أشرف أبوجلالة من القاهرة: أكد هنري كيسينغر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، إبان فترة حكم الرئيس نيكسون والحائز من قبل على جائزة نوبل، على أن الصراعات التي يشهدها العالم الآن بالإضافة لموجة الاحترام الدولي الموجهة لباراك أوباما خلقا الأساس الأمثل لإقامة quot;نظام عالمي جديدquot;. ومن المعروف أن كيسينغر ظل أحد أهم الشخصيات في السياسة الأميركية الخارجية وتم الاستعانة به في بعض المواقع بإدارات الرؤساء نيكسون وفورد وريغان. كما سبق وأن اختاره الرئيس جورج بوش الابن رئيسا للجنة التحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وفي مقابلة مع محطة quot; CNBC quot; الإخبارية الأميركية، أضاف كيسينغر ردا علي تساؤل أحد المذيعين حول هوية الصراع الدولي الذي سيكشف عن معالم السياسة الخارجية لإدارة أوباما :quot; يأتي تولي الرئيس المنتخب للسلطة في توقيت توجد فيه اضطرابات في أنحاء كثيرة من العالم في وقت واحد.

فأنت لديك الهند وباكستان، ولديك الحركة الجهادية. لذا لا يمكنه أن يقول في واقع الأمر أن هناك مشكلة واحدة، وتلك هي المشكلة الأكثر أهمية. لكن بإمكانه أن يعطي دفعة جديدة للسياسة الخارجية الأميركية ويرجع ذلك جزئيا إلى أن استقباله كان استثنائيا في جميع أرجاء العالم. وسوف تتمثل مهمته في تطوير إستراتيجية شاملة لأميركا في تلك المرحلة حيث من الممكن في واقع الأمر تأسيس نظام عالمي جديد. وهي بالفعل فرصة عظيمة، وليست مجرد أزمة quot;.

وفي تعليق له حول تلك التصريحات المثيرة التي أطلقها كيسينغر، قال موقع quot;ورلد نيت ديليquot; الأميركي أن جملة quot; نظام عالمي جديدquot; ترجع إلى عقد الأربعينات من القرن الماضي، حين استخدمها الكاتب quot;اتش. جي. ويلزquot; كعنوان لكتاب عن حكومة عالمية اشتراكية موحدة. وهي الجملة التي ارتبطت ببعض الرؤساء الأميركيين الذين من بينهم ووردرو ويلسون، الذي أدى عمله لتأسيس رابطة للأمم إلى استحداث مفهوم الهيئات الحكومية الدولية، وكذلك الرئيس جورج بوش الأب الذي استخدم نفس الجملة خلال حديث له عام 1989.

وأشار الموقع إلى أن العلاقات التي تربط بين كيسينغر وبين الحكومة الأميركية وبعض القوي الدولية ndash; وكذلك استخدامه لعبارة quot;نظام عالمي جديد quot; ndash; جعلوه مسارا للجدل والاشتباه في أعين كثيرين ممن تنتابهم مشاعر القلق حيال المغزي الحقيقي الذي تحمله تلك العبارة. وفي حوار إعلامي العام الماضي، قال كيسينغر :quot; هناك حاجة لنظام عالمي جديد، وأعتقد أنه في نهاية الإدارة الحالية، مع كل هذه الفوضى، وفي بداية الإدارة الجديدة، ربما نشهد بالفعل خلقا ً لنظام جديد ndash; لأن الناس في الهاوية، وحتي في العالم الإسلامي، عليهم أن يخلصوا في احدى المراحل إلي أن التوقعات المرتبة يجب أن تعود في إطار مختلف quot;.