&&&&&&&&&&&&&&&&&& عثمان ميرغني
الهجوم على الكنيسة في باكستان مطلع هذا الاسبوع يؤكد مرة اخرى اهمية ان يتحرك المسلمون لادانة الجرائم التي ترتكبها قلة متطرفة وتشوه بها صورة الاسلام. وادانة هذا الهجوم لا تقل اهمية عن ادانة الارهاب الذي استهدف نيويورك وواشنطن الشهر الماضي ووضع الاسلام والمسلمين في محنة. فحادث الاعتداء على الكنيسة في باكستان يستأهل الادانة لأن الاسلام يحترم كل الأديان السماوية، والمسيحية منها، ولأن الاسلام يحفظ للأقليات حقوقها وكرامتها، مثلما انه يمنع الاعتداء ويحرم قتل الناس هكذا.
ومسيحيو باكستان يجب ان يتمتعوا بحقوقهم في ظل حماية المسلمين، والا كيف يمكن ان نطلب من الآخرين ان يحفظوا ويراعوا حقوق المسلمين في الدول التي يشكلون فيها أقليات، سواء كان ذلك في اميركا او اوروبا او آسيا او حتى افريقيا.
ان الاسلام يعلمنا ان نحفظ لأهل الكتاب حقوقهم، وان نكون في ذلك قدوة حسنة للآخرين. وأبسط ما يمكن فعله بعد الهجوم على الكنيسة في باكستان هو المجاهرة بادانة هذه الجرائم التي ترتكب زورا باسم الاسلام، لكي نوضح اننا لا نتفق معها، ولكي نقول انها لا تتفق مع ديننا السمح، وايضا لكي نذود عن الاسلام في مواجهة اولئك الذين يسيئون اليه ويستخدمونه في اعمال لا يقرها الشرع ولا الضمير الانساني.
ان مثل هذه الجريمة التي وقعت في باكستان، لو كانت حدثت في بلد مسيحي مثلا، وكان الضحايا من المسلمين لكنا سارعنا بالادانة، وعبرنا عن الاستهجان للجريمة، ولطالبنا بملاحقة الجناة والاقتصاص منهم. ولكي لا نكون من اولئك الذين يكيلون بمكيالين، او الذين يعانون من انفصام المبادئ، فان الواجب يدعونا لأن ندين بنفس القوة والحزم جريمة قتل المسيحيين في باكستان، وهي جريمة يزيد من بشاعتها ووطأتها انها حدثت داخل دار للعبادة، مع ان دور العبادة لها مكانتها وحرمتها.
ان الاسلام يواجه الآن امتحانا يستوجب من جموع المسلمين ان ينحازوا الى جانب الحق، وان يدافعوا عن دينهم في مواجهة قلة متطرفة تسعى لاختطافه، وتشويه صورته وسماحته، والاساءة الى غالبية المسلمين المسالمين. فهذه القلة لا تخوض حربا ضد اميركا فحسب، بل تخوض حربا ضد مبادئ الاسلام ذاته كدين يحترم ديانات اهل الكتاب، ويمنع قتل الناس من دون جرم ارتكبوه. والذين يرتكبون مثل هذه الأعمال يخدمون اعداء الاسلام، ويسيئون لعامة المسلمين، ويشوهون صورة دينهم.
ان السكوت على مثل هذه الجرائم لم يكن أبدا مقبولا، والمجاهرة بالادانة اليوم مطلوبة اكثر من اي وقت مضى، اذا أردنا ان نعيد للاسلام صورته المضيئة، ونمنع اختطافه من قبل أقلية متطرفة تسيء اليه، والينا. (عن "الشرق الاوسط" اللندنية)
&
التعليقات