انتقد موقف البطريرك الماروني عشية الإنتخابات اللبنانية
نصرالله : نتائج الإقتراع أكدت أننا الغالبية الشعبية

quot;إيلافquot; من بيروت: رأى الأمين العام لـ quot;حزب اللهquot; السيد حسن نصر الله ان الإنتخابات أنتجت غالبية نيابية من جهة وغالبية شعبية من جهة، وعزا إخفاق قوى المعارضة في نيل الغالبية إلى شراء الأصوات واستقدام المغتربين في شكل حاسم في بعض الدوائر، ورد على الحملات التي تناولت الحزب خلال الحملات الإنتخابية متوقفا عند مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وتحذيره من الخطر على الكيان اللبناني. وأعلن تأييد ترشيح الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب ، قائلاً إن من حق الغالبية تسمية رئيس الحكومة. وقال إن مشاركة quot;حزب اللهquot; او عدم مشاركته في الحكومة العتيدة quot;مرهون بما سنسمع من افكار او يعرض عليناquot; ، متمنيا quot;أن يصبح موضوع سلاح المقاومة خارج التداول السياسي والإعلاميquot;.

أطل نصرالله عبر شاشة قناة quot;المنارquot; مساء الأربعاء في احتفال في quot;مجمع سيد الشهداءquot; في الرويس في ضاحية بيروت في اطار تكريم الماكينات الانتخابية في مناطق بيروت والجبل والشمال، وبدأ كلمته متحدثا عن الإنتخابات ، فقال ان الهدف لم يكن زيادة نواب الحزب بل العمل على ان تحصل المعارضة على اغلبية يمكنها من تنفيذ مشروع اصلاحي كبير. وقال ان هذا الهدف لم يتحقق ولم ينجز. ونفى السيد نصر الله ان يكون حزب الله لم يسع لفوز المعارضة. وقال: quot;ان هذا كلام غير صحيح، مؤكدا ان حزب الله امن بهذا الهدف وعمل له بكل جدية واخلاص وبذل اقضى جهد ممكن من اجل تحقيق هذا الهدف لكن هناك عوامل عديدة ادت الى ان تكون النتائج مختلفة. ما زلنا حيث نحن ولم نتغير .

وقال: لا اخفي اننا كنا متهيبين من الفوز لانه يعني تحمل مسؤوليات كبيرة ومواجهة تحديات كبيرة لأننا سنكون معنيين بتنفيذ وعودنا وسنتحمل ولكن هذا لم يؤثر على ادائنا . وعندما ظهرت النتائج لم نهتز لأننا اعتبرنا الانتخابات محطة على طريق طويل وليست نهاية العالم، ولكن اشار الى انه من الطبيعي ان من يبذل جهدا كبيرا وله هدف وطني كبير ولم يحقق الهدف فطبيعي ان quot;يزعلquot; لكن الاحباط والشعور بالوهن والضعف شيء اخر ونحن ما زلنا حيث نحن وما زلنا حيث كنا ولم يتغير لدينا شيء.

وأضاف ان quot;الفريق الاخر في الحملة الانتخابية لم يتردد لكي ليكسب بعض الاصوات او يربح الانتخابات بالكذب او التضليل او الافتراء ونحن لم نفعل ذلك. واشار الى ان المعارضة تحولت تدريجيا من الخطاب الهجومي الى الخطاب الدفاعي لان الاجواء اصبحت تمطر اكاذيبquot;.
موقف البطريرك وعلق نصر الله على تحذير البطريرك الماروني قبيل الانتخابات من التهديد الذي سيطال الكيان اللبناني بالقول : quot;ما قاله البطريرك صفير عن ان فوز المعارضة في الانتخابات يهدد الكيان اللبناني ويهدد الوجه العربي للبنان هو اخطر من التكليف الشرعيquot;. واضاف quot;هو في بكركي (مقر البطركية المارونية شمال شرق بيروت) منذ الثمانينات ورغم كل الحروب التي شنتها اسرائيل على لبنان ورغم كل مجازرها (...) لم يتكلم مرة عن تهديد الكيان اللبناني. هل كل ما قامت به اسرائيل وما قاله نتانياهو (رئيس وزرائها) مؤخرا لم يكن يستدعي الكلام عن تهديد الكيان اللبناني؟quot;.واعتبر ان كلام البطريرك صفير عن تهديد الوجه العربي للبنان يعني بطريقة غير مباشرة ايران لا سوريا quot;العربيةquot; اللتين تدعمان قوى 8 اذار/ مارس. وقال quot;قد تكون ايران المقصودة واقول ايران ليس فيها حضارة فارسية وانما حضارة اسلاميةquot;.

وكان البطريرك الماروني قد حذر عشية الانتخابات من وجود quot;تهديد للكيان اللبنانيquot;، وقال في اقوى موقف له منذ بدء حملة الانتخابات النيابية quot;اننا اليوم امام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية، وهذا خطر يجب التنبه لهquot;، مضيفا quot;الواجب يقضي علينا ان نكون واعين لما يدبر لنا من مكائد، ونحبط المساعي الحثيثة التي ستغير، اذا نجحت، وجه بلدناquot;.

كما انتقد نصر الله تهجم بعض قيادات قوى 14 اذار المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة ووسائل اعلامها على quot;ولاية الفقيهquot; المتبعة في ايران والتي يلتزم بها حزب الله.

وقال quot;ولاية الفقيه جزء من معتقدنا الديني والاساءة اليه اساءة الى معتقدنا الدينيquot;، مذكرا بان quot;الدستور اللبناني يكفل حرية المعتقد الديني، ولا يحق لطرف الاساءة الى المعتقد الديني للطرف الاخرquot;.

وعن quot;الخطاب التهويلي من فوز المعارضةquot; قال : اذا كان كل ما قلتموه قبل الانتخابات ليس صحيحا نضمه الى ملف طواحين الكذب والتضليل والتزوير واذا كان صحيحا فهذا يعني ان اميركا والغرب والخارج وكل الدول التي استخدمت للضغط لا تحترم ارادة الشعب لذلك اتت تهول عليه وتهدده وترهبه لتاخذ صوته باتجاه اخر، واشار الى ان كثيرا من اللبنانيين لم ياخذوا بهذا الترهيب لكن شريحة اخرى اخذت بهذا الترهيب ولا شك بذلك. واكد انه لم تحصل انتخابات تحت ترهيب السلاح بل تحت ترهيب اميركي واسرائيلي وغربي وعربي لفرض خيارات على الناخب اللبناني قد لا تعبر بالضرورة عن ارادته الحقيقية.

تأثير المغتربين كان حاسما

وراى ان موضوع المغتربين كان عاملا مؤثرا جدا وحاسما في بعض الدوائر الانتخابية.وقال ان ما غير الامر كله هي دائرة زحلة والفريق الاخر ركز عليها جدا.وقال الموالاة والمعارضة اتت بمغتربين لكن لا تكافؤ فرص بسبب القدرات المالية. واكد ان الوقائع تؤكد ما ذكر في مجلة نيوزويك عن دفع 750 مليون دولار في الانتخابات.

وتحدث عن شراء الاصوات الذي حصل في الانتخابات مشيرا الى وجود شهود على دفع 2000 و3000 دولار للصوت الانتخابي، واشار الى انه في زحلة تم دفع 500 دولار مقابل حجز بطاقات الهوية ، متسائلا هل هذا يعبر عن ارادة الناخبين الحقيقية؟

وأضاف أن التحريض الطائفي والمذهبي والعنصري كان له تاثير كبير في الانتخابات واشار الى بعضه للاسف لا زال بعد الانتخابات. واعتبر ان اخطر امر موجود في البلد هو التحريض الطائفي والمذهبي لأنه يفتح جراحات تاريخية لا يسهل تضميدها وياخذنا لعصبيات عمياء. واذ دق سماحته ناقوس الخطر في هذا المجال اكد انه بالنسبه لنا من له ملاحظة ان لدينا خطاب طائفي ومذهبي وعنصري فليحاسبنا عليه مؤكدا اننا لم نقدم هكذا خطاب واننا لم نكن بحاجة لهكذا خطاب لأننا لسنا ضعافا. ولفت الى ان اكثر شريحتين تم استهدافهما بهذا الخطاب هما الشيعة والارمن.

الناخب الشيعي

واكد ان الناخب الشيعي اتى للانتخابات ليعبر عن قناعته ولم يات دون تفكير او بالتكليف الشرعي لافتا الى ان هذه القواعد وهذا الجمهور لم يكونوا بحاجة الى خطاب بالتكليف الشرعي ولا بالتحريض المذهبي بل كان بذهنهم ما يمكن ان تقدم المعارضة للبلد اضافة الى الوفاء لكل من وقف معنا، وكذلك كان تصويت الشيعة تعبيرا عن المزاج والذي كان الاسرائيلي مهتما ليعرفه بعد ما جرى بحرب تموز. واشار الى ان هؤلاء الناخبين اكدوا بحجم تصويتهم ان عقلهم وقلبهم ودينهم ما زال هو المقاومة وهذه هي الرسالة الاقوى من الناخبين الشيعة.

واذ اكد اننا حاضرون ان نناقش حول الاستراتيجية الدفاعية اضاف : لكن لمن يبحث عن ضمانات وطمانينة وعناصر القوة، فالضمانة هو انتم (الشعب). وقال لا قلق على المقاومة في لبنان طالما انتم عقلها وقلبها ودمها.

وفي الجانب التقني اكد ان ماكينات حزب الله التي تضم عناصر من كل الطوائف عملت بقوة وكل جهد، مضيفا لكنني لا استطيع ان اقيم ماكينات حلفائنا. واشار الى ان استطلاع الراي لم تاخذ بعين الاعتبار اراء المغتربين لذلك نلاحظ في الدوائر التي لم يستقدم اليها مغتربون ان النتائج كانت منسجمة مع استطلاعات الراي.

ولفت الى ان قيادة المعارضة وماكيناتها لم تبن اداءها ونشاطها على ضوء استطلاعات الراي وقد كنا نحتمل ضمنا الخسارة. واعتبر ان الكلام عن فوز المعارضة بهذا الاسلوب المطمئن اثر سلبا لما اتت النتيجة غير مطابقة ، واضاف من الممكن ايضا ان تكون ارتكبت بعض الاخطاء الاعلامية لكن حتى لو جمعنا هذه الاخطاء ما كانت لتغير نتائج الانتخابات بل الاسباب التي ذكرت.

المعارضة صمدت امام حرب عالمية واثبتت اكثريتها الشعبية

وفي النتائج اشار السيد نصر الله الى ان المعارضة لم تربح الاغلبية النيابية ولكن لم تخسر موقعها بل حافظت وصمدت امام حرب عالمية حقيقية.وقال :quot; بعدما تبين مما استخدم في الانتخابات خصوصا في جبل لبنان يجب على الناس ان يشكروا الله كثيرا ان المعارضة صمدت وحافظت على موقعها. واكد ان المعارضة اثبتت حضورها الوطني في جميع الطوائف والمناطق مسيحيا وسنيا ودرزيا مشددا على ان المعارضة اليوم امام حجم وطني حقيقي يمكن التاسيس عليه وخدمة المشروع الذي عملنا له.
وفي الحجم الشعبي اكد انه كيفما حسبنا اجزم لكم بشكل قاطع ان نتيجة التصويت في صناديق 7 حزيران اكدت ان المعارضة هي الاكثرية الشعبية في لبنان، وهم الاغلبية النيابية الحقيقية حتى تظهر نتائج الطعون.
المرحلة المقبلة
وعن المرحلة المقبلة حدد النقاط الآتية :
quot;-الحرص على تحالفاتنا وعلاقتنا مع جميع قوى المعارضة بدون استثناء والتاكيد على استمرارية هذا التحالف ايا يكن موقع المعارضة في المرحلة المقبلة واننا سوف نبقى اوفياء لحلفائنا والى جانبهم وكل ما يقال حول حسابات وضمانات ووعود يبقى تحت هذا السقف.
-مرشحنا في حزب الله لرئاسة المجلس النيابي هو الرئيس نبيه بري
-من حق الاغلبية النيابية ان تسمي رئيس الحكومة
-مشاركتنا او عدم مشاركتنا كحزب الله في الحكومة مرهونة بما سنسمع من افكار او يعرض علينا من طروحات
-سنطالب الاغلبية بوفائها بوعودها التي اطلقتها في الحملة الانتخابية ومن اهم وظائف كتلة الوفاء للمقاومة كنواب وحزب الله كحركة سياسية ان نلاحق الاغلبية النيابية للوفاء بوعودنا
-نحن سنفي بوعودنا في اي موقع كنا وسنعمل على انجازه قدر طاقتنا
-سنتابع مع حلفائنا الجوانب القانونية في بعض الدوائر خاصة دائرة زحلة
-بموضوع طاولة الحوار قلنا قبل الانتخابات ولا نغير بعدها اننا سنواصل المشاركة في طاولة الحوار وسنرى ما هي المعايير التي ستعتمد للمشاركة وانا امل ان يكون سلاح المقاومة بات خارج الاستهلاك الاعلامي والسياسي
-سنطالب من الان وفي الحكومة المقبلة اذا كنا فيها او خارجها برد وطني لبناني على خطاب نتانياهو، على خطاب شطب فلسطين والقضية الفلسطينية والكرامة العربية وتهديد كل المحيط العربي وهذا يحتاج خطة مواجهة، واكد سماحته هنا ان خطاب نتانياهو كشف الخديعة الاميركية والتي ستقول ان نتانياهو متشدد وقد ضغطنا ولكن بالنهاية هذذا ما حصلنا عليه واقبلوا يا عرب والا فلا شيء ستحصلون عليه. واكد ان هناك مخططا وادارة واحدة اميركية واسرائيلية وتوزيع ادوار لخداع العرب الذي خدعوا كثيرا ويمكن ان يخدعوا مجددا لكن الشعوب لن تخدع. وطالب بخطة و طنية لمواجهة مخطط التوطين والتهجير وخطاب نتانياهوquot;.