المحرر الاقتصادي: أغلقت الأسهم الأوروبية مرتفعة بوم الجمعة لتحتفظ البورصات بمكاسبها القوية التي قادتها اسهم شركات التكنولوجيا المتطورة من أدنى مستوياتها في عدة سنوات والتي هوت إليها في ايلول سبتمبر) فيما يراهن المستثمرون على إنها ستواصل الصعود.
ومع إقفال معظم البورصات الأوروبية كان مؤشر يوروتوب المؤلف من اسهم 300 شركة ممتازة في أوروبا مرتفعا بنسبة 0,75في المائة إلى 1257 نقطة.
وتحقق هذا التقدم في اسعار الاسهم الاوروبية بفضل تعافي اسهم شركات نفطية مثل رويال داتش وقفزة حققتها اسهم مجموعة باير للكيماويات والأدوية.
وقال جيرمي بودجير مدير صندوق الاستثمار الاوروبي بمؤسسة انفستك اسيت مانجمنت "اعتقد ان السوق مضت قدما على الأرجح إلى ما هو ابعد من ان يكون مجرد تصحيح فني بعد مبيعات مفرطة. الا اننا لم نمضي ابعد من ذلك بكثير".
وتوقع ان تنعم السوق بمزيد من الصعود فيما قال محللون كثيرون ان إقبال المستثمرين على المخاطرة ما زال قويا مع تطلعهم إلى انتعاش الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من العام المقبل بفضل سلسلة تخفيضات اسعار الفائدة التي حدثت في العام الحالي.
وقال بودجير" اعتقد ان هناك فرصة متاحة للسوق للمضي قدما في هذا الطريق. الا انه من المرجح ان تتغير القيادة على مدى الاسابيع القليلة المقبلة".
واشاعت النجاحات المهمة التي تحققت في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على نظام طالبان في افغانستان هذا الاسبوع ارتياح المستثمرين الذين كانوا يخشون من صراع طويل بلا تقدم كبير.
ومؤشر يوروتوب مرتفع الان بنسبة 26 في المئة عن مستواه في الحادي والعشرين من أيلول& (سبتمبر) الماضي عندما هوى الى ادنى مستوياته في ثلاثة اعوام في اعقاب الهجمات على نيويورك وواشنطن الا انه ما زال منخفضا 18 في المئة عن مستواه في بداية العام.
ومنذ المستويات المنخفضة التي سجلت في الحادي والعشرين من سبتمبر تقدمت الاسواق الاوروبية على بورصة وول ستريت الامريكية بنسبة خمسة في المئة تقريبا.
وعند اغلاق معظم البورصات الاوروبية يوم الجمعة كانت الاسهم الامريكية في سوق نيويورك منخفضة بشكل طفيف.
وتعافت اسهم شركات النفط بعد يومين من عمليات البيع المكثفة فيما ظلت اسعار النفط متهاوية عند ادنى مستوياتها في عامين بسبب عجز منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" عن اتخاذ قرار حاسم لتعزيز الاسعار.
وعلى الرغم من ارتفاع القطاع اليوم بنسبة 2,5 في المئة الا انه ما زال منخفضا بنسبة عشرة في المئة تقريبا عن مستواه في بداية الاسبوع الحالي فيما خفض محللون توقعاتهم لاسعار النفط الخام وهو العامل الرئيسي المحدد لارباح الشركات النفطية.
وبين الشركات النفطية الكبيرة ارتفعت سهم رويال داتش بنسبة 3,2 في المئة فيما قفز سهم شركة بي.بي بنسبة ثلاثة في المئة وصعد سهم مجموعة ايني بنسبة 2,9 في المئة.
وكان سهم مجموعة باير اكبر الرابحين على مستوى الاسهم الممتازة اذ قفز سهم تلك الشركة الالمانية العاملة في مجالي الكيماويات والادوية بنسبة 5,7 في المئة وسط ابتهاج المستثمرين باتفاق الشركة الخميس مع شركة جلاكسو سميث كلاين على الترويج المشترك لاقراص جديدة لعلاج الضعف الجنسي.
وسجلت اسهم قطاع السيارات اداء قويا فيما ارتفع سهم شركة ديملر كرايسلر بنسبة 3,5 في المئة.
وواصلت اسهم شركات الطيران انتعاشها لليوم الرابع على التوالي بفضل المكاسب التي تحققت وسط علامات على ان اسوأ المراحل ربما تكون قد انتهت وان هذا القطاع يستعد للتعافي بعد ان كان بين اسوأ القطاعات تضررا من الهجمات.
وارتفع سهم شركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش ايروايز" كبرى شركات الطيران الاوروبية من حيث حركة النقل بنسبة واحد في المئة وانهت الاسبوع مرتفعة بنسبة 33 في المئة وفوق مستوى اغلاقها في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) للمرة الاولى.
وقادت اسهم شركات التكنولوجيا المتطورة هذا الصعود الذي تنعم به البورصات الأوروبية منذ منتصف& أيلول (سبتمبر) مع ارتفاع مؤشر ستوكس المؤلف من اسهم تلك الشركات الاوروبية بنسبة 70 في المئة تقريبا منذ ذلك الحين لتعود تلك الاسهم الى مستوياتها التي كانت عليها في اوائل يوليو تموز الا انها ما ز الت منخفضة 42 في المئة عن مستوياتها التي كانت عليها في بداية العام الحالي.