quot;شغل حزب الله الشاغل تعطيل الفتنة بين الشيعة والسنةquot;
نصر الله : لا أثق بالضمانات ونريد الثلث المعطل

quot;إيلافquot; من بيروت: خرج عدد من القيادات والشخصيات السياسية اللبنانية التي إلتقاها الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصر الله في الأيام الماضية بانطباع مفاده أن الرجل غير مطمئن الى المرحلة المقبلة التي سيواجهها لبنان عموماً والحزب خصوصاً . وشرح السيد الأسباب التي حملته على رسم هذه الصورة القاتمة، فأشار بداية الى أجواء الشحن المذهبي والطائفي التي باتت تعشش في نفوس شرائح واسعة من أبناء الطائفتين السنية والشيعية، والتي ترجمت بوضوح في صناديق الإقتراع خصوصاً في المناطق ذات الغالبية السنية التي خاضت فيها المعارضة الإنتخابات مقارعة فريق 14 آذار/ مارس ومنيت بخسائر فادحة .

وأبلغ نصر الله زواره أن الأولوية بالنسبة إلى الحزب في الوقت الراهن هي عمل ما أمكن لنزع فتيل الفتنة التي تتربص بالفريقين بعدما أظهرت قابليتها للإشتعال عند أول خلاف فردي لا يلبث أن يتطور الى إشتباك مسلح داخل الشوارع والأزقة ينخرط فيه مسلحون من الطرفين , كما جرى قبل أيام في منطقة عائشة بكار في بيروت (شيعت ضحيتها زينة الميري أمس الثلثاء) .

وقال الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; لمن التقاهم إن quot;القوى الخارجية المتربصة بالحزب إنتقلت الآن على ما يبدو الى إعتماد خطتها الجديدة الطامحة الى إلحاق الهزيمة به، وذلك بعدما أخفقت في ذلك من خلال خطط سابقة بدءاً بالقرار 1559 القاضي بنزع سلاح المقاومة، وصولاً الى حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 والتي أثبتت فشلها كما أعلن صراحة تقرير لجنة فينوغرادquot;. ورأى أن الإعتماد الأساسي للخطة الجديدة المشار إليها قائم على الفتنة بين السنة والشيعة تحديداً، وهي لذلك قد تتخذ أوجهاً مختلفة . فهناك إحتمال قيام إسرائيل بعدوان جديد على لبنان على غرار ما فعلته في يوليو (تموز) 2006 . الأمر الذي قد ينعكس نقمة على quot;حزب اللهquot; لدى المتحسسين من quot;التنامي الشيعيquot; ودور الحزب والمعترضين على سلاحه أصلاً .

كما أن هناك منحى خطيراً آخر قد يعتمد للغاية نفسها يقضي بلجوء لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى التلويح بضلوع الحزب بهذه الجريمة في شكل أو في آخر، بعدما برأت سوريا منها من خلال الإفراج عن الضباط اللبنانيين الأربعة . وأشار الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; في هذا الإطار إلى أن ما نشر في مجلة quot;ديرشبيغلquot; الألمانية قبل أيام من موعد الإنتخابات اللبنانية وتحدث عن علاقة للحزب بجريمة إغتيال الحريري لم يكن وليد المصادفة بالتأكيد، بل هو مؤشر إلى ما يمكن أن تقوم به لجنة التحقيق الدولية في المرحلة المقبلة . وكشف في السياق أنه سمع من رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط تأكيداً على أن لجنة التحقيق المذكورة مسيسة. وقال إنه في كلتا الحالتين، أي الحرب على لبنان أو إتهام quot;حزب اللهquot; بجريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ، تطل الفتنة برأسها . ولفت إلى أن توقيت إعتماد أي من الإتجاهين لن يتعدى السنة الواحدة . من هذا المنطلق يركز الحزب على التنبه لما يعد له وللبنان، وضرورة إتخاذ كل الإجراءات لتعطيله ومواجهته .

وبالإنتقال الى موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، فإن القيادات والشخصيات السياسية التي اجتمع بها نصر الله قبل أيام تنقل عنه رفض إقتراح الضمانات الذي تقدم به الرئيس المكلف سعد الحريري والمتعلق بسلاح المقاومة، عازياً ذلك الى quot;القرار الشهيرquot; الذي إتخذته حكومة الرئيس فؤاد السنيورة السابقة (قبل إتفاق الدوحة) في الخامس من أيار/ مايو 2008 وأعلنت فيه عزمها على وضع يدها على شبكة الإتصالات الخاصة بـquot;حزب اللهquot; على رغم إقرار بيانها الوزاري بشرعية سلاح المقاومة، وما نجم عن هذا القرار من أحداث وإضطرابات أمنية في بيروت رفعت نسبة ارتياب السنة من الشيعة .

وفهم من كلام الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; تمسكه بمطلب الثلث الضامن ndash; المعطل في الحكومة المنوي تشكيلها، من دون أن يوصد الباب أمام خيار الحصول على هذا الثلث في شكل غير مباشر، أي من خلال إعطاء المعارضة عشرة مقاعد وزارية (في حال كانت الحكومة ثلاثينية) والقبول بتسميتها من يشغل المقعد الحادي عشر، على أن يضم الى حصة رئيس الجمهورية .