إيلاف : نبيل شرف الدين
سرت في أوساط منتديات الحوار العربية ، خاصة تلك التي تتسم بحضور متشددين إسلاميين بها ، أقاويل عن وجود أسامة بن لادن في الولايات المتحدة الأميركية ، وأنه يعد من هناك لما وصفه بعض المتحاورين بأنه "عمل عظيم" ، من دون التطرق لطبيعة هذا العمل ، أو نوعه ، وإن ألمح البعض في سياق "السوالف" إلى أنه قد يكون "ضربة نووية ساحقة" ، بينما لم يوضح بالطبع أية تفاصيل عن كيفية انتقال ابن لادن أفغانستان إلى أميركا ، وعما إذا كان قد توجه بمفرده ، أم صحبة آخرين ، والوجهة التي قصدها وغير ذلك من التساؤلات التي يثيرها هكذا خبر بالغ الغرابة والإثارة !
وفي مواقع مثل "القلعة" ، "الإصلاح" نشر البعض بأسماء مستعارة بالطبع ، تحليلات ، وقراءات هي الأغرب من نوعها على الإطلاق ، خاصة على هؤلاء الذين يتابعون الأنباء أولاً بأول ، ومنها ما نشره أحدهم عن أهداف حركة طالبان من الانسحابات المتتالية من المدن الأفغانية ، وربطها بمغزى تهديدات قائد الحركة الملا محمد عمر لأميركا قبل أيام بأنه سيدمرها تدميراً ، فقدم أحد المتحاورين تفسيره الخاص قائلاً : أن هناك "تهديدات قوية وخطيرة جدا صدرت من الملا محمد عمر وقبله من الشيخ أسامة بن لادن ومن الدكتور ايمن الظواهري ومن سليمان ابوغيث المتحدث الرسمي لتنظيم القاعدة ضد أميركا وبريطانيا واذا عرفنا خلفية هؤلاء الدينية لتأكدنا انه لايمكن لهم ان يقولوا كذبا وان هذه التهديدات حقيقية وجاري العمل على تنفيذها لذلك كان لابد من تقنين وجود وانتشارمجاهدي حركة طالبان على مدى المساحة الافغانية واحتمائها بأماكن اكثر امنا في الجبال المنتشرة درءا لأي عملية انتقامية أميركية "صليبية" قوية تستخدم فيها جميع الاسلحة المحرمة دوليا وايضا حماية السكان المدنيين" .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل أسس بعض الإسلاميين ، مواقع إخبارية خاصة لمتابعة الحدث الأفغاني ، من خلال ما وصفوه بأنها "مصادر خاصة" ، ويذكر فيها معدوها ، أنها نتاج اتصالات هاتفية مع أصدقاء وزملاء لهم من "المجاهدين" العرب ، في إشارة لمن يطلق عليهم "الأفغان العرب" داخل الأراضي الأفغانية ، ومن أبرز أخبار "الثلاثاء" التي نقلت عما يسمى "مركز الدراسات والبحوث الإسلامية" تصريحات منسوبة للملا عمر ، قائد حركة "طالبان" قال فيها :
(أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد حفظه الله ، يطمئن جميع المجاهدين في مواقعهم بأن النصر قريب بإذن الله تعالى ، فقد أرسل خطابه عبر اللاسلكي لجميع القادة في الجبهات ، بأن يثبتوا وألا يستعجلوا الأمور قبل أن يحين وقتها ، وأكد على الجميع تنفيذ الأوامر بكل دقة وسرعة ودون تردد ، لأن الوضع الحالي يحتاج إلى تضحيات يقدمها المجاهدون لينالوا النصر بإذن الله ، وقال لا يمكن للمجاهد أن ينتصر حتى يمر بمرحلتين المرحلة الأولى أن يقول ما قال الرسول والذين آمنوا معه ، كما جاء في قول الله تعالى } أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب { والمرحلة الثانية أن يصيبه ما جاء في قول الله تعالى& } إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون ، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا { ، لذا لا بد أن يصر المجاهد على الانتصار أو الموت دون دينه وعقيدته ، وأمر الجميع بالثبات وبشرهم بأن الفرج قريب وأن اليأس عدو لدود للمجاهد وهو أعظم أسباب الهزيمة ، وأن الحزن الذي أصاب القلوب في الأيام الماضية يوشك أن ينجلي بفرحة النصر والتمكين بإذن الله تعالى ) .