&
واشنطن ـ توقع المحللون الاقتصاديون أن تمتد حالة الركود التي تعاني منها الولايات المتحدة منذ هجمات سبتمبر الماضي حتي مطلع العام المقبل على الأقل‏,‏ وذلك على الرغم من اعترافهم بأن الجراح التي خلفتها هذه الهجمات قد بدأت تلتئم‏.‏
وجاء في تقرير لوكالة رويترز من واشنطن عن الوضع الاقتصادي الداخلي في الولايات المتحدة ـ بوصفه الاقتصاد الذي يقود الاقتصاد العالمي ـ أنه بعد مرور أكثر من شهرين علي وقوع الهجمات علي واشنطن ونيويورك فقد بدأ المستهلكون يعودون إلي كثير من عاداتهم الطبيعية في التوافد علي مراكز التسوق ومعارض السيارات وتناول الطعام في مطاعمهم المفضلة‏.‏
إلا أن الاقتصاديين يقولون إنه رغم شعور الأمريكيين بقدر أكبر ـ بعض الشيء ـ من الأمان والسعادة وسط أنباء التقدم في الحرب الدائرة في أفغانستان‏,‏ فإنهم ما زالوا يتوخون الحذر في إنفاق المال‏,‏ ومن المتوقع أن يستمر هذا الحرص طوال موسم أعياد الكريسماس وخلال النصف الأول من العام المقبل‏.‏
وقال الخبير الاقتصادي مارك زانديك إن عيد الميلاد هذا العام سيكون قاسيا برغم كل التنزيلات المعلن عنها‏.‏
ويقول بروس شتاينبرج كبير الخبراء الاقتصاديين في مؤسسة ميريل لينش في نيويورك‏:‏ إنه من المرجح أن الإنفاق الاستهلاكي مازال يتجه نحو الهبوط‏,‏ ومازال مفتاح معرفة ما سيفعله المستهلك هو سوق العمل‏,‏ والشركات التي تواصل الاستغناء عن العمال‏.‏ فقد توالت إعلانات الاستغناء عن العمال كالطوفان خلال الأسابيع القليلة التي أعقبت‏11‏ سبتمبر‏,‏ وقل صدور مثل تلك الإعلانات في الآونة الأخيرة‏,‏ لكن شتاينبرج قال‏:‏ إنه من المرجح أن تنخفض أرباح الشركات إلي أدني مستوياتها منذ الحرب العالمية الثانية خلال الربع الأخير من العام الحالي‏,‏ ومن ثم فلن تنتهي قريبا حالات الاستغناء عن العمال‏,‏ مما يسهم كذلك في تبديد الأمل في تحقيق رواج‏.‏ ويتوقع كثير من الخبراء الاقتصاديين لمعدل البطالة الأمريكي الذي قفز نصف نقطة إلي‏5.4%‏ في أكتوبر أن يرتفع إلي‏6%‏ خلال الأشهر المقبلة‏.‏
ومع ذلك فالمحللون سعداء لأن الاقتصاد الأمريكي أظهر صلابة أكبر مما كان متوقعا‏.‏ كذلك وجدت بورصة وول ستريت ما يشجعها في أمور كان أبرزها تقرير أصدر الأسبوع الماضي من وزارة التجارة كشف عن ارتفاع مفاجئ في مبيعات التجزئة بنسبة‏7.1%‏ في أكتوبر بعد أن كانت قد انخفضت‏2.2%‏ في سبتمبر‏.‏
وكانت تلك القفزة في أكتوبر هي الأكبر في تاريخ هذا المؤشر‏,‏ ولكن خبراء الاقتصاد حذروا من أنها جاءت مدفوعة بمبيعات السيارات التي هي بدورها نتيجة عروض تنطوي علي حوافز مغرية من شركات السيارات‏.‏
ولأن الحوافز أغرت الزبائن الذين ربما كانوا يخططون لإرجاء شراء السيارات إلي وقت لاحق من العام المقبل‏2002,‏ فإن الزيادة الكبيرة في مبيعات التجزئة تنذر بمبيعات هزيلة في الأشهر المقبلة‏.‏
ويحذر شتاينبرج المستثمرين من تعليق الآمال في حدوث انتعاش وشيك علي بيانات مبيعات التجزئة أو بعض التقارير التي صدرت أخيرا وجاءت أفضل من المتوقع بخصوص طلبات إعانة البطالة‏.‏ وقال‏:‏ لسنا مستعدين للانتعا ش غدا‏,‏ لن يكون أسوأ ركود شهدناه لكنه لم ينته بعد‏.‏(الأهرام المصرية)