وزير خارجية السودان
إيلاف&- نبيل شرف الدين: أكد السودان أمس على لسان وزير خارجيته مصطفى عثمان اسماعيل انه يتعاون في الحملة التي تشنها الولايات المتحدة لتعقب مدبري الهجمات الانتحارية ، وقال اسماعيل إن الخرطوم زودت السلطات الأميركية بمعلومات حول أنشطة أسامة بن لادن وجماعته وصلاتهم بـ "بنك الشمال الإسلامي"، وأضاف نحن نتعاون من اجل مكافحة الارهاب لاننا انفسنا صرنا نتأذى من هذا الإرهاب هذا التعاون تضبطه نظم ولوائح خاصة بالسودان.
من جانبها أعلنت الادارة الأميركية عن تقديرها البالغ للمساعدة التي قدمتها لها الحكومة السودانية في حملتها الحالية ضد الارهاب مؤكدة ان سلطات الخرطوم اعتقلت متطرفين يشتبه بأن لهم صلة بالارهاب الدولي واعطت واشنطن معلومات بشأن أنشطتهم ، وتقول مصادر دبلوماسية عربية أن فريقاً من محققي مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية يزور السودان منذ عشرة أيام في إطار مهمة أمنية تتعلق بمعلومات الأصوليين الذين كانوا قد اتخذوا من السودان في وقت من الأوقات ملاذاً آمناً خاصة إبان وجود حسن الترابي في موقعه بالسلطة .
وكانت السلطات السودانية طردت أسامة بن لادن من أراضيها عام 1996 غير ان الولايات المتحدة قصفت مصنع الشفاء للأدوية في مدينة الخرطوم بحري توأمة العاصمة السودانية في أعقاب تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998 بزعم ان المصنع ينتج أسلحة كيميائية لصالح بن لادن .
وورد في تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن الإرهاب لسنة 2000 إن السودان كان ملاذا آمنا لأتباع بن لادن، ولايزال يأوي أعضاء من حزب الله اللبناني وحركتي الجهاد الإسلامي والجماعة الاسلامية المصريتين وحركتي الجهاد الإسلامي و حماس الفلسطينيتين .
وقال ان الجماعة الاسلامية هي الوحيدة التي لها شبكة دولية من بين الجماعات التي تستخدم السودان قاعدة لها· وأضاف ان لها روابط وثيقة أيضا بتنظيم القاعدة·
وقد اعترفت مصادر أميركية بأن السلطات السودانية اعتقلت متطرفين يشتبه بأن لهم صلة بالإرهاب في السودان وقدمت للولايات المتحدة معلومات بشأنهم كما تتعاون معها منذ منتصف العام الماضي في هذا المجال، وأوضحت ان رفع العقوبات الأميركية المنفردة على السودان وحذف اسمه من قائمة واشنطن للدول الداعمة للارهاب يتطلبان المزيد من التعاون والاستجابة الكاملة لشروط الإدارة الأميركية رغم ان المكافأة الأولى كانت عدم الاعتراض على قرار مجلس الأمن الدولي برفع عقوبات الأمم المتحدة عن السودان .
وكشف وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان أن التعاون الأمني السوداني - الأميركي قائم منذ 18 شهرا وقال نحن نتعاون من اجل مكافحة الارهاب لأننا أنفسنا صرنا نتأذى من هذا الارهاب·· هذا التعاون تضبطه نظم ولوائح خاصة بالسودان تؤكد ان المقاومة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي ليست ارهابا وان مكافحة الارهاب يجب أن تتم في اطار الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وذكر ان الخرطوم قدمت للسلطات الأميركية معلومات تنفي مزاعم في الولايات المتحدة عن اسهام أسامة بن لادن في تأسيس بنك الشمال الإسلامي السوداني وشركة الصمغ العربي الحكومية السودانية، واعتبر ان التعاون الأمني ليس وليد الحملة الأميركية لتشكيل تحالف دولي ضد الارهاب بعد التفجيرات الارهابية الاخيرة في نيويورك وواشنطن .
وفي اوتاوا رفضت وزارة الخارجية الكندية التعليق على تقرير منسوب للاستخبارات الكندية يؤكد ان الحكومة السودانية سمحت لسفارتها في عام 1998 بأن تساعد في جمع الأموال لأسامة بن لادن ، وكتبت صحيفة اوتاوا سيتيزن ان وثائق جهاز الاستخبارات الكندي التي قدمت الى المحكمة الاتحادية اشارت الى ان المصري أيمن الظواهري المقرب من بن لادن سعى الى نيل دعم الزعماء الإسلاميين السودانيين لجمع الأموال لصالح المنظمات الارهابية .
واضافت ان هؤلاء المسؤولين السودانيين اعطوا الضوء الأخضر كي تتم الاستعانة بالموظفين الدبلوماسيين في السفارات السودانية في نيويورك ولندن وروما ووافقوا ايضا على منح جوازات سفر دبلوماسية سودانية للمتطرفين بغية تسهيل تحركاتهم .
وأعلنت واشنطن من جهة ثانية انها لاتنوي في الوقت الراهن سحب اسم السودان من لائحتها للدول الداعمة للارهاب، ولا رفع العقوبات الأميركية، مشيرة الى انه مازال يتعين على الخرطوم تحقيق مزيد من التقدم في مجال احترام حقوق الإنسان ، وعدم إيواء العناصر الإرهابية .
&