محلل لـ quot;إيلافquot;: قرار قطع العلاقات فرضته الظروف

الظاهر والخفي في توتر العلاقات بين المغرب وإيران

عبارتا quot;العبثيةquot; وquot;الهجينةquot; أغضبتا الحكومة الإيرانية
الخارجية المغربية تتهم دبلوماسيين إيرانيين بممارسات quot;لئيمةquot;

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: فجأة وجدت كل من المغرب وإيران نفسيهما أمام توتر متصاعد للعلاقة بينهما، اضطر حكومة الرباط إلى إعلانها قرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية، ابتداء من يوم الجمعة . واختلفت التحليلات حول سبب هذا التوتر، الذي اختصره البعض فقط في موقف المغرب المتضامن مع البحرين، بعد تصريحات مسؤولين إيرانيين عن أنها المحافظة الـ 14، ورد فعل طهران غير المفهوم على خطوة الرباط. غير أن ما كان ظاهرا، سبقته أمور خفية دفعت منذ فترة إلى تلبيد الغيوم سماء العلاقات بين البلدين. ففي الفترة الأخيرة تزايدت وتيرة التقارير التي تتحدث عن زحف المد الشيعي إلى المغرب، الذي يتصدى بشكل صارم إلى كل مس بمذهبه السني المالكي، والذي يحميه العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمير المؤمنينquot;. كما تحدثت هذه التقارير عن أن نسبة التشييع في شمال المملكة بدأت تسجل ارتفاعا مهولا في المدن الشمالية. كانت هذه هي بداية العاصفة في سماء العلاقات بين البلدين، قبل أن تزداد قوتها عقب الموقف التضامني للمغرب مع البحرين.

وقال حسان بوقنطار، محلل وأستاذ العلاقات الدولية في كلية الحقوق جامعة محمد الخامس الرباط، إن quot;قرار قطع العلاقات هو قرار صعب، ويعبر عن الأزمة العميقة التي باتت تتخلل العلاقة بين البلدين، خاصة دولتان تنتميان إلى المحيط الإسلامي نفسهquot;، مشيرا إلى أنه quot;قرار فرضته الظروفquot;.

واعتبر تاج الدين الحسيني، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن المغرب كان من الضروري عليه اتخاذ هذه الخطوة، مبرزا أن مجموعة من المعطيات دفعته إلى ذلك. وأشار إلى أن quot;موقف الرباط التضامني مع البحرين هو طبيعي، خاصة أن المملكة تعاني الانفصال، ولا يمكنها أن تقبل بهذا النوع من التصريحات من قبل المسؤولين الإيرانيينquot;. وأضاف أن quot;المشكلة تتعلق فقط بالعلاقة الثنائية بين البلدين، وليس لها أي ارتباط بالبعد الدوليquot;.

كما أن هناك سبب آخر يتمثل في أن هناك نوع من التدخل في الشؤون الدينية للمغرب، إذ كثر الحديث أخيرا عن تنامي المد الشيعي في المملكة، وهذا غير مقبول. وذكر أنه من المحتمل أن تلجأ طهرن إلى الاقتراب من الأطروحات الانفصالية لجبهة البوليساريو، كرد فعل على موقف الرباط المتمثل في قطع العلاقات.

فيما قالت إيران إن قرار الرباط قطع العلاقات الدبلوماسية معها quot;يضر بوحدة العالم الإسلاميquot; وquot;يثير الدهشةquot;، وأعربت عن أسفها لتزامن الخطوة مع مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، الذي عقد أخيرا في طهران بمشارکة وفود برلمانية ورسمية من دول إسلامية وعربية، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أمس السبت، أن المغرب يرفض رفضا قاطعا الأسس والتبريرات التي استند إليها رد فعل السلطات الإيرانية على قراره السيادي بقطع العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأوضحت الوزارة، في ثاني بلاغ لها، أن quot;المغرب تلقى باستغراب بالغ رد الفعل الرسمي للسلطات الإيرانية على القرار السيادي والشرعي للمغرب بقطع علاقاته الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويرفض رفضا قاطعا الأسس والتبريرات التي استند إليها رد الفعل الإيراني هذاquot;. وأضافت الوزارة أن إيران باستنادها على الظروف التي تمر منها الأمة الإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية quot;فإنها تتملص من مسؤولياتها وتحاول توسيع مشكل ثنائي محض، ليشمل قضايا ليس لها فيها لا حق التفرد بها ولا ادعاء احتكار شرعيتهاquot;.

وأبرزت الوزارة أن quot;السياق مختلف تماما، إذ أن المغرب تصرف بناء على quot;الموقف غير اللائقquot;، الذي اتخذته إيران اتجاهه، وتدخلها غير المقبول في المواقف السيادية للمغرب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الشرعية الدولية وسيادة الدولquot;.

وأشارت الوزارة إلى أن quot;أي محاولة من إيران نفي أو التملص من مسؤوليتها بالنسبة لتدهور العلاقات الثنائية، ما هو إلا ادعاء غير مقبول ترفضه المملكة الشريفةquot;، مضيفة أن quot;على إيران تحمل كامل مسؤوليتها بالنسبة لتدهور العلاقات الثنائية التي تعرف إيران جد المعرفة دوافعهاquot;.

وخلصت الوزارة إلى أن المملكة المغربية كانت على الدوام في مقدمة المدافعين عن مصالح وقضايا الأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية. لذلك فإنها ليست في حاجة إلى تلقي أي درس من أي كان حول هذه القضايا التي لا يمكن لإيران أن تعتبر نفسها الناطق الرسمي باسمها.