&
باريس- اثار الاعلان عن اول استنساخ لجنين بشري اليوم الاثنين سيلا من ردود الفعل المستنكرة التي شددت على مخاطر الدخول في دوامة استنساخ لغايات التكاثر.
وكانت شركة "ادفانسد سيل تكنولوجي" الاميركية اعلنت امس الاحد انها نجحت في استنساخ جنين بشري بهدف انتاج خلايا منشأ لاغراض علاجية.
ودان الفاتيكان "بدون لبس" هذه التجربة مذكرا بانه "يمكن اتباع طرق اخرى" في مجال الابحاث حول خلايا المنشأ.
واكد الفاتيكان ان هذه التجربة ترغمه "على التاكيد مجددا بقوة ان بدء الحياة البشرية لا يمكن ان يرتكز على اساس عقد في مرحلة ما من نمو الجنين".
من جهته اكد وزير الدولة للصحة البريطاني فيليب هانت قبل بدء جلسة برلمانية مخصصة لبحث قانون عاجل حول هذا الموضوع ان على بريطانيا "اغلاق ثغرة" الاستنساخ البشري لتجنب استخدامه لغايات التكاثر.
وقال هانت "اعتقد اننا على حق تماما لا سيما في ضوء اخبار امس (الاحد) في القول انه علينا اغلاق ثغرة الاستنساخ البشري وهذا ما نسعى للقيام به في مشروع القانون هذا المحدد".
واضاف "انني اؤيد الاستنساخ العلاجي لانني اعتقد انه يفتح امامنا فرصة معالجة العديد من الامراض لكن يجب ان ينظم".
وذكر البيت الابيض اعتبارا من مساء امس الاحد ان الرئيس الاميركي جورج بوش يعارض "مئة في المئة اي شكل من اشكال الاستنساخ البشري" وانه اعرب عن امله في ان يصوت مجلس الشيوخ على مشروع قانون صوت عليه مجلس النواب لمنع اي استنساخ بشري.
في فرنسا اعلن وزير الابحاث روجيه-جيرار شوارتزنبرغ ان مشروع القانون حول الاخلاقيات البيولوجية الذي سيبحثه البرلمان في كانون الثاني/يناير المقبل "لم يوافق على الاستنساخ العلاجي" وانه تم الابقاء على حظره.
وفي ايطاليا فان ردود الفعل، الى جانب رد فعل الفاتيكان، كانت منددة ايضا حيث اعتبر وزير الصحة جيرولامو سيركيا ان التجربة الاميركية التي اعتبرها، "عملية تجارية شديدة المخاطر"، "غير مقبولة".
من جهته قال وزير الابحاث الالماني اديلغار بولمان ان "مثل هذه التجارب غير مسؤولة" مؤكدا ان الاستنساخ محظور في المانيا سواء كان لغايات علاجية او للتكاثر. واضاف ان "الحكومة الالمانية تدعو الى ادانة دولية لاستنساخ الكائنات البشرية".
وفي البرتغال، رد لويس ارشر رئيس مجلس الاخلاقيات بحذر معتبرا انه "يجب انتظار العرض العلمي للنتائج". وقال ان "استنساخ الاجنة البشرية موضع ادانة وكذلك كل التجارب بواسطة خلايا بشرية".
وفي اليونان، اكد الناطق باسم الحكومة كريستوس بروتوباباس على ضرورة وجود "اطار قانوني حديث" على المستويات الوطنية والاوروبية والدولية فيما ذكرت الكنيسة الارثوذكسية، غير المنفصلة عن الدولة في اليونان، بمعارضتها للتجارب على خلايا الجنين البشري.
وفي اسبانيا، حيث يحظر القانون الاستنساخ البشري انتقد رئيس المجلس الاعلى للابحاث العلمية رولف تاراك واقع ان القطاع الخاص وخلافا للقطاع العام يمكنه القيام بابحاث حول الاستنساخ البشري.
وتساءل "لماذا تسري الاعتبارات الاخلاقية على الاموال الحكومية وليس على الاموال الخاصة".
من جهته اكد وزير الصحة التشيكي بوميل فيشر ان بروتوكولا يحظر استنساخ كائنات بشرية دخل حيز التنفيذ في الجمهورية التشيكية اعتبارا من 1 تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
وفي النمسا، حيث يحظر الاستنساخ لغايات علاجية وصف البرفسور يوهانس هوبر، الاخصائي في علم الغدد الصم وطب النساء ومعالجة العقم، التجربة الاميركية ب"اللهو" المحدود الابعاد.
وفي المقابل اعلنت متحدثة باسم المفوضية الاوروبية في بروكسل ان عمليات استنساخ الاجنة البشرية مثل تلك التي اعلن عنها امس في الولايات المتحدة ممكنة نظريا في سبع من دول الاتحاد الاوروبي ال15 نظرا لعدم وجود اي تشريعات للاتحاد في هذا المجال.
وذكرت المتحدثة بان المفوضية تعارض انتاج اجنة بشرية لاستخدامها في البحث العلمي ولن تمول اي برنامج في هذا الصدد.
وكانت شركة "ادفانسد سيل تكنولوجي" اعلنت في بيان لها بثته على موقع الانترنت الخاص بها ان "نتائجنا الاولية تمنح وزنا الى النظرية التي تؤكد ان اعادة برمجة الخلايا البشرية ممكنة".
واوضح فريق الباحثين في مقالة ستصدر في مجلة "ساينتيفيك اميركان" العلمية المتخصصة انه "بعد اشهر عدة من المحاولات، دخلنا مختبرنا في 13 تشرين الاول/اكتوبر 2001 لنشاهد في المجهر (...) اول اجنة بشرية يتم انتاجها بواسطة تقنية زرع النواة المسماة ايضا استنساخ".