لندن: العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة لا تزال تشغل الصحافة البريطانية، ففي كل منها بلا استثناء نجد تقريرا أو تحليلا أو خبرا حول العملية وتأثيرها على الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. أوباما: هل حان الوقت للتحدث الى حماس ؟ في صحيفة الجارديان تقرير أعدته سوزان جولدنبيرج مراسلة الصحيفة في واشنطن بعنوان quot;معسكر أوباما مستعد للتحدث إلى حماسquot;.

وتقول معدة التقرير إن الانتقال الى اتصالات مكشوفة مع حماس، سيمثل تغييرا جذريا في الموقف الذي كانت تنتهجه إدارة بوش من الحركة. ولم ترد تأكيدات لموافقة أوباما على مفاوضات دبلوماسية مع حماس في بداية فترة رئاسته، ولكن مستشاريه يحثونه على البدء باتصالات على مستوى منخفض، ويسود شعور متنام في واشنطن أن سياسة نبذ الحركة غير مجدية.

وقد تجري الاتصالات الأولية من خلال أجهزة الاستخبارات، كما كانت الاتصالات بين الولايات المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية في بدايتها، حسب معدة التقرير. وهناك عدة خيارات أمام أوباما للاتصال بحماس دون أن يبدو وكأنه يضفي عليها شرعية، منها المبعوثين السلاييت واجراء مباحثات بمشاركة أطراف أخرى ومن خلال الأوروبيين مثلا. ومع أن أوباما اعتمد خطا مؤيدا لإسرائيل خلال حملته الانتخابية إلا أن الاعتقاد السائد هو أنه سينتهج سياسة شرق أوسطية أكثر توازنا.

لماذا فقدت إسرائيل الرأي العام ؟

وفي الديلي تلجراف نطالع مقالا بعنوان quot;قذيفة ضد الهدف الخطأ أفقدت إسرائيل الدعمquot; كتبه كون كولين. في هذا المقال يرى كولين أن حماس تستخدم المدنيين بشكل متعمد لتصطاد الجنود الإسرائيليين، وهي واثقة أنه في حال وقوع ضحايا من المدنيين فإن العالم سينحي باللائمة على الاسرائيليين لا على حماس. ويقول كولين إن أساليب مشابهة تستخدم في أفغانستان من قبل حركة طالبان، والنتيجة مقتل مدنيين، والغضب يتجه نحو قوات التحالف في هذه الحالة.

وحين يشير الكاتب الى مدرسة الأونروا التي تعرضت الى قصف إسرائيلي ذهب ضحيته 40 شخصا فانه يبني افتراضاته على أن مقاتلي حماس أطلقوا النار فعلا على القوات الإسرائيلية من تلك المدرسة، وإن كان يقول انه كان على قائد الوحدة الإسرائيلية عمل كل ما يستطيع لتجنب الخسائر المدنية. ويختتم الكاتب مقاله بالقول ان الرأي العام العالمي كان يبدي تفهما quot;لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسهاquot;، ولكن ذلك انعكس حين تعرضت مدرسة الأمم المتحدة للقذائف الاسرائيلية، وهو ما كانت تريده حماس، حسب كولين.

حماس وquot;الهيدراquot;

وفي صحيفة التايمز يكتب أمير طاهري مقالا بعنوان quot;لا تقدم في غزة وquot;الهيدراquot; المسمى حماس حيquot;، والهيدرا هو حيوان خرافي متعدد الرؤوس. بعد أن يستعرض طاهري لماذا التخلص من حركة حماس ليس مصلحة إسرائيلية فقط بل وفلسطينية أيضا، وعلى الأخص غزاوية، يشرح سبب صعوبة تحقيق ذلك. يقول طاهري ان حركة حماس هي كحيوان الهيدرا الأسطوري ذي الرؤوس العديدة، فلحماس أيضا عدة رؤوس: فهناك الرأس quot;الخيريquot; الذي يسيطر على مشاريع الرفاه الإجتماعي بعد أن طردت حماس 200 منظمة غير حكومية واستولت على مجالات عملها.

والرأس الثاني سياسي، ويتمثل بنفوذ حماس السياسي الذي جلب لها 46 في المئة من أصوات الفلسطينيين في الانتخابات الأخيرة. أما الرأس الثالث فهو الرأس التجاري حيث سيطرت حماس على اقتصاد غزة بعد استيلائها على العديد من الشركات، كما يقةول طاهري، خاصة استيلاؤها على 600 شركة كانت تابعة لفتح أو لجماعة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وأخيرا هناك الراس العسكري لحماس والمكون من 20 رجل وامرأة يتلقون الأوامر من قيادتهم.

quot;كلنا حماسquot;

أما مراسل صحيفة الاندبندنت في رام الله بين لينفيلد فأعد تقريرا بعنوان : quot;الضفة الغربية: كلنا حماس الآنquot;. يستهل لينفيلد تقريره بالقول: حتى لو انتصرت إسرائيل عسكريا أو دبلوماسيا فهي قد بدأت بدفع ثمن هجومها على غزة بتنامي شعور العداء لها في قلوب سكان الضفة الغربية، وكذلك بتنامي الشك في صدور فلسطينيي الضفة حول جدوى طريق المفاوضات الذي يسلكه الرئيس محمود عباس.

ويقول معد التقرير ان الدبلوماسية التي ينتهجها عباس منذ سنوات لم تحقق إنجازات ملموسة للفلسطينيين فيما يتعلق بالاحتلال الاسرائيلي وتحسين ظروف حياتهم اليومية ، فالاحباط الذي أدى الى فوز حماس عام 2006 يقترن الآن بالغضب بسبب ما يجري الآن للفلسطينيين في غزة. ويقول لينفيلد إنه بعكس المواطنين العاديين الذين لا يوجهون أي لوم لحماس فان بعض كبار الشخصيات في فتح، مثل توفيق الطيراوي وهو أحد مستشاري عباس ومسؤول أمني سابق ، يقول إن حماس أساءت التقدير وجلبت الكوارث على الشعب الفلسطيني.