موسكو - يخشى القوقازيون المقيمون في موسكو والمتحدرون من الشيشان وجورجيا وارمينيا واذربيجان من ظاهرة العنصرية القاتلة التي راح ضحيتها بعضهم اخيرا في احد الاسواق في جنوب العاصمة بمقدار ما يخشون من عمليات التدقيق في الهويات التي تطالهم بسبب ملامحهم التي تدل على انتمائهم.
&وقال الشيشاني سلمان خالدوف البالغ من العمر 37 عاما وهو بائع ملابس في سوق تساريتسينو ان مشكلة الحذر هذه "ناجمة بالطبع عن سلوك الشرطة". ويروي "غالبا ما نشعر بالخوف من الخروج الى الشارع لاننا نخضع للرقابة باستمرر ليس لسبب الا لون بشرتنا المختلف عن السلاف اما الشرطة فهي لا تحمينا بل تهددنا".
&ويختلف القوقازيون في الشكل عن السلاف ذوي البشرة البيضاء والقامة الفارعة والعيون الملونة في حين ان القوقازيين الذين يطلق عليهم الروس اسم "تشيورنينكي" او "الداكني اللون" يتميزون بالقامة القصيرة ولون البشرة السمراء. ويدفع القوقازيون ثمن موجة الخوف التي تلت تفجيرات صيف 1999 والتي نسبت الى "ارهابيين" شيشان من دون الاستناد الى ادلة. واضطر سلمان الى الفرار من بلده خلال الحرب الشيشانية الاولى (1994-1996) بعد ان دمرت القنابل الروسية بلدته. ويطلق الروس على سلمان وامثاله اسم "تشيلنوك" اي مكوك فهو تاجر يقوم بجولات مستمرة لشراء بضائع باسعار بخسة من الصين.
&وتروي ليودميلا غيانتسيف من منظمة "المساعدة المدنية" قصة شيشاني وضعت له الشرطة مخدرات في جيوبه للضغط عليه في سبيل الحصول على رشوة واظهار الشيشانيين بمظهر شعب مجرم على حد قولها. ولا يستطيع سلمان ان يفهم دوافع هجوم عنصري شنه في 30 تشرين الاول/اكتوبر حوالى 300 مراهق من ضاحية موسكو واوقع ثلاثة قتلى وحوالى عشرين جريحا في تساريتسينو. وقال "هؤلاء الاوغاد متطرفون شبان يعيشون في بؤس ويفتقرون الى المرجعية والتربية والحياة الاجتماعية".
واضاف ان "هذا الحادث لا علاقة مباشرة له بتجارتنا وقد وقع ببساطة لاننا على الطريق التي يسلكها هؤلاء الاوغاد باتجاه وسط" العاصمة. وقدمت وزارة الداخلية رواية مماثلة للحاد وقال سيرغي شيفتسوف رئيس قسم العلاقات العامة في الوزارة "لم يكن لدى هؤلاء الاوغاد النية في مهاجمة القوقازيين غير انهم كانوا يتجهن لى الوسط لمهاجمة مناهضي عولمة كانوا يتظاهرون في ذلك اليوم". واعلنت الشرطة هذا الاسبوع اعتقال زعيم العصابة وهو شاب يبلغ 19 عاما وكان وزع قضبان حديد على رفاقه.
&وتروي غيانتسيف ان العديد من القوقازيين يتصلون بالمنظمة طلبا لمساعدة قانونية وطبية ومادية. ويواجه المغتربون مشكلة التسجيل للحصول على اوراق ثبوتية وتقول "لا يستطيعون من دون ذلك العمل او استئجار شقة وادخال اولادهم الى المدارس". وتضيف ان هذا الوضع اضطر هؤلاء القوقازيين الذين لا يملكون اوراقا ثبوتية الى قبول العمل غير الشرعي ما يجعلهم في وضع غير قانوني.
&وقد قدم هؤلاء الى روسيا اساسا لاسباب سياسية ومالية كما تقول المسؤولة مضيفة ان هؤلاء يفرون من الحرب والبؤس "لانه لم يعد هنالك اي بنى تحتية متوافرة في بلادهم خلافا لما يظهره التلفزيون الروسي". وقالت "انهم يمارسون مهنا صعبة لا يريد الروس ممارستها كما تتدنى رواتبهم عما يتقاضاه الروس". واضافت ان " سكان موسكو يكرهون الاجانب" متهمة رئيس بلدية المدينة يوري لوجكوف وفريق عمله بايهام الاهالي بان القوقازيين منتشرون بكثافة وانهم يكتسحون اسواقهم. وختمت بالقول " في الحقيقة لا يقوم الروس بهذه الاعمال لانهم كسالى".