، التي تشهد علاقاتها مع روسيا مؤخرًا توترًا شديدًا لم تعرفه البلدان منذ انتهاء الحرب الباردة. وبخاصة أن موضوع تسليح إسرائيل وتدريبها لجورجيا قديمًا، ويعود إلى الوراء، نحو سبع سنوات، وبالتالي ليس حدثًا طارئًا أو مفاجئًا، فالصفقات بين الطرفين جميعها تمت بمصادقة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، وبسبب ذلك، شاب التوتر علاقات موسكو وتل أبيب عدم مرات، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى مطالبة وزارة الدفاع بأن تكون أكثر انتقائية بالمصادقة على الصفقات خشية زيادة حدة غضب الدب الروسي.
كتاب الأعمدة في الصحف العبرية، والمحللون الإسرائيليون يقدمون بدورهم، قراءات عديدة لانعكاسات الأزمة القوقازية، ومنهم، كبير المعلقين السياسيين في صحيفة هآرتس يوئيل ماركوس، الذي يعتبر في مقال له نشر أمس الثلاثاء، تحت عنوان: quot;حذار من واقع جديدquot; أنه يتوجب على إسرائيل أن تتخلى عن عجرفتها، لأن إسرائيل تقف أمام نظام عالمي جديد، يتخلله عودة للحرب الباردة.
ويقول ماركوس: quot;العبرة التي يتوجب على إسرائيل أن تستخلصها من الهجمة الروسية على جورجيا هي أنها إن علقت لا قدر الله في حرب فقد تجد نفسها وحيدة. هي لا تستطيع الاعتماد على تدخل الولايات المتحدة التلقائي بعد أن شاهدت أنها لم تحرك ساكنًا لكبح الهجمة الروسية العدوانيةquot;. ويضيف: quot;بوش لم يتنازل عن إجازته الصيفية، واكتفى بإرسال كونداليزا رايس إلى جورجيا في زيارة هي اقرب إلى زيارة التعزيةquot;.
ويتابع ماركوس: quot;صيف 2008 يضع إسرائيل أمام واقع جديد ndash; ألا وهو عودة روسيا إلى الأعيب الحرب الباردة. ليس واضحًا كيف ستتطور المجابهة الحالية، ولكن حتى لو تم التوصل إلى حلول بين الدول العظمى وأوروبا وتم التوقيع على اتفاقيات، فقد أوضحت روسيا بصورة قاطعة أنها على الخارطة مرة أخرى. سواء كان ذلك في مراكز النفط أو في بؤر إستراتيجية أخرى في منطقتنا أيضا. ليس من المؤكد أن روسيا غير راضية عن تسلح إيران نوويًا الذي يعتبر الخطر رقم واحد الذي يحدق بإسرائيل، ولكنها لم تطلق أي كلمة تحفظ حتى الآن في هذه القضيةquot;.
أما الكاتب اليساري ب. ميخائيل فيعتبر في تحليل سياسي نشرته صحيفة يديعوت بتاريخ 12/8/2008 تحت عنوان quot;الخارج هو الأفضل، يا أخيquot; أن سمعة إسرائيل ذات مرة شاعت كمصدر فخرة للبرتقال، لأنابيب التنقيط والفلفل الحلو. أما اليوم فإنها مصدر ممتاز للبنادق والصواريخ المتطورة، للطائرات الصغيرة للتجسس وكواتم الصوت، مدربي quot;الوحدات الخاصةquot; ومرشدي الخدمات السرية ndash; وأفظع من كل ذلك خبراء الاغتيال ومستشاري العربدة. في إشارة مباشرة منه إلى الأسلحة المتطورة التي زودت إسرائيل بها جورجيا.
بينما يكتب غيل ميخائيل في صحيفة يديعوت الصادرة أمس الثلاثاء مقالا يقول فيه: quot;المسألة الروسية آخذت تصبح القضية الرئيسة في النظام الدولي، وكشفت الأزمة الأخيرة عن حقيقة أن الاتحاد ذا الـ 27 دولة غير قادر على التوصل إلى اتفاق استراتيجي حقيقي. الدول التي ترى نفسها ناجية من الاحتلال السوفييتي غير معنية، وغير قادرة كما يبدو على هضم طريق ثالثة ترمي إلى مصالحة الروس والى ضم موسكو إلى الاتحاد الأوروبي. لا تقصد باريس وبرلين في مقابلة ذلك إلى جعل وارسلو تملي جدول العمل الأوروبيquot;.
ويضيف ميخائيل: quot;مكن انقضاء الحرب الباردة أوروبا من أن تتقدم من سوق مشتركة إلى إطار ذي أفق سياسي. عودة روسيا إلى اللعبة قد تعيدها إلى الوراء. بخلاف الإشاعات، لم ينته التاريخ ndash; بل خرج في عطلة فقط ومنذ عاد ألينا كشف عن شبه كبير بالقرن التاسع عشرquot;.