سيارة مفخخة تخترق الامن السورية مجددا :
انفجار جديد يهز دمشق ..والحصيلة 17 قتيلا و14 جريحا
دمشق، وكالات: تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالات تضامن وادانة للتفجير الارهابي الذي هز دمشق صباح يوم السبت واوقع 17 قتيلا و14 جريحا، في اعنف هجوم تشهده سوريا منذ ثمانينات القرن الماضي.
وقال شهود عيان ان الانفجار وقع قرب مركز امني عند مفترق يؤدي الى مطار دمشق الدولي وضاحية السيدة زينب. ولم يعرف على الفور من كان مستهدفا من وراء الاعتداء. وفي اول رد فعل رسمي اكد وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد في تصريح تلفزيوني ان انفجار السيارة المفخخة هو quot;عملية ارهابيةquot; دون اتهام اي جهة معنية. ونقلت مراسلة إيلاف في دمشق بهية مارديني أن الإنفجار حدث في الساعة السابعة و35 دقيقة مما يبرر بحسبها عدم وقوع المزيد من الضحايا والإصابات حيث تفتح الدوائر الرسمية السورية أبوابها في التاسعة صباحا اليوم السبت.
وقال عبد المجيد quot;واضح انها عملية ارهابية استهدفت منطقة مزدحمة، والمكان المستهدف طريق عام بين مطار دمشق وتحديدا مفرق السيدة زينب ومنطقة القزازين، وهناك عدد كبير من القادمين والمغادرين وللأسف الضحايا كلهم مدنيونquot;. وأضاف quot;لا نستطيع أن نشير إلى جهة معينة لكن التحقيقات ستوصلنا للفاعلينquot; موضحا ان السلطات الامنية quot;بصدد التحقيق وتقوم به الآن وحدة مكافحة الإرهاب لإيجاد الفاعلينquot;.
وانتشرت قوات امنية وقوات الشرطة بكثافة في مكان الانفجار وقطعت كل الطرق المؤدية الى المنطقة ومنعت الصحافيين والمصورين من الاقتراب. وهو الاعتداء الاكثر دموية في سوريا منذ ثمانينات القرن الماضي حيث كان الاخوان المسلمون ينفذون اعتداءات دامية. واعتبر ابراهيم دراجي استاذ القانون الدولي في جامعة دمشق quot;لا يزال من المبكر ان نعرف من المستهدف حتى تتضح الابعاد الامنية كلها. لكنه عمل ارهابي عندما يتم استهداف المدنيين.
واضاف quot;السوابق التي كانت تحدث في سوريا كانت تفضي دائما الى دائرة اسرائيل وبعض الجهات التي تسيء فهم الاسلام. لكن من المبكر جدا اعطاء اي توضيح علينا ان ندرك ان سوريا مستهدفة سواء من دول تتعارض مصالحها وتضررت من المواقف السورية في ملفات لبنان وفلسطين والعراق او اجهزة استخبارات وجماعات اخرى تجد ان لها مصلحة في زعزعة الامن والاستقرار في سورياquot;.
اتصالات تضامن وبرقيات تعزية دولية
وقد تلقى الاسد اتصالاً هاتفياً من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر أدان فيه بشدة الانفجار الإرهابي الإجرامي الجبان. وأكد الشيخ حمد تضامن بلاده الكامل مع سورية معرباً عن تعازيه الشخصية وتعازي الشعب القطري لسورية ولذوي الضحايا متمنياً للجرحى الشفاء العاجل.
كما تلقى الأسد اتصالاً هاتفياً من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أعرب فيه عن إدانته لهذا العمل الإرهابي. وأكد الشيخ خليفة أن دولة الإمارات تدين بشدة هذه الجريمة النكراء التي ارتكبتها عناصر إرهابية كما أكد تضامن الإمارات الكامل مع سورية.
وتلقىالأسد اتصالاً مماثلاً من العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من أيلول الليبية أعرب فيه عن إدانته الشديدة والحازمة لهذا العمل الإرهابي الجبان. وأكد العقيد القذافي تضامن ليبيا مع سورية إزاء هذا العمل الإرهابي معرباً عن تعازيه الحارة وتعازي الشعب الليبي لأشقائه السوريين ولذوي الضحايا.
كما تلقى الرئيس الأسد اتصالاً هاتفياً من الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أدان فيه بشدة العمل الإرهابي الذي راح ضحيته العديد من الضحايا الأبرياء. وعبر الرئيس سليمان عن تضامنه مع سورية قيادة وشعباً.
وتلقى الرئيس الأسد اتصالاً هاتفياً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عبر فيه عن أحر التعازي باسمه شخصياً وباسم الشعب الفلسطيني الصامد لسورية قيادة وشعباً ولذوي ضحايا العمل الإجرامي الآثم الذي استهدف المواطنين الأبرياء. وأكد التضامن الفلسطيني الكامل مع سورية في مواجهة الإرهاب.
الاسد يتلقى برقيات تعزية وتضامن تدين العمل الارهابي
وكذلك تلقى الرئيس الأسد برقية من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي أدان هذا العمل الإرهابي واصفاً إياه بالجريمة النكراء معرباً عن تعازيه للرئيس الأسد بالضحايا من المواطنين المدنيين. وعبر الرئيس الروسي عن إدانة بلاده بحزم لهذه الجريمة النكراء مؤكداً تضامن روسيا وموقفها الثابت دعماً للجهود الدولية الجماعية في مكافحة الإرهاب بجميع مظاهره.
كما أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العمل الإرهابي الذي حدث في دمشق وتقدم بأحر التعازي للأسد ولعائلات الضحايا وأقاربهم والشعب السوري. وأكد بيان للرئاسة الفرنسية تضامن فرنسا الكامل مع سورية في مكافحة الإرهاب مذكراً بالتزام الرئيس ساركوزي الحازم بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وتلقى الرئيس الأسد برقية من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عبر فيها عن بالغ الأسى للعمل الإرهابي الذي وقع في دمشق وذهب ضحيته عدد من المواطنين الأبرياء.
وقال أردوغان: إنني أدين بشدة هذا العمل الشنيع سائلاً الله عز وجل أن يتغمد من فقدوا حياتهم بواسع رحمته ومتمنياً للجرحى الشفاء العاجل ومتقدماً لسيادتكم وللشعب السوري بأحر التعازي.
كما تلقى الرئيس الاسد برقية تعزية من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح استنكر فيها بشدة هذا العمل الإرهابي الذي أودى بحياة الأبرياء معرباً عن خالص عزائه وصادق مواساته بضحايا الانفجار.
وفي برقية مماثلة إلى الرئيس الأسد أدان الملك المغربي محمد السادس بشدة التفجير الإرهابي الذي وقع في دمشق معرباً عن وقوفه إلى جانب سورية قيادة و شعباً. وقال الملك محمد السادس في برقيته انه تبلغ بذهول وحزن عميقين نبأ الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي أوقع عدداً من الضحايا الأبرياء.
وتلقى الرئيس الاسد برقية تعزية من الرئيس المصري محمد حسني مبارك أعرب فيها عن تعازيه بضحايا هذا الانفجار الإرهابي.
من جانبه أكد الملك عبد الله الثاني تضامن الأردن مع سورية لتجاوز آثار هذا المصاب الأليم.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عملية التفجير الإرهابية التي وقعت بدمشق.
وقال بيان صدر باسم الأمين العام إنه يبلغ تعازيه لحكومة سورية وأسر الضحايا ويتمنى للجرحى الشفاء السريع. كما دعا كي مون إلى تقديم المسؤولين عن الجريمة إلى العدالة.
بدوره، قال مجلس الامن ان هؤلاء الذين نفذوا الهجوم ينبغي ان يمثلوا امام العدالة. وفي نيويورك اعلن سفير بوركينا فاسو ميشال كافاندو رئيس مجلس الامن للشهر الجاري ان الدول الاعضاء الخمس عشرة quot;دانت بأشد التعابيرquot; هذا الاعتداء.
واضاف انها quot;شددت على ضرورة احالة المنفذين والمنظمين والممولين والمحرضين على هذا العمل الارهابي امام القضاء، وحضت كل الدول على التعاون بقوة مع السلطات السورية لبلوغ هذا الهدفquot;.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جوردون دوجويد قال في وقت سابق للصحافيينquot; ندين هذا الاعتداء وأي عمل إرهابي آخر، ونقدم تعازينا إلى عائلات الضحاياquot;.
وأوضح أنه تم إغلاق القسم القنصلي في السفارة الأميركية في دمشق حتى 30 أيلول/سبتمبر أمام الجمهور مع استمرار تقديم الخدمات الطارئة إلى المواطنين الأميركيين.
وبسبب قرب حلول عيد الفطر ستعاود القنصلية فتح أبوابها في الخامس من أكتوبر/تشرين أول المقبل.
ولاحظ دوجويد أن أي أميركي لم يصب أو يقتل في هذا الإعتداء وقال quot;لا نملك أي دليل على تهديد للجالية الأمريكية أو السفارةquot;.
وفي بروكسل دانت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي انفجار دمشق ودعت في بيان الى quot;كشف ملابسات هذا العمل الإرهابي وملاحقة منفذيه وإحالتهم الى القضاءquot;.
وكانت الحكومة الإسبانية قد دانت الاعتداء مكررة دعمها الكامل للحكومة السورية quot;في مكافحتها لآفة الإرهاب بكل وسائل دولة القانونquot;.
كذلك ندد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في برقية تعزية بعث بها إلى نظيره السوري وليد المعلم quot;بالاعتداء الهمجي الذي شهدته سوريا وأوقع بالعديد من الضحاياquot;.
وكانت السلطات اللبنانية اعلنت في 22 ايلول/سبتمبر ان سوريا ارسلت تعزيزات عسكرية الى الحدود المشترك شمال لبنان لاسباب امنية داخلية على ما ذكرت دمشق. وقال ناطق عسكري لبناني quot;تم نشر حوالى عشرة الاف جندي من القوات الخاصة السورية في منطقة العبودية على الحدود مع سوريا في شمال لبنانquot;. واضاف المتحدث ان quot;بيروت طلبت توضيحات من دمشق حول هذه التعزيزات وسبب نشرهاquot;. وتابع ان quot;دمشق اكدت انها اجراءات امنية داخلية لا تتخطى الاراضي السورية وليست موجهة اطلاقا ضد لبنانquot;.
وقال ان quot;السلطات السورية اكدت لنا ان هذه التعزيزات تهدف الى القيام بعمليات ضد التهريب داخل الاراضي السورية والتصدي لانتهاكات اخرى للامن الداخليquot;. وشهدت سوريا في الاشهر الاخيرة عمليات اغتيال وحوادث امنية. ففي آب/اغسطس الماضي اغتيل العميد محمد سليمان المسؤول الامني لمركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا. واكدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار ان تحقيقا فتح في الاغتيال.
واتى اغتياله بعد ستة اشهر على اغتيال عماد مغنية احد كبار قادة حزب الله اللبناني العسكريين في 12 شباط/فبراير في دمشق في انفجار سيارة مفخخة. واتهم حزب الله اسرائيل باغتياله الامر الذي نفته هذه الاخيرة. وفي تموز/يوليو قمعت السلطات السورية اضطرابات حصلت في سجن صيدنايا احد اكبر السجون في سوريا على بعد حوالى 40 كيلومترا شمال دمشق متهمة quot;عددا من المساجين المحكومين بجرائم التطرف والارهاب بالاقدام على اثارة الفوضى والاخلال بالنظام العام في سجن صيدنايا (40 كلم شمال دمشق) والاعتداء على زملائهمquot;. وافادت منظمة غير حكومية ان اعمال العنف هذه ادت الى سقوط 25 قتيلا.
وهذا الاسبوع اتهم الرئيس الاميركي جورج بوش من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة سوريا وايران برعاية الارهاب مؤكدا ان العنف quot;لا مكان له في العالم المعاصرquot;. واضاف quot;بعض الدول القليلة، انظمة مثل سوريا وايران تواصل رعاية الارهاب بيد ان عددها يتضاءل وعزلتها عن العالم تزيدquot;.
التعليقات