توقعات بتقدم quot;الأصالة والمعاصرةquot; على الإستقلاليين ولجوئه للتحالف مع الإسلاميين
لمن تقرع أجراس الفوز في إنتخابات المغرب البلدية؟

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: مع اقتراب انتهاء الحملة الانتخابية للمجالس البلدية في المغرب، التي تعيش ساعاتها الأخيرة، واستعداد الناخبين ليوم الاقتراع، الذي يصادف بعد غد الجمعة، بدأت يحتدم الصراع بين المكونات السياسية الـ 30 المتنافسة على انتخاب 27 ألفًا و795 مستشارًا جماعيًا بـ 1503 مجلس حضري وقروي. كما طفت إلى السطح، في هذه الساعات الأخيرة، توقعات المنجمين السياسيين حول الحزب الذي سيفوز بأكبر عدد من المقاعد، وطبيعة التحالفات التي ستحكم المرحلة المقبلة، خاصة بعد إعلان quot; الأصالة والمعاصرة quot;، الذي يقوده الشيخ بيد الله ويضم في صفوفه الوزير المنتدب السابق في الداخلية فؤاد عالي الهمة.

وتعد قوة المكون السياسي وعدد المرشحين الذين تقدم بهم، إلى جانب نسبة الدوائر التي غطاها على الصعيد الوطني، حلقة أسياسية في معادلة التخمينات السياسية المرجحة لكفة الحزب الفائز بالمرتبة الأولى في هذا الاستحقاق.

ولا تخرج دائرة المكونات السياسية المرشحة للفوز بهذا السباق الانتخابي عن خمسة أحزاب، وهي الأصالة والمعاصرة (الحديث النشأة)، الذي ينافس بـ 16 ألفًا و793 مرشحًا، حزب الاستقلال (المحافظ)، الذي تقدم بـ 15 ألفًا و681 ترشيحًا، والتجمع الوطني للأحرار (يمين وسط)، الذي تقدم بدوره 12 ألفًا و432 ترشيحًا، ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (أحد أكبر مكونات اليسار)، الذي ينافس بـ 12 ألفًا و241 مرشحًا، والعدالة والتنمية (ذو المرجعية الإسلامية)، الذي تقدم بـ 8 آلاف و870 مرشحًا.

وفي هذا الإطار قال محمد الغماري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، quot;الصراع سيكون قويًا وشرسًا بين الأصالة والمعصرة وحزب الاستقلال، وسيكون وراءهما الإسلاميونquot;، مشيرة على أن quot;الوافد الجديد (حزب الأصالة والمعاصرة) يمكن أن يظفر بالمركز الأول في حالة عدم ارتكابه أغطاء قد تكلفه غالياquot;.

وأوضع الغماري، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;هناك احتمال أن يتوفق على الاستقلال، لأن الوافد الجديد يتحرك كثيرًا، ما جعله يوسع قاعدة نفوذه بسبب توسيع دائرة تواصله مع الناخبين، لكن هذا لا يمنع من أنه قد يفشل في احتلال هذا المركز إذا ما ارتكب أخطاءquot;.
أما بخصوص الإسلاميين، فأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أنهم quot;سيحافظون على المكانة التي هم عليها الآن، ولا يتوقع أن يحققوا تقدما بالمقارنة مع الاستحقاقات السابقةquot;.

وبالنسبة للتحالفات الممكنة في حالة ما إذا تحققت هذه التوقعات، ذكر الغماري أن quot;الأصالة والمعاصرة قد يلجأ إلى التحالف مع الإسلاميين، بهدف تقوية المعارضة، خاصة أن هذا المكون السياسي انسحب من مساندة الأغلبية الحكوميةquot;، مضيفا أن quot;تجديد الثقة في الوزير الأول عباس الفاسي يشير إلى استمرار هذه الحكومة إلى غاية انتهاء ولايتهاquot;.

وقد تلعب الأحزاب الأخرى، التي تقدم بعدد مرشحين يفوق 6 آلاف دور مهم في لعبة التحالفات التي ستكون حرارتها أكثر ارتفاعا من سخونة الحملة الانتخابية التي ستشتد في الساعات المقبلة.

ويتشبث الاستقلاليون بدعم الكتلة الديمقراطية، التي تضم إلى جانبهم الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار، غير أنها قد تكون غير كافية، في حالة ما إذا قوت المعارضة تحالفاتها في المستقبل.

وتظهر حرارة المنافسة من خلال الأرقام المقدمة، اليوم الأربعاء، من قبل مدير الشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل، محمد عبد النبوي، إذ أعلن عدد الشكايات المرفوعة أمام القضاء، في إطار العملية الانتخابية لـ 12 حزيران، إلى غاية يوم أمس الثلاثاء، بلغ 900 شكاية.

وأوضح أن 186 من هذه الشكايات تم تقديمها قبل الحملة و714 بعد انطلاقها، مبرزا أنه يتم تسجيل53 شكاية يوميًا، لكن هذا الرقم يظل بعيدًا عن العدد المسجل خلال الانتحابات التشريعية 2007، إذ سجل يوميًا 220 شكاية.

وأضاف أن الهيئات القضائية بمختلف ربوع المملكة اتخذت، إلى غاية أمس الثلاثاء، قرارات بشأن 614 شكاية، أي ما يعادل 68 في المئة من مجموع الشكايات المقدمة، أما الشكايات التي توجد قيد البحث والإجراءات فيبلغ عددها 286 شكاية (32 في المئة).