عرفات
غزة&- بات ياسر عرفات، القائد التاريخي لنضال الشعب الفلسطيني والمحاور الذي فرض نفسه على اسرائيل بلا منازع، هدفا لحملة شعواء يشنها رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون.&وفي مواجهة نيران شارون الذي يتهمه بخوض "حرب ارهابية"، والحركات الفلسطينية الراديكالية التي تجاوزت اوامره بوقف اطلاق النار ونفذت عمليات دامية قاسية في اسرائيل، يجد عرفات نفسه امام احدى اصعب
الازمات منذ قيام السلطة الفلسطينية في 1994. ونفذ الجيش الاسرائيلي حملة قصف واسعة ضربت اهم مرافق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ردا على العمليات الانتحارية التي تبنتها كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، واسفرت عن مقتل 26 اسرائيليا نهاية الاسبوع.
&ومنذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، يواجه عرفات (72 عاما) ضغوطا كبيرة من ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يأنف لقاءه، وهو الموقف نفسه الذي اتخذه شارون من الرئيس الفلسطيني منذ توليه السلطة في اذار/مارس الماضي.
&واتهم عرفات شارون بالعمل على تقويض جهوده لوقف اطلاق النار. واكد اليوم عبر شبكة "سي ان ان" ان شارون "لا يريدني ان انجح"، دون ان يكون قادرا على ايجاد مخرج للازمة.&ولكن عرفات كان طوال اربعين عاما من مسيرته السياسية والعسكرية قادرا في كل مرة على النهوض واثبات وجوده على الساحة الدولية متجاوزا عقبات كأداء دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وتقرير المصير.
&وغالبا ما ردد عرفات في كل مرة تمكن فيها من ادارة وضع متازم لصالحه "انني مثل طائر الفينيق الذي ينبثق مجددا من الرماد".&ويؤكد عرفات، واسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، انه مولود في القدس، وان كانت شهادته المدرسية تشير الى انه من مواليد القاهرة في 4 اب/اغسطس 1929.
&وفي سن 17 عاما، انضم عرفات الى المجموعات الفلسطينية المسلحة التي كانت تقاتل ضد قيام دولة اسرائيل وشارك في معارك 1947 و1948 ومن ثم في اول حرب بين العرب واسرائيل في 1948.&واثر الحرب، عاد عرفات الى جامعة القاهرة ومن ثم سافر الى الكويت حيث عمل على تاسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني، فتح، في 1959.
&وفي شباط/فبراير 1969، اصبح ابو عمار رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية وبات معروفا على الساحة الدولية بكفيته البيضاء والسوداء التي يعقدها على شكل خارطة فلسطين، وبزته العسكرية الخضراء.
&وعزز عرفات سلطته مستفيدا من شخصيته القوية الجذابة وحدسه الذي اتاح له التغلب على جملة من المؤامرات السياسية، واخلاصه لقضيته.&ونجا عرفات مرارا من الموت. ففي 13 نيسان/ابريل 1973 نجا باعجوبة من هجوم نفذته فرقة كوماندوس اسرائيلية في بيروت وقتل خلاله ثلاثة من ابرز معاونيه، لعدم وجوده خلافا لكل الحسابات في الموقع المستهدف.
&وفي الاول من تشرين الاول/اكتوبر 1985، دمر الطيران الاسرائيلي مقره العام في تونس تماما تقريبا. ونجا عرفات عندما عاد ادراجه وهو في طريقه الى المكتب لحظة بدء الغارات.&وفي 1991، وفي عز ازمة الخليج، انقلبت السيارة التي كانت تقله مرارا على الطريق بين عمان وبغداد.&وفي 1992، تحطمت الطائرة التي كانت تقله في الصحراء الليبية، وكان الناجي الوحيد من الحادث.&وبتخليه عن الخيار العسكري، ومع انطلاقة الانتفاضة الاولى التي كان محركها وموجهها في 1987، اتجه عرفات الى التفاوض مع اسرائيل.
&وفي 1988، اعلن عرفات علانية ادانته للارهاب بعد ان اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بحق اسرائيل في الوجود.&وفي 1993، وقع في البيت الابيض اتفاقات اوسلو التي نصت على اقامة الحكم الذاتي الفلسطيني. وبفضل هذه المبادرة التي غيرت مسار الاحداث في الشرق الاوسط، حاز عرفات مع رئيس وزراء اسرائيل الراحل اسحق رابين ووزير خارجيته حينها شيمون بيريز على جائزة نوبل للسلام.&وعاد عرفات مظفرا الى الاراضي الفلسطينية في تموز/يوليو 1994 بعد سنوات طوال في المنفى، وانتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية.&ولا يزال عرفات يناضل من اجل اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.