&
ما ان بدأت حرب أفغانستان حتى اخذ الخبراء يتحدثون عن أرقام "مروعة" لإحدى اضخم الورشات في التاريخ لاعادة اعمار بلد بعد سقوط نظام طالبان، هذا إذا سقط.
يعمل البنك الآسيوي للتنمية على وضع استراتيجية للنهوض ببلد دمرته نزاعات متعاقبة. وقد بدأ البنك يبحث احتمال تشكيل "صندوق اتحادي" يضم المؤسسات الدولية والدول المانحة ويوضع تحت إشراف المؤسسة المالية الآسيوية وفق ما أعلن رئيس مجلس إدارتها تاداو تشينو.
واوضح تشينو ان "أية أموال لم تستثمر خلال السنوات العشرين الماضية من اجل الإعمار. لم نفعل سوى التدمير". واشار إلى كارثة الاحتلال السوفيتي الذي استمر عشر سنوات، تلتها عشر سنوات من الحرب الأهلية.
وقال تشينو مبديا اسفه ان "بعض المؤشرات الاجتماعية سيئة للغاية".
واوضح "أصبت بصدمة حين رأيت ان نسبة الوفيات بين الأطفال تصل إلى 149 من اصل ألف، وهي أعلى نسبة في العالم".
وتابع ان "معدل الحياة لا يتعدى 47 عاما للرجال و45 عاما للنساء. فقط 32% من البالغين تعلموا القراءة والكتابة و6% فقط من السكان يحصلون على مياه الشرب".
ورأى تشينو ان الوقت مبكر جدا لتقدير كلفة إعادة بناء أفغانستان بعد شهر فقط على بدء الغارات الجوية الأميركية من اجل إرغام طالبان على تسليم الإسلامي أسامة بن لادن.
وقال دبلوماسي غربي شارك مع رئيس مجلس إدارة البنك الأسيوي للتنمية في لقاء حول أفغانستان الاثنين في إسلام أباد انه "اطلع على أرقام قد يعتبرها البعض مروعة"، رافضا الإفصاح عن مبلغ ما.
وتابع ان "المشاركين ابدوا اهتمامهم، غير ان المسألة لم تبت إطلاقا بعد. ستكون العملية اضخم من إعادة بناء كمبوديا، اضخم من كوسوفو. وستستغرق اكثر من عشرين سنة. لكن ينبغي قبل أي شيء ان تنتهي الحرب".
واستنتج اختصاصي في التنمية من ذلك ان المليار دولار من المساعدات الدولية سيتم على الأرجح توظيفه وتجاوزه في المساعدة من اجل التنمية وحدها. وعلى سبيل المقارنة، بلغت المساعدة ذاتها لكمبوديا اكثر من خمسمائة مليون دولار خلال الفترة الممتدة حتى العام 2000.
واشار تشينو إلى ان أفغانستان انضمت العام 1966 إلى البنك الآسيوي للتنمية وتلقت قروضا تقارب قيمتها مائة مليون دولار. وفي العام 1979، انقطعت العلاقات مع أفغانستان التي غرقت في الفوضى.
واعرب تشينو عن قناعته بان البنك سيتمكن في وقت ما من استئناف عملياته مع أفغانستان.
وقال ان "البنك الآسيوي للتنمية شكل فريقا خاصا يضم عشرة أشخاص ونحن في صدد الإعداد للعملية. إننا نعمل على استراتيجية لاعادة بناء أفغانستان".
وستعطى الأولوية للمجال الغذائي وللصحة العامة، وخصوصا في ما يتعلق بالنساء والأطفال. كما ان البلد بحاجة إلى نظام لمعالجة المياه، إضافة إلى مساكن للاجئين العائدين إلى البلاد والمهجرين داخل أفغانستان.
واعتبر تشينو ان "مساعدة ضخمة ستكون ضرورية على المدى المتوسط للنهوض بالبنية التحتية" من شبكة طرقات ومياه وزراعة وري.
وحين طلب منه تقدير المبلغ الإجمالي الضروري، أجاب انه "من الصعب جدا الرد على هذا السؤال".
واكتفى بالقول ان "ثمة دولة متقدمة على الأقل من أعضاء البنك الآسيوي للتنمية أبدت اهتماما كبيرا بتشكيل ما يشبه صندوقا اتحاديا".
واضاف ان البنك سيلاحق الفكرة ويتولى دورا قياديا في مثل هذه الهيئة.
(أ ف ب - تيم ويتشر)