قراء إيلاف تقاربوا في تأييد أحد الطرفين المتحاربين أو مناهضتهما
إسرائيل وحماس نجحتا في إيصال رسالتيهما للناس


الصحف الإسرائيلية: الجنود يرون التفاصيل من أرض المعركة

انتصار إسرائيلي يعزز مكانة باراك وليفني

quot;مواجهات غزةquot; تعمق حالة الاستقطاب بين الإخوان والشارع المصري

ليفني: حماس ستندم والـ1860 لا يعنينا بشيء

تدشين جسر الإغاثة السعودي البري إلى غزة اليوم

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: دخل الهجوم الإسرائيلي على غزة أسبوعه الثالث ولما يزل الإختلاف بين المتابعين له من داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها محتدمًا، ففريق يحمّل حركة حماس مسؤولية إستفزاز إسرائيل لتهاجم غزة وتظهر كحركة مظلومة وتكسب عطفًا جماهيرًا، بعد أن فشلت في ادارة القطاع سياسيًا واقتصاديًا منذ فوزها بالانتخابات الفلسطينية عام 2006 ثم بعد طردها لحركة فتح العام الماضي من القطاع الذي يضم نحو مليون ونصف المليون نسمة. وفريق آخر يحمّل إسرائيل المسؤولية المباشرة في الهجوم الذي جاء لأسباب انتخابية في المقام الأول مفندًا حجة الصورايخ التي يطلقها الجناح العسكري لحركة حماس من غزة ضد المستوطنات الاسرائيلية القريبة من القطاع فهي لم توقع ضحايا كثيرين أو تتسبب بتخريب كبير في الممتلكات لدرجة شن هجوم واسع على القطاع.

وقد تسبب الهجوم بمقتل نحو 900 فلسطيني بينهم عدد من أعضاء وأنصار حماس إضافة إلى نساء وأطفال وجرح نحو خمسة آلاف. وعلى الرغم من الهجمات الصاروخية من كتائب عز الدين القسام ndash; الجناح العسكري لحماس- التي بلغت اشدها خلال هذا الهجوم تجاه إسرائيل إلا أن الفارق في القوة العسكرية وتحديد الأهداف لا يمكن أن يقاس بما وصل اليه عدد الضحايا في غزة مع تدمير للبنية التحتية في القطاع. وفي وقت ينتقد فيه قادة حماس، خلال ظهورهم النادر إعلاميًا اليوم، الحكومات العربية بعدم نصرة الحركة عسكريًا أو سياسيًا، يرى منتقدو حماس أنها لم تكن تصغي لنصائح أحد من العرب الذين تنتقدهم اليوم وتطلب نصرتهم لها.

وبعد أن كان انتقاد قادة حماس منصبًا على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ونجحوا في إيصال ذلك الانتقاد لعدد كبير من الأقطار العربية ولم يترددوا بشتمه في وسائل الإعلام، تحولوا لانتقاد فريق الإعتدال العربي. لكن محمود عباس نجح من خلال تحركه مع كادر حركة فتح في الأوساط الدولية في كسب إحترام منتقديه من خارج حماس إذ ظهر بمظهر الحريص على تفادي اراقة دماء شعبه حتى لو كانت من غرمائه سياسيًا.

ومثله كان سعي دول الإعتدال العربي لفرض قرار دولي بوقف إطلاق النار من مجلس الأمن الدولي وهو ما رفضته حماس وإسرائيل أيضًا، لكنه شكل ضغطًا عربيًا ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا من قبل تلك الدول مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولما تزل تواصل ضغوطها التي يرى متابعون أنها ستبلغ غايتها بعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب أوباما لمسؤولياته في العشرين من الشهر الجاري حيث تبدو المساحة الزمنية الحالية بين انشغال الرئيس جورج بوش بمغادرة المكتب البيضاوي واستعداد أوباما ليحل محله، فرصة لإستغلالها من دون ضغط أميركي من قبل إسرائيل لتحقق ما تستطيع تحقيقه في تفكيك بنية حركة حماس العسكرية وإيصال رسالة للفلسطينيين أن ما حل بغزة وضحاياها كان السبب فيه حركة حماس، وترسل رسائل غير مباشرة بقدرة إسرائيل العسكرية في الانتقام من أعدائها.

لكن حركة حماس ترى أن أي قرار دولي يفرض وقف النار عليها بشكل نهائي يعني انتهاء المقاومة التي تعتبر سلاحها الوحيد الذي لا تحسن سواه. وترى في وقف موقت قابل للتجديد حتى الوصول لحل نهائي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي أمرًا مقبولاً، وهو ما ترفضه إسرائيل خاصة في الوقت الراهن الذي تعض عليه بالنواجذ للانتقام من حماس بتدميرها عسكرياً أو فرض تهدئة نهائية عليها لترتاح من أي كابوس سيهدد مواطنيها بعمليات انتحارية تنتقم لضحايا غزة في حال وافقت على تهدئة غير نهائية وسحبت آلتها العسكرية من محيط القطاع.

قراء إيلاف كان لهم رأيهم في ذلك حيث طرحت عليهم إيلاف سؤالاً حول المواجهات في غزة بين إسرائيل وحماس وأي فريق منهما نجح في إيصال رسالته للناس. فكانت النتيجة متقاربة أشبه بتقارب منتقدي ومناصري حماس من العرب اليوم فقد وجد مانسبتهم 39% (2842) أن إسرائيل نجحت في إيصال وجة نظرها خلال المواجهات مع حماس. حيث ظهرت بمظهر الذي عيل صبره ولم تعد تحتمل استفزازات حماس لها ولمواطنيها، في وقت تخوض فيه مفاوضات سلام مباشرة وغير مباشرة مع الفلسطينيين وبعض الدول العربية بما فيها حلفاء حماس، واظهرت إسرائيل نكوص قادة حركة حماس الذي كانوا يحرضون على قتال إسرائيل واختفوا بين هارب خارج الأراضي الفلسطينية ومختفٍ في المساجد أو المدارس أو المستشفيات، متخذًا من المدنيين دروعًا بشرية لحمايته. بينما خالفهم ما نسبتهم 42% إذ رأوا أن حماس هي التي نجحت في إيصال رسالتها للناس خلال هذه المواجهات، فقد كشفت حماس وجه إسرائيل الانتقامي والاستخدام المفرط للقوة من قبلها الذي يستهدف المدنيين من أجل الوصول إلى أهداف غير اكيدة. وإبتعد عن هؤلاء وأولئك فريق من المشتركين في الإستفتاء بلغت نسبتهم 19% (1377) حيث وجدوا أن لا احد من الطرفين نجح في إيصال أو اقناع الناس بوجهة نظره من خلال العمليات العسكرية. وبلغ عدد المشاركين في الإستفتاء 7213.