إيلاف&- نبيل شرف الدين: فيما تبذل إسرائيل جهوداً مكثفة لإفشال صفقة أسلحة أميركية إلى مصر ، تبدي دوائرها السياسية شعوراً بالقلق من صفقة جديدة يجري إبرامها بين الولايات المتحدة ومصر لأن هذه الصفقة ستعزز من قدرات الجيش المصري بتكنولوجيا عسكرية متطورة وفقاً للتصور الإسرائيلي .
ونقلت صحيفة "هاارتس" الإسرائيلية عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن جزءا من هذه الصفقة التي تشمل على وجه الخصوص منظومات سلاح متقدمة في المجال البحري، تم إحباطه بعد تحفظات أبداها أنصار إسرائيل في الكونغرس، حتى قبل الحادي عشر من أيلول سبتمبر الماضي ، وأشارت إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أرسلت مؤخراً إلى وزارة الخارجية الأميركية، رسالة تحذر فيها من أن إسرائيل تنظر بخطورة بالغة لتزويد مصر بمنظومات هذه الأسلحة، وترى في ذلك مساسا بالتفوق النوعي للجيش الإسرائيلي .
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية أن الإدارة الأميركية ستعمل حاليا على زيادة مبيعات السلاح للدول العربية، مقابل دعمها للائتلاف الدولي ، ولهذا الغرض سيصعب على إسرائيل الاعتراض على الصفقة مع مصر، وهي حسب هذه المصادر "سوف تقود إلى تقليص التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في المنطقة".
وكانت الإدارة الأميركية قد أبلغت الكونغرس في أغسطس /آب الماضي انها تنوي تزويد مصر ب26 منظومة صواريخ من طراز "مينتس" والتي دخلت الخدمة الفعلية في الجيش الإسرائيلي قبل سنوات معدودة وقد صادق الكونغرس على هذه الصفقة وتبدت صفقة أخرى، كما يبدو للاسطول المصري، في اتصالات غير رسمية بين الإدارة الأميركية والكونغرس، ولم يتم الاعلان رسميا عنها. وتقدم أعضاء الكونغرس من أنصار إسرائيل بأسئلة بالغة الشدة بهدف عرقلة الصفقة .
ومن المقرر أن توقع قريبا صفقة كبيرة أخرى مع سلطنة عمان ، إذ أعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد نية إدارته تزويد عمان بطائرات "أف 16" وبصواريخ "جو ـ جو" بعيدة المدى من طراز "إمرام" ، وعلقت مصادر سياسية إسرائيلية على ذلك بأن "عمان ليست دولة معادية ، ولكن بيع أي سلاح لدول الخليج يخلق سابقة إشكالية ويسهل على الإدارة الأميركية تمرير تكنولوجيا متطورة لمصر".
وأوضحت مصادر سياسية إسرائيلية أن "الأزمة الراهنة تظهر أن الخطر الأساسي الذي يواجه الدول العربية داخلي وليس خارجيا، وأنه لا حاجة لهذه الدول بتكنولوجيا عسكرية متقدمة. ويجب الحذر من تمرير تكنولوجيات كهذه إلى أنظمة حكم غير مستقرة".