احد الانفاق على الحدود المصرية الاسرائيلية تنتشر في شوارع غزة أنواع من السيارات الحديثة بعد أكثر من ثلاث سنوات منعت خلالها إسرائيل دخول تلك السيارات. وكان الفلسطينيون يعتمدون،إضافة إلى دخول السيارات من الجانب الإسرائيلي بشكل مباشر، على دخول كميات كبيرة من السيارات المسروقة من المستوطنات الإسرائيلية التي كانت مقامة فوق أراضٍ في قطاع غزة، قبل أن تنسحب إسرائيل منها عام 1995م. وعلق الفلسطينيون آمالاً كبيرة بعد تسريب أنباء عن إنهاء قضية تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، تسمح بعدها الأخيرة بدخول السيارات.

غزة: لم يعد بوسع أبو إبراهيم، صاحب محل ملابس من غزة، الإنتظار إلى وقتٍ غير معلوم وشراء سيارة فارهة بطريقة تقليدية، في وقت لا زالت إسرائيل تمنع دخول سيارات إلى غزة كما السابق. وبدأ أبو إبراهيم في البحث عن سيارة موديل حديث ليتمكن من زيارة أقاربه في عيد الفطر المبارك، لكنه لم يجد ما يناسب أمواله التي يوفرها لتلك السيارة، مما اضطره لشراء سيارة كانت قد دخلت إلى غزة من نفق يمتد بين الحدود المصرية الفلسطينية.

ويقول أبو إبراهيم لإيلاف quot;إشتريت سيارة من نوع كاديلاك أميركية الصنع، بسعر 22 ألف دولار، لكنني بحاجة إلى ترخيصها بشكل رسمي ودفع بديل عن ضريبة دخولها لغزة، بما يقارب 8 آلاف دولارquot;.

وعلق الفلسطينيون آمالاً كبيرة بعد تسريب أنباء عن إنهاء قضية تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، تسمح بعدها الأخيرة بدخول السيارات كما كانت تفعل قبل ثلاث سنوات، منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في أيدي ثلاث فصائل فلسطينية بما فيهم حركة حماس. لكن آمالهم خابت ، فلجأ العديد منهم لشراء سيارات بأثمان باهظة، وصلت في غالبها لثلاث أضعاف سعرها الطبيعي.

وقال خالد عبد القادر إنه اشترى سيارة فولوكس واجن صغيرة بمبلغ 15 ألف دولار. وأضاف لـquot;إيلافquot;: quot;كان سعرها لا يتجاوز الـ 5 الاف دولار قبل ثلاثة سنوات، لكنها الآن تباع بثلاثة أضعاف سعرها، وقد أبيعها لو دفعوا فيها سعر أكبرquot;.

وأكد عبد القادر أنه أشترى سيارته قبل العيد، ليتمكن هو وأسرته من قضاء فترة العيد دون عناء المواصلات. وقال quot;تعودت على السيارة، كأنها جزء أساسي من حياتي، لقد كانت عندي سيارة وبعتها بسعر ممتاز جدًا بعد إشاعة كبيرة عمت شوارع قطاع غزة بقرب إنهاء قضية شاليط، وأن إسرائيل ستسمح بعدها بدخول السيارات، لكنني سأنتظر كثيرًا حتى تنتهي تلك الصفقةquot;.

ويأتي الفلسطينيون بالسيارات الحديثة من مصر إلى مكان قريب من مدينة العريش، حسب قول محمود، صاحب نفق في مدينة رفح الفلسطينية. وأضاف لـ quot;إيلافquot;: quot;يتم تقطيعها إلى نصفين في الغالب، ونوافق على دخولها النفق بمبلغ 2000 دولار، ثم تذهب مباشرة إلى ورش خاصة لتجميعها وإعادتها من جديد، فتباع بضعف المبلغ الذي دفعت مقابلهاquot;.

وبدت شوارع غزة منتشرة بأنواع من السيارات الحديثة بعد أكثر من ثلاث سنوات منعت خلالها إسرائيل دخول تلك السيارات. وكان الفلسطينيون يعتمدون،إضافة إلى دخول السيارات من الجانب الإسرائيلي بشكل مباشر، يعتمدون على دخول كميات كبيرة من السيارات المسروقة من المستوطنات الإسرائيلية التي كانت مقامة فوق أراضي في قطاع غزة، قبل أن تنسحب إسرائيل منها عام 1995م.

وأكد أحد أصحاب الأنفاق لإيلاف، فضل عدم الكشف عن إسمه، أن حماس قررت منع دخول تلك السيارات، بعد ورود أنباء عن سرقة عدد من السيارات التي تدخل الأنفاق، من المصريين أنفسهم، الأمر الذي قررت حماس إنهاء تلك الظاهرة. وقال الرجل الذي يبدو في الأربعين من عمره، أن حماس فرضت غرامة مالية عالية جدًا، وصلت لأكثر من 10 آلاف دولار، في حال تبين أن صاحب نفق أدخل سيارة من عنده.

ويعرض عاطف القصاص، تاجر سيارات من قطاع غزة، عدد من السيارات الحديثة. وقال لإيلاف quot;لا نبيع يوميًا، لكننا نصطاد الزبون الثري ونبيعه سيارة حديثة، نربح من ورائها الاف الدولارات، وهذا يعتبر أمر جيدquot;. وأضاف quot;صحيح أن السيارات القديمة أو المستخدمة، هي الدارجة في شوارع غزة، لكن أيضًا لسوق السيارات الحديثة أناسها وزبائنها، وهناك الآلاف من الشباب يفضلون ركوب تلك السيارات الفارهةquot;. وتدب الحياة في قطاع غزة رغم أنها محاصرة رسميًا، لكن للأعياد والمناسبات خواص وفرحة، يتطلع الكثيرون لتحقيقها.