الياس توما من براغ : انتقد وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ رئيس البلاد فاتسلاف كلاوس بسبب الموقف الواضح الذي اتخذه بشان جورجيا وتحميله قيادات جورجيا المسؤولية المباشرة عن تفجر الصراع الحربي مع روسيا .

واخذ الوزير التشيكي على رئيسه انه تجاهل مسؤولية روسيا في هذا المجال مشددا على أن روسيا تتحمل المسؤولية أيضا إلى جانب جورجيا عن التطورات الجارية في القوقاز.

واعترف أن الهجوم الذي شنته القوات الجورجية على اوسيتيا الجنوبية كان خطا غير انه نبه إلى أن الروس قاموا بالعديد من الاستفزازات قبل بدء الهجوم وان هذه الاستفزازات تنامت في الفترة الأخيرة حسب قوله.

واعتبر أن الخطأ الأكبر الذي قامت به روسيا هو منحها سكان اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الجنسية الروسية مشددا على أن هذا الأمر هو استفزاز خطير جدا.

وأكد شفارتسينبيرغ انه يحترم رأي الرئيس كلاوس في هذا المجال غير انه يتمسك بموقفه المختلف عن موقف الرئيس كلاوس. وكان الرئيس كلاوس قد حمل اليوم وعلى خلاف معظم السياسيين الأوروبيين قيادات جورجيا مسؤولية الحرب مؤكدا أن البدء بمغامرة عسكرية يموت فيها عدد كبير من المدنيين كان أمرا سيئا وغير مقبولا.

ورفض كلاوس في مقال كتبه في صحيفة ملادا فرونتا التشيكية اليوم التعبيرات التهكمية التي تقول ان الأمر قد وقع ولذلك يتوجب عدم السؤال لماذا حدث ذلك وإنما البحث الآن عن حل مشددا على انه إذا لم يتم قول الحقيقة عمن بدا هذا الصراع وما هي أغراضه فانه لن يكون بالامكان التوصل إلى حل عادل ودائم وإنما سيتم فقط نشر المزيد من قوات السلام في الأماكن الملتهبة من العالم مثلما عليه الوضع الآن في العراق والبوسنة وكوسوفو ودرافور الأمر الذي يؤدي إلى تجميد هذه الصراعات لا إلى حلها.

وشدد على أن الحل الطويل الأمد لا يمكن إقامته على أساس من الكذب وان كان ذلك يناسب الغرب لأسباب آنية سلطوية أو لمصالح استراتيجية بعيدة المدى .

من جهته اعتبر السفير الاميركي لدى تشيكيا ريخارد غرابير الهجوم الروسي على جورجيا بأنه كان معدا سابقا ولم يأت كرد فعل مشددا على أن رد الفعل الروسي لم يكن يتوافق والظروف السائدة في المنطقة.

وأكد أنه من الضروري بمكان الآن سحب القوات الروسية من جورجيا رافضا التعليق على رأي الرئيس التشيكي حول من يتحمل المسؤولية عن الأعمال القتالية التي وقعت في بعض مناطق جورجيا.