&
القاهرة : إيلاف

خلافاً لما حدث خلال الأيام الماضية ، من ظهور أسامة بن لادن عبر شاشة فضاية "الجزيرة" ليذيع بياناته ، فقد خرج اليوم أيمن الظواهري قائد تنظيم "الجهاد" المصري، ومساعد ابن لادن، ليتلو بياناً مطولاً وصفه بأنه تعقيب على خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الذي أذاعه أمس ، وتناول الظواهري في بيانه حديثاً مستفيضاً عن القضية الفلسطينية مجدداً ، وكذب الظواهري الرئيس الأميركي بأن "القاعدة" قد دمرت، وقال بنبرة تحد أن هذه أكاذيب ، وأن هناك ضربات قادمة لم يتناولها بالتفصيل
على صعيد متصل وفي خطوة اعتبرت بمثابة "التحدي الأخير" لحركة طالبان للولايات المتحدة ، وحلفائها ، فقد كشفت مصادر وصفت بالمطلعة داخل حركة "طالبان" الحاكمة بأفغانستان لشبكة "إسلام أون لاين" وثيقة الصلة بالحركات الإسلامية والتي تبث من قطر ، أن الملا محمد عمر قائد حركة "طالبان" قد منح الجنسية الأفغانية لـ أسامة بن لادن المنزوعة عنه الجنسية السعودية قبل أعوام
&، ومساعديه من المصريين والعرب المعروفين بالأفغان العرب .
وأضافت مصادر أصولية في مصر أن ابن لادن صار وزير للدفاع في الحركة الأصولية الحاكمة في أفغانستان ، وذلك منذ قبل بداية الحرب الدائرة الآن بأيام ، وأن الحركة لم تعلن ذلك إلا بين صفوف مقاتليها على نطاق ضيق ، وخاصة في المستوى القيادي العسكري فحسب ، تمهيداً لإعلان النبأ بعد أن تنتهي الحرب ، وفقاً لتقديرات قادة "طالبان" لصالحها ، وإعلانهم عن الدور الذي سيوصف بالحاسم لأسامة بن لادن ومعاونيه في ما سيوصف مستقبلاً بالنصر الذي حققته "طالبان" على التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة .
وأضافت ذات المصادر أن مساعدي ابن لادن الذين حصلوا على الجنسية الأفغانية من بينهم "أيمن الظواهري" أمير تنظيم "الجهاد" المصري ، والقائد الأصولي "قسيم عبد الرحمن" ، والقائد التنفيذي لمنظمة القاعدة "سيف الدين أبو حافظ" ، ونائب القائد التنفيذي "محمد عاطف" وجميعهم من المصريين .
وأوضحت المصادر ذاتها أن حركة "طالبان" اتخذت هذا القرار ، لأنها رأت أنه بعد القصف الأمريكي للبلاد وقتل المئات فإن& فكرة تسليم بن لادن ومن معه إلى الولايات المتحدة أصبحت مستبعدة تماماً" ، بحسب الشبكة ذاتها .
وتعقيباً على هذه الخطوة قال مراقبون للشئون الأفغانية أنها ليست المرة الأولى التي تمنح فيها الجنسية الأفغانية لأشخاص عرب ، فقد منحها الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني لـ604 من المجاهدين العرب في خلال فترة حكمه .
واعتبر المراقبون هذا الاجراء يصنف باعتباره من "قراراً يائساً" ، من تلك القرارات التي باتت تتخذها الحركة ، وهي في النزع الأخير من حكمها ، خاصة بعد أن تمكنت قوات المعارضة الشمالية من الاستيلاء على مدينة "مزار الشريف" ، وهي بطريقها صوب العاصمة الأفغانية كابول ، وفقاً لتقارير المراقبين العسكريين على الجبهة الشمالية في أفغانستان .
جدير بالذكر أن مقاتلي حركة "طالبان" المكونة أساساً من طلاب المدارس الدينية ، كانوا قد اقتحموا العاصمة الأفغانية كابول في 27 سبتمبر أيلول من العام 1996 ، وكان أول عمل قاموا به هو اقتحام مقر الأمم المتحدة واعتقال الرئيس السابق نجيب الله ، الذي احتمى بالمقر ، وإعدامه علانية من دون محاكمة ، ثم تعليق جثته على الأشجار ، وفي الأثر هرب قادة الأفغان الى الشمال، وكان بينهم الرئيس برهان الدين رباني، ورئيس وزرائه قلب الدين حكمتيار وأحمد شاه مسعود وعبد رب الرسول سياف. وهكذا بدأت مرحلة جديدة في الحرب الأهلية الأفغانية، فأُعلنت إمارة أفغانستان الإسلامية، وأُلغيت الأحزاب وتولى الملا محمد عمر السلطة وصار أميرا للمؤمنين وبايعه الجميع ، بمن فيهم أسامة بن لادن ومعاونوه من الأفغان العرب ، الذين رفضت "طالبان" لاحقاً تسليمهم للولايات المتحدة الأميركية .

&النص الحرفي لبيان ايمن الظواهري
&
في ما يلي النص الحرفي لبيان ايمن الظواهري، الذراع اليمنى لزعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية القطرية مساء الجمعة:
&
&"باسم الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين.
&"تمادى الخطاب الذي القاه الرئيس الاميركي جورج بوش امس في تجاهل الحقائق الاساسية للصراع والتي اتفق العقلاء على انها الاسباب الرئيسية لما حدث في واشنطن ونيويورك وانتهى خطابه بتناقضات كثيرة ولكننا حرصا على الاختصار سنرد على اهمها.
&فلن نرد عليه بان المتطرفين الطالبان رفضوا تسليم المجرمين بينما اميركا هي التي رفضت احترام الشريعة الاسلامية وتقديم ادلتها لمحكمة اسلامية ولن نناقشه في وصفه لاعضاء القاعدة بالارهابيين متناسيا ما ارتكبه السلاح الاميركي من مذابح (..)
&ولن نناقشه في دعواه بعزلة القاعدة بالرغم من التظاهرات الكاسحة التي امتدت على طول العالم الاسلامي وهي تطالب بالقصاص من اميركا، ولن نناقشه في ما زعمته اميركا من حماية مسلمي البوسنة رغم ان السلاح الاميركي هو الذي منع وصول السلاح والدعم لهم ليذبحهم الصرب السفاحون، ولن ننقاشه في تواطئ اميركا مع الهندوس في الهند وكشمير ولا في موقفها الظالم في تقسيم اندونسيا. ولا نناقش بوش في ما زعمه امس من انه يخوض حربه دفاعا عن حرية التعبير في الوقت الذي يطالب فيه بحظر بياناتنا وتصريحاتنا.
&لا نناقشه في كل هذا لكننا سنركز ردنا على قضية واحدة واضحة بينة نعتبرها المحور البارز في الخلاف والصراع القائم بين المسلمين واميركا وسنناقشه حول الجريمة الاميركية الاسرائيلية المستمرة في فلسطين منذ اكثر من خمسين عاما. فمن المثير للدهشة والسخرية والازدراء في خطاب بوش البارحة وكذلك في الرد الرسمي ادارة الخارجية الاميركة المقروء على لسان كريستوفر روس في يوم السبت الفائت ان كليهما لم يذكرا حرفا واحدا عن فلسطين بل وعندما نوقش كريستوفر روس في ذلك كان رده عذرا اقبح من ذنب، فقد ادعى ان الحكومة الاميركية ترعى المفاوضات بين العرب واسرائيل منذ عشر سنوات. ثم عقب على ذلك بان هذا السؤال يعتبر خروجا عن الموضوع.
&ان هذا الاسلوب يدفع المسلمين بلا شك الى مزيد من القناعة بان الادارة الاميركية لن تغير سياستها المجرمة تجاه فلسطين. واذا كان الحديث عن فلسطين وهي القضية المركزية للمسلمين منذ اكثر من خمسين عاما، بل وهي المحرك الرئيسي لمعظم الاحداث في قلب العالم الاسلامي واحداث واشنطن ونيويورك، اذا كان الحديث عنها خروجا عن الموضوع اذن فلا سبيل الا الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين من اليهود الاميركان واذا كانت المفاوضات المستمرة منذ عشر سنوات بين السلطة الفلسطينية واليهود تحت رعاية اميركا لم تصل بنا الا الى مزيد من القتل والعدوان على شعبنا المسلم في فلسطين والا الى مزيد من المحاولات المتكررة لهدم المسجد الاقصى فمتى سنصل الى تحرير فلسطين ومتى سنحصل على حقوق المسلمين في فلطسين ومتى سنوقف العدوان على المسجد الاقصى، متى بعد عشرة قرون من المفاوضات تحت رعاية اميركا؟
&ان المماطلة في اعطاء الحقوق هي عقيدة يهودية عند اليهود وافقت عليها السياسة الخارجية الاميركية. كيف يمكن ان ننسى ان اسرائيل التي تباركها وتدعمها اميركا قامت ابتداء من اسمها على اساس ديني، فاسرائيل نبي من انبياء الله عليهم الصلاة والسلام. وتحارب اسرائيل على اساس ديني وتستولي على بلادنا وتقتل اطفالنا ونساءنا على اساس ديني وتعتبر القدس عاصمتها الابدية على اساس ديني وتدعو اميركا لنقل سفارتها الى القدس على اساس ديني ثم تدعي اميركا بعد ذلك ان حملتها ضد الجهاد الذي تسميه بالارهاب دفاعا عن اسرائيل ليست حربا دينية.
&واذا كان بوش يزعم اننا لا نحترم النفس الانسانية وانه يخوض هذه الحرب دفاعا عن هذه النفس فهل تناسى وهو يلقي خطابه ما فعلت اميركا في هيروشيما ونغازاكي وهل تناسى كيف قتل محمد الدرة رحمه الله واخوانه بالسلاح الاميركي كيف يمكن ان ننسى صورة محمد الدرة وهو يقتل عمدا وقصدا بسلاح اميركا واميركا لا تحرك ساكنا. ان صورة محمد الدرة قد صارت رمزا حيا في وجدان كل مسلم ينادي بالقصاص لكل من شارك في هذه الجريمة وعلى راسهم اميركا.
&ان التجاهل الاميركي الرسمي في خطاب بوش وفي بيان وزارة الخارجية الاميركية لماساة فلسطين لا يمكن ان يمحو من اذهان المسلمين صور مئات الالاف من القتلى والجرحى والمعوقين وملايين المشردين في فلسطين.
&ان القضية الفلسطينية وعلى وجه التحقيق الجريمة الاسرائيلية الاميركية في فلسطين ستظل محور الصراع الاساسي في قلب العالم الاسلامي والدافع الاكبر لجهاد المسلمين ضد اميركا.
&وتتجاهل اميركا جرائمها في فلسطين كما يحلو لها وتتجاهل نصائح زعماء العالم لها لان جذور الارهاب كما يسمونه تكمن في مشكلة فلسطين وتبقى اميركا سائرة في غيها ووهم قوتها واستكبارها ولكننا نؤكد لها اننا ماضون في جهادنا باذن الله حتى نحرر مقدساتنا من العدوان الاميركي اليهودي من فلسطين وجزيرة العرب وسائر بلاد الاسلام وان قوتها لا تزن شيئا عندنا في جانب قوة الله تعالى العلي الجبار المنتقم، بل ان قوتها هذه ستكون كارثة عليها باذن الله.
&والادارة الاميركية ومن ورائها الاعلام الاميركي يصف المجاهدين بالارهابيين. فبوش في خطابه امس وكريستوفر روس في بيان وزارة الخارجية من قبله وصفانا بالارهابيين رغم ان الاعلام الاميركي والغربي كان يصفنا واخواننا الافغان المدافعين عن الحرية لما كنا نقاتل روسيا الشيوعية دفاعا عن اطفال المسلمين في افغانستان ثم لما قمنا نحن انفسنا بالدفاع عن الاطفال المسلمين في فلسطين وصفنا بالارهابيين.
&واليوم تصرح مستشارة الامن القومي الاميركي بان بوش لن يقابل ياسر عرفات لانه لا يقوم بواجبه في محاربة الارهابيين وتقصد بهم اخواننا المجاهدين في فلسطين.
&فلتصفنا اميركا بما تشاء فان الحق باق وباطلها زائل وحملتها فاشلة بعون الله.
&وبوش وهو يكذب على شعبه دفاعا عن هذه الحملة يدعي انه قد دمر تنظيم القاعدة ومزق خطوط الطالبان ولكن العالم كله يسخر من اكاذيبه وهو يرى حملته العسكرية الجرارة قد انتهت بعد شهر الى قتل اكثر من الف وستمئة مدني من الشيوخ والنساء والاطفال الابرياء وشردت الملاييين من الافغان داخل وخارج افغانستان في برد الشتاء القارس دون ان تقدم اميركا دليلا وحتى اتهاما من محاكمها التي لا نعترف بها.
&فلتحصد اميركا ما استطاعت ان تحصد ولتكذت ما تريد ان تكذب فان العالم كله سيعلم بعد الضربات القادمة باذن الله من الكاذب منا ومن الصادق".