&
فداء عيتاني: ينشر الاثنين البنك الدولي تقديراته بالنسبة للنمو الاجمالي لمختلف المناطق الاقتصادية، هذه التقديرات ستلحظ التحولات الكبرى الناشئة في الاقتصاديات
لاجئون افغان
من جراء الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة، اضف إلى انها، وان كانت عاجزة عن تحديد كافة التحولات والتأثيرات، فانها ستلحظ بالتأكيد التباطؤ الاقتصادي، الذي سيتحول إلى ركود نهائيا بحسب التعريف المتفق عليه للركود.
إذا ومنذ مطلع العام المقبل سنعيش في الركود، ولكنه ركود بوجهين، سيكون ركودا في الإنفاق والصناعات في الدول الصناعية الرئيسية في العالم، وسيكون فقرا مدقعا في باقي انحاء العالم، وما يثير الانتباه هو تلك الدراسات التي تربط ما بين التشدد بمختلف اتجاهاته وما بين الفقر المادي، حيث تجد الافكار الراديكالية ارضا خصبة في المناطق الاقتصادية الافقر، وهي تكاد ان تكون ترفا أو دفاعا عن شرائح صغيرة في الدول الاكثر غنى، وحين نقرأ أرقام التباطؤ الأميركي مباشرة قبل الاعتداءات ونقرأ التوقعات للدول الفقيرة ما بعد الضربة يمكننا التكهن بان ردات فعل الدول الفقيرة لن تكون سهلة وانفعالات الفقراء والمهددون بالمجاعات والامراض لن تكون مليئة بمشاعر الصداقة، ان مجرد قراءة سريعة للأرقام تشير إلى ان الحقد سيزداد، فسواء أكان من هاجم الولايات المتحدة متشددون دينيون أم إرهابيون يكرهون الحرية بحسب تعبير الرئيس الأميركي جورج بوش، فان الأرقام، وحال وصولها إلى الدول والشرائح الفقيرة ستثير كراهية فعلية لمن يمتلك قدرة استهلاكية فعلية في العالم.
وفي الولايات المتحدة أظهر مسح للاتحاد الوطني لمديري المشتريات ان نشاط الصناعات التحويلية بالولايات المتحدة انكمش في أيلول (سبتمبر) للشهر الرابع عشر على التوالي.
وهذا المسح لا يعكس على الأرجح بشكل كامل الأثر الاقتصادي للهجمات على نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) الماضي.
وقال الاتحاد الوطني لمديري المشتريات الاثنين ان مؤشره الشهري انزلق إلى 47.0 نقطة في أيلول (سبتمبر) بعد ان قفز لأعلى مستوى في تسعة اشهر وهو 47.9 نقطة في آب (أغسطس) مما أحيا أمالا في أن القطاع الذي يعاني من أسوأ تدهور منذ ركود العام 1991 - 1990 ينتعش.
ويدل انخفاض المؤشر إلى ما دون 50 نقطة على ان الصناعات التحويلية التي تمثل قرابة سدس الاقتصاد الشامل تنكمش. ومؤشر الاتحاد الوطني لمديري المشتريات اقل من هذا المستوى منذ آب (أغسطس)2000.
لكن المؤشر ما زال أعلى بقوة من أدنى انخفاض له خلال عشر سنوات وهو 41.2 في كانون الثاني (يناير).
واظهر تقرير أيلول (سبتمبر) ان أوامر الطلبيات الجديدة وانتاج المصانع ارتفعا للشهر الثاني على التوالي على الرغم من تباطؤهما عما كانا عليه في آب (أغسطس).
وقال الاتحاد الوطني لمديري المشتريات ان بعض من شملهم المسح أشاروا إلى ان الوقت لا يزال مبكرا جدا لتحديد آثار هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) بشكل كامل.
ومن ناحية أخرى قالت الحكومة الأميركية الاثنين ان إنفاق المستهلكين نما نموا طفيفا في آب (أغسطس) الماضي بينما استمر نمو الدخل القابل للصرف بفضل رد ضرائب.
ونما الإنفاق وهو من دعائم الاقتصاد المتباطئ بنسبة0.2 بالمائة إلى 7.103 تريليون دولار مقارنة مع نسبة 0.2 بالمائة بعد التعديل في تموز (يوليو). ومن المتوقع ان يسجل الإنفاق هبوطا اثر الهجمات على الولايات المتحدة في أيلول (سبتمبر).
وقالت وزارة التجارة ان حجم الدخل الشخصي لم يتغير في شهر آب (أغسطس) عند 8.784 تريليون دولار بعد ان سجل زيادة 0.5 بالمائة في تموز (يوليو).
وجاء رقم الدخل اقل من التوقعات إذ تنبأ اقتصاديون في استطلاع أجرته وكالة رويترز ان ينمو الدخل بنسبة0.3 بالمائة وينمو الاستهلاك الشخصي بنفس النسبة.
وبلغ معدل المدخرات الشخصية الذي يقيس المدخرات كنسبة من الدخل القابل للصرف 4.1 بالمائة وهي أعلى نسبة منذ ان سجل 4.5 بالمائة في نوفمبر تشرين الثاني 1998.
وقالت وزارة التجارة ان معدل الادخار دعمته عوامل خاصة مثل خفض الضرائب.
وأعلن رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون بالمقابل لصحيفة "انترناشيونال هيرالد تريبيون" اليوم الاثنين ان البنك يتوقع ان تغرق الدول الأكثر فقرا في العالم في حالة من الانكماش الاقتصادي أو ان تبقى فيها جراء اعتداءات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة.
واعتبر البنك الدولي أيضا ان متوسط النمو الاقتصادي في الدول الصناعية سيكون محدودا من جهة أخرى بما نسبته 0.95% من إجمالي الناتج الداخلي في العام 2001.
وسينشر البنك الدولي هذه التقديرات اليوم الاثنين في تقرير خاص حول النتائج الاقتصادية لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) التي استهدفت الولايات المتحدة.
واوضح ولفنسون ان الانكماش الاقتصادي في الدول الفقيرة سيكون نتيجة تراجع كبير في حجم الصادرات والسياحة واسعار المواد الأولية والاستثمارات.
ونقلت الصحيفة عن رئيس البنك الدولي قوله "هناك صلة واضحة جدا بين تدهور النشاط الاقتصادي" من جهة وبين "وفيات الأطفال والفقر" من جهة أخرى.
وقال "نتوقع ان يزداد عدد وفيات الأطفال في العالم بما بين 20 إلى 40 ألف طفل وسيحكم على حوالي عشرة ملايين شخص بالعيش دون عتبة الفقر بمعدل دولار واحد في اليوم بسبب الاعتداءات الإرهابية".