&
لا حلول دائمة لأزمات المنطقة من دون موافقة الرياض
لندن ـ علي المعني: قالت مصادر لـ "يلاف" ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي بدأ امس زيارة قصيرة محددة الوقت الى العاصمة السعودية الرياض سيعرض على القيادة السعودية جملة من المبادرات التي اتفق عليها قادة الاتحاد الاوروبي في اجتماعاتهم الرسمية في بروكسل الاسبوع قبل الماضي، واجتماعاتهم الخاصة في لندن الاسبوع الماضي.
وما سيعرضه شيراك على العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الأمير عبد الله بن عبد العزيز يتعلق في حسم قضيتين اساس في المنطقة العربية الاسلامية وهما افغانستان والشرق الوسط.
وسيطلع شيراك القيادة السعودية على خطة من ست نقاط تتعلق في مستقبل افغانستان على خلفية العمليات العسكرية الغربية الراهنة لاجتثاث شبكات الارهاب واقامة حكم وطني عريض يشمل جميع الأعراق والطوائف الدينية في ذلك البلد الآسيوي الاسلامي الذي تمزقه حروب اهلية منذ عشرين عاما.
وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين حمل معالم الخطة الى الرياض في الاسبوع الماضي، على اعتبار دور هذه العاصمة العربية الاسلامية في تحديد مسار مستقبل دولة اسلامية ظلت السعودية معنية في قضيتها منذ زمن طويل.
وعلمت "ايلاف" ان القيادة السعودية اعربت عن ارتياحها للخطة ولكنها طلبت ان تسمعها في شكل صريح من صاحب القرار الأول في فرنسا وهو الرئيس جاك شيراك، وابلغ فيدرين رئيسه بطلب الرياض واعلن على الفور انه سيزور هذه العاصمة العربية.
وسيحمل شيراك معه الى الرياض هذه الخطة التي تحدد المسار السياسي لأفغانستان في المستقبل على خلفية العمليات العسكرية الراهنة، والخطة كما علم تتضمن اقامة حكم (دولة) رعاية دولية الى فترة من الزمن، يتسنى بعدها للأفغانيين الشروع بانتخاب حكومة ديمقراطية تمثل جميع الأطياف السياسية والعرقية والدينية.
كما تشمل الخطة كيفية ترتيب وصول المساعدات المادية والعينية للاسهام مع الحكومة الانتقالية في البدْ بعمليات اعادة اعمار البلاد تحت وصاية هيئات دولية لدول اسلامية كبيرة مثل السعودية يدا طولى في القرار فيها بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وكان ممثل الامم المتحدة لشؤون افغانستان (الجزائري) الأخضر الابراهيمي زار الرياض في الاسبوع الماضي واطلع القيادة السعودية على الخطة الدولية.
ورفضت المملكة السماح بانطلاق عمليات عسكرية ضد افغانستان من اراضيها وفهمت مصادر سياسية واعلامية هذا القرار على نحو خاطىء، ولكن ثبتت صحته من خلال تطورات الاعمال العسكرية الراهنة والنتائج التي تحصلت الى هذه اللحظة.
وفي المقابل، فان الرئيس الفرنسي سيطلع الرياض على موقف الاتحاد الأوروبي مجتمعا من المبادرة التي ستطرح في وقت قريب حول الشرق الأوسط.
وستعلن الولايات المتحدة خلال ايام قليلة وربما في نهاية هذا الاسبوع تفاصيل المبادرة بعد ان ضمنت الموافقة الأوروبية عليها، وهي تكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة جنبا الى جنب مع اسرائيل مع ضمان امن هذه الأخيرة على اساس قراراي مجلس الأمن الرقمين 242 و 338 .
وتشمل المبادرة الجديدة التي سيشرحها شيراك للرياض بالتفصيل العودة الى روح نص (الأرض مقابل السلام)، وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الزائر لنيويورك حاليا وقبلها واشنطن استمع الى شرح مكثف ومتسع من الادارة الاميركية حول المبادرة، لكنه اشترط باسم الرياض انه "اذا كان لا بد لها من النجاح والبقاء فلا بد من الموافقة الأوروبية عليه دعما للمزيد من الضمانات".
والسعودية عامل مهم في قضيتي افغانستان والشرق الأوسط، وموافقتها على ما يبدو على حل المشكلتين في شكل عادل ودائم مطلب ضروري لعواصم القرار الدولية.
ويحتمل ان يزور الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في ايام قليلة آتية الرياض للتحادث مع العاهل السعودي واركان القيادة حول الموقف العربي الجماعي من اصدار بيانات من العواصم العربية تعلن فيها الاعتراف الكامل باسرائيل، شريطة انخراط الدولة العبرية في حالة الشرق الأوسط، وقيام دولة فلسطينية بالمقابل.
وتعتقد مصادر تحدثت امام "ايلاف" انه في مثل هذا الاجراء "فان الرياض ستتمهل قليلا، قبل مباركة أي تحرك على هذا النحو السريع، فهي تريد ضمانات كاملة بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ومن ثم حل ازمة اللاجئين، وهي تريد ان تعرف ما هي الاسس العملية الداعم لقيام دولة فلسطينية على نحو يكفله القانون الدولي لضمان استمراره الى البد وانهاء حال الصراع".