شخصان نفذا الهجوم وكانا داخل السيارة
مصادر لـ quot;إيلافquot;: أحد مرتكبي تفجير دمشق عربي الجنسية

quot; المجلس العالمي لثورة الأرز quot;: نطلب مراقبين دوليين على الحدود مع سوريا قبل استغلالها لانفجار دمشق

بهية مارديني من دمشق، وكالات: كشفت مصادر سورية لـ quot;إيلافquot; أن التحقيقات الأولية في الحادث الإرهابي الذي حدث جنوب دمشق أول من أمس توصلت إلى أن السيارة التي كانت تحوي العبوة الناسفة كان في داخلها شخصان أحدهما عربي الجنسية. وأكدتأنهما كانا داخل السيارة خلال التفجير، وأن السيارة المحملة بالعبوة الناسفة لم تكن خالية لحظة وقوعه، أو أن من كان يقودها أو أحد الإرهابيين فيها قد فرّ هاربًا منها قبل التفجير. ونفت المصادر أن يكون هدف التفجير شخصية أمنية كبيرة كما يردد بعضهم.
وأفادت ان الإرهابيين الاثنين قضيا أثناء التفجير، ولفتت من جانب آخر إلى أن أحد الشهداء الذي قتلوا نتيجة التفجير كان مهندسًا برتبة عميد تصادف وجوده في المكان اضافة الى مقتل واصابة العشرات من المدنيين بينهم اطفال، واصابة عدد من شرطة المرور والعمالquot;. ولفتت المصادر الى quot;ان بعض إشارات التحقيقات الاولية اتجهت الى فرضية ان التفجير تم في غير التوقيت المعد له او كما خطط له ، بل وقع نتيجة خطأ ارتكبه الارهابيون .... ، ونفذ دون ترتيب اثر تصادم السيارة السوداء التي حوت العبوة الناسفة مع سيارة كبيرة قبلها نتيجة الازدحام في المنطقة والقيام بتصليحات في طريق المحلق الجنوبي، إلا انه من المبكر الجزم بأي نتيجة نهائية بعد.
ولفتت المصادر أيضًا إلى انه لو كان المقصود الفرع الأمني القريب من مكان الحادث لقصدت سيارة الإرهابيين بابه الرئيس ليتم التفجير، والذي كان متاحًا للسيارات العامة العبور بجانبه، وقالت المصادرquot;انه حتى الان كافة الاحتمالات مفتوحة، وسيتم التحقق من الفرضية السابقة والتحقق من المكان الذي كان من المفترض ان تتوجه إليه السيارة لتقوم بالعملية الإرهابية في حال كانت هذه الفرضية صحيحة، او الى اين كان سيتم نقل المتفجرات التي بلغت زنتها 200كغ ، كما سيتم العمل على التحقق والتأكد من أكثر من فرضية أدت إليها التحقيقات quot; واعتبرت المصادر انه ربما لو لم يكن هدف الارهابيين تفجير العبوة في هذا المكان وتفجيرها في مكان اخر ويوم آخر لكانت الأضرار البشرية والمادية اكبر من هذه الارقام بكثير، وخاصة ان التفجير تم في يوم السبت وليس كل الموظفين في سوريا يذهبون الى اعمالهم في هذا اليوم .

ولكن المصادر أكدت quot;ان التحقيقات ما زالت في أولها وبدايتها ، ومن المبكر الحديث عن جهة بعينها واتهام أي كان، إلا انه في كل الأحوال ما حدث عمل إرهابي مدان وجبان وخسيس ، وطالت يد الإرهاب الآمنين في سوريا وروعت الأطفال والأبرياء المدنيين في بيوتهم ، وبينما بعضهم ذاهبون الى عملهم وفي شهر رمضان، وبينما هم مقبلون على عيد الفطر quot;، وأفادتquot;ان دمشق نبهت أكثر من مرة الى خطورة الارهاب ووجوب الوقوف ضده بجدية وعدم تغذيته وخاصة في ظل تناميه في المنطقة مع الاحتلال الاميركي للعراق والتدخلات المختلفة في لبنان quot;، وأضافت المصادر ان التحقيقات جارية على قدم وساق لمعرفة الجهات التي تقف خلف الارهابيين .

وبينّت المصادر ان عدد الجرحى اكبر من العدد الذي تم اعلانه بداية لان الكثير من الجرحى لم يتوجهوا الى مستشفيات الدولة وذهبوا الى مستشفيات وعيادات خاصة او كانت اصابات بعضهم بسيطة عالجها بنفسه .

وكانت دمشق قد أعلنت ان سيارة مفخخة قد إنفجرت في حي القزاز، وذلك بعد ساعات قليلة من التفجير، وبعد اعلان فضائية الدنيا الخاصة الخبر فور وقوعه وسماع صوت التفجير في نبأ عاجل اثناء عرض مسلسل سوري ، وقالت وزارة الداخلية إن التفجير أدى الى مقتل 17 شخصًا وجرح 14 آخرين بينما قالت مصادر اخرى ان عدد الجرحى تجاوز 23 جريحا ، وقال وزير الخارجية السوري في لقاء مع فضائية العربية من نيويورك ان اسرائيل هي المستفيدة الكبرى من هذا التفجير، الا ان مسؤولاً اسرائيليًا نفى ضلوع تل ابيب وقال ان اسرائيل تخوض غمار مفاوضات غير مباشرة مع سوريا، واشار باصابع الاتهام في تفجير دمشق الى ايران .

هذا وزار الدكتور ماهر الحسامي وزير الصحة السوري الجرحى الذين تم نقلهم الى مشفى دمشق quot;المجتهدquot; الحكومي، اثر التفجير، والذين استقرت حالتهم بعد أن قدمت لهم الخدمات الإسعافية والعلاجية، هذا وينجز السوريون الذين تضررت منازلهم وأبنيتهم في مكان التفجير في منطقة القزاز الاصلاحات لاعادة الأماكن الى ما كانت عليه قبل التفجير على نفقتهم الخاصة.

يشار الى أن سوريا كانت قد شهدت في الفترة الأخيرة سلسلة من التفجيرات والأحداث الاليمة ، أبرزها عملية اغتيال القيادي العسكري بحزب الله اللبناني عماد مغنية في الثاني عشر من شباط (فبراير) الماضي واغتيال العميد السوري محمد سليمان والذي قال محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية ان نتائج التحقيق حول موقع الكبر الذي زاره مفتشون دوليون تأخرت بسبب اغتيال سليمان لانه مسؤول الارتباط السوري مع الوكالة، كما لقي 15 شخصًا على الأقل مصرعهم في السابع والعشرين من تموز (يوليو ) العام الماضي ، في انفجار وقع في مجمع تابع للجيش السوري، قرب مدينة حلب شمال سورية ، وأسفر عن إصابة نحو 50 آخرين.

واستبعدت السلطات أن يكون الانفجار ناتج عن عملية إرهابية، وقالت انذاك إنه نجم عن انفجار في مخزن للذخيرة. وكانت مدينة حلب أيضا قد شهدت في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2005، اشتباكات بين قوات مكافحة الإرهاب السورية، ومجموعة وصفتها السلطات بالإرهابية التكفيرية المسلحة .

وكانت عدة اشتباكات قد وقعت في محافظات الحسكة ودمشق وريف دمشق (منطقتي مضايا والزبداني) وحماة و أدلب بين قوات الأمن السورية ومجموعات من تنظيم quot;جند الشامquot;، أسفرت عن اعتقال بعض اعضاء التنظيم ومقتل عدد من المسلحين في جند الشام، إضافة الى استشهاد بعض رجال الأمن ، وتزامنت تلك الاشتباكات مع وقوع انفجار بميناء اللاذقية على الساحل السوري ، أسفر عن مصرع شخص واحد على الأقل، وإصابة 20 شخصًا آخر، كما تسبب الانفجار في انهيار مبنى آخر .
هجوم تكفيري
من حهة ثانية ذكرت وكالة الانباء السورية اليوم ان التحقيقات الاولية كشفت ان الذي نفذ العملية على علاقة بتنظيم تكفيري وان السيارة المستخدمة دخلت من دولة عربية مجاورة. وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان التحقيقات الاولية التي اجرتها الجهات الامنية المختصة في عملية التفجير الارهابية كشفت ان السيارة المستخدمة دخلت سوريا في ال26 من الشهر الجاري قبل يوم من التفجير عن طريق مركز حدودي لدولة عربية مجاورة.

واضافت سانا ان التحقيقات بينت ان ارهابيا كان يقود السيارة وقام بتفجير نفسه والسيارة ويجرى حاليا التأكد من هويته من خلال فحص الحمض النووي لبقايا جثته. كما كشفت التحقيقات مع الموقوفين في قضية السيارة المفخخة عن علاقة الارهابي الذى قام بالعملية بجماعة تتبع لتنظيم تكفيري جرى توقيف بعض افرادها سابقا ولاتزال التحقيقات مستمرة معهم والبحث جار عن متوارين. وكانت العملية الارهابية التي وقعت في منطقة مزدحمة اودت بحياة سبعة عشر شخصا وجرح اربعة عشر جميعهم من المدنيين.