&
فداء عيتاني: بدأت حرب النفط، كل المؤشرات تدل اليوم على حرب نفطية ستكون طويلة ويتخللها هبوط وارتفاع في الاسعار تقلبات في الاسعار لن يحد منها شئ كما يبدو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق مع الرئيس الأميركي
بوش وبوتين في تكساس
جورج بوش وانتهى الامر،& روسيا لن تدعم الخفض الانتاجي للنفط، ومن اليوم وصاعدا سيكون على منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" الاعتماد على ما راكمته الدول الاعضاء من ارباح خلال العام الماضي، فيما تتجه الولايات المتحدة الى رفع احتياطاتها الاستراتيجية من النفط.
ومنذ ما قبل الازمة الاخيرة والاعتداءات التي تعرضت لها اميركا طالبت الولايات المتحدة بتخفيض اسعار النفط الى ما دون 22 دولار للبرميل، وهو دون النطاق السعري الذي حددته منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بما بين 22 الى 28 دولار للبرميل، مع وضع الية لضبط الاسعار، الولايات المتحدة التي كانت تتجه حثيثا نحو ركود هو الاسواء منذ ازمة الثلاثينيات من القرن الماضي اعلنت مباشرة عقب الضربات وبداية الحرب على افغانستان انها لا ترغب بان تشهد ارتفاعا في اسعار النفط بينما جيوشها تخوض حربا على الارهاب.
منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" اعلنت مرارا انها تتفهم الاوضاع العالمية الطارئة، واكدت ان الامدادات النفطية لن تتأثر، وان الاسعار ستبقى في النطاق المستهدف، ولن تشهد تطورات وتقلبات كبيرة. الا ان ذلك لم يعط الاسواق الدفع اللازم، ولم يؤد الى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، التي بقيت تطالب باستقرار الاسعار في العلن وتشجع على تخفيضها ورفع الانتاج لمجموعة من الدول المنتجة غير المنضوية في "اوبك".
كانت الاسواق المالية الاميركية تشهد تقلبات غير مشجعة، وكذلك الامر في عدد من الاسواق العالمية كالسوق البريطاني والياباني، والمنفذ المتاح وسط تقلبات الاسعار هو السوق النفطي، الذي يعني تدني اسهمه خسائرا محدودة للشركات الغربية، ولكنها تؤدي الى عجز في الموازنات العامة للدول المصدرة.
وتقول صحيفة الايكونوميست ان "النفط الرخيص امر جيد للاقتصاد العالمي، وانخفاض الاسعار 10 دولارات للبرميل يؤدي الى دعم التجارة العالمية بما يوازي 0,5 بالمئة خلال عام واحد.
وبرغم صحة التقديرات هذه الا ان هذا التحسن يمكن مضاعفته في الواقع باجراءات اقل ضررا على المستوى العالمي. اذ يمكن تحرير التجارة، او مكافحة الاغراق، ولكن الولايات المتحدة كانت منذ البداية تستهدف كسر النطاق السعري.
وبرغم التحضيرات المطولة التي قامت بها "اوبك" للتمهيد للخفض الذي قررته، والمهلة الزمنية التي قاربت الاربعين يوما من دون تطبيق الالية الانتاجية لضبط الاسعار، الا ان صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية تصف قرار المنظمة بالتخفيض بما يصل الى 1,5 مليون برميل يوميا من الدول المشروط تنفيذها بتخفيض الدول المصدرة من خارج المنظمة كروسيا والمكسيك والنروج، بما يصل الى نصف مليون برميل بـ"المفاجئ" للاسواق.
واطلق رئيس الوزراء الروسي تصريحا حاد النبرة يعلن فيه ان بلاده لا تأخذ اوامرا من احد، في الوقت الذي كان الرئيس بوتين يوافق في الولايات المتحدة خلال لقائه مع بوش على "تحجيم" دور منظمة "اوبك"، عبر عدم التجاوب مع قراراتها، وادخالها في نزاع سعري.
واذا كانت الولايات المتحدة تفضل سعرا يتراوح ما بين 20 و15 دولار للبرميل، فان روسيا التي تنتج ما يقارب 7 مليون برميل يوميا نصفها تقريبا معدة للتصدير قد توافق على اسعار متدنية تعوض عنها برفع الانتجية من ناحية وبتسهيلات في القروض المتوجبة عليها.
وتجد الولايات المتحدة بان الوقت قد حان لاعادة جدولة رزنامة تحالفاتها التكتيكية والاستراتيجية، في المجالات السياسية والاقتصادية، وقد توالت التصريحات والمواقف الاميركية في هذا الاطار، وبخاصة التسريبات الاعلامية التي تؤسس لحالة طلاق مع الحليف الاستراتيجي (السابق في ما يبدو) المملكة العربية السعودية.
التبشير الاعلامي الغربي بحرب نفطية يؤسس لمرحلة ما بعد حرب افغانستان، هذه الحرب ستستهدف اخراج "اوبك" التي تمثل 61% من الحصة العالمية في انتاج النفط، وفي هذه الحرب اختارت الولايات المتحدة حليفها الا وهو روسيا الاتحادية.