باريس - من سامي نزيه : كل عامين او ثلاثة تقريبا ، تنشأ بين باريس والرباط ازمة تقارب الخط الاحمر الديبلوماسي ثم تتراجع ، وفي كل مرة يكون السبب نفسه ، فاما ان ينشر مقال في صحيفة فرنسية او يصدر كتاب ، فتثور ثائرة العرش المغربي لان في الامرين اساءة له من جهة وتأليباً لشعبه عليه خصوصاً بعدما بات انتقال الكتب والمقالات سهلا في عصر الانترنت ووسائل الاعلام الاخرى.
ولو ان الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان "الملك الأخير" (Le dernier Roi ) اقتصر على الحديث عن الحياة الباذخة والمعقدة والغريبة للملك الراحل الحسن الثاني ، لكان العرش المغربي قادرا ربما على غض الطرف ، فالملك الشاب الجديد يدرك في قرارة نفسه ان والده اخطأ مرارا ، لا بل انه هو نفسه كان في اكثر من مرة عرضة لسوء مزاج الحسن الثاني , ولكن الامر تعدى ذلك ووصل الى حد الحديث عن محمد السادس واصفا اياه ايضا بالشاب الراغب في التخلي عن العرش وبعدم الانبهار بحياة القصور وانما بالفن وحياة الناس العاديين.
لا بل لو صدقت اقوال الكاتب ، فان الملك محمد السادس فكر غير مرة في التخلي عن العرش ، وان شقيقه مولاي رشيد يكون بصدد الاعداد لخلافته ، على ان تعود ولاية العهد لابن عم الملك مولاي هشام الذي كان صال وجال مرارا بين بلاده والولايات المتحدة واوروبا مطالبا بمزيد من الديموقراطية وتغيير وجه المملكة,
وفي تقديمه لحصيلة عمل محمد السادس منذ صيف 1999 ، تتراءى صورة اجتماعية واقتصادية وسياسية سوداوية ، وكأنما الكاتب توكوا الذي عرف في السابق بتصفية حساباته الكثيرة مع العاهل الراحل يستمر على النحو ذاته.
فالعاهل الذي كان يوصف بعيد توليه العرش بـ "ملك الفقراء" او "كنيدي المغرب"، يعطي الانطباع اليوم "بانه لا يملك اي مشروع ، وليس له اي طموح ، وغير راغب بترك بصماته على صفحات التاريخ" في بلد يبدو "اليوم واكثر من اي وقت مضى من دون قائد "
ويقول توكوا ان محمد السادس كان تلميذا نشطا وجادا ، يهتم خصوصا بالمواد الادبية ، ويحب الفنون التشكيلية ، حيث انه رسام بارع ونحات لا بأس به ، ولو انه لم يكن مرصودا للعرش ، فلعله كان الان فنانا من الطراز الرفيع ، وغالبا ما كان يتسلى برسم رفاقه ، وهو بارع في التقليد وراقص ممتاز وهاو للتزلج على الماء واللياقة الجسدية ، وفيما كان الحسن الثاني يحب افلام الان دولون وكاترين دونوف وشين كونري ، فان محمد السادس يهوى افلام الرعب ,
ويؤكد الكاتب ان الملك الشاب يولي هذه الهوايات اهتماما كبيراً، وهو يتجنب الصحافة واضطر للاستعانة مجددا بالحرس القديم وابعاد رفاقه الشباب ، ويستعيد العبارات نفسها تقريبا التي كان يستخدمها والده ,
وهنا بالضبط قد يكون الكاتب الفرنسي غير محق في رصد هذه الصورة ذلك ان محمد السادس قام بالكثير قياسا للفترة القصيرة ، وهو وان لم يصل بعد الى درجة "المثالية الجماهيرية" التي يريدها له شعبه إلا انه اطلق مثلا سراح السجناء السياسيين ، واعاد المعارض اليساري الشهير اليهودي الاصل ابراهام سرفاتي الى المغرب ، وسمح بحرية الانتقاد ، وزار مناطق الريف التي كان والده يتجنبها وابعد جلاد المغرب وزير الداخلية السابق ادريس البصري من مناصبه.
وعن الامير رشيد ( والدته من عائلة الصلح اللبنانية ) يقول الكاتب إنه وبعد ان تقارب مع الحسن الثاني في آخر حياته الا انه يتنافر مع محمد السادس ويطمح للخلافة ، ويرصد الكاتب له صفحات كثيرة تبدو كأنها بمثابة الترويج له ,
ولعل مثل هذه الحملة السابقة لاوانها على الملك الشاب الذي وان كان يستخدم فعلا عبارات العهد السابق والعهود الغابرة كمثل القول "يا شعبي العزيز ، وجلالتنا قررنا ,,, "، تصبح قابلة اكثر على الفهم لو عرفنا ان صحيفة لوموند التي يعمل فيها توكوا كانت درجت على تصفية الحسابات مع المملكة .
وللتذكير فان توكوا نفسه هو ايضا واضع كتاب "صديقنا بن علي" مع الصحافي نيكولا بو حيث قدما تحقيقا مذهلا باتهاماته ومحاكمته لولاية الرئيس التونسي ، وهما بالتالي من النوع المغضوب عليه عمليا في منطقة المغرب العربي , ولكن توكوا هو ايضا من الصحافيين المتخصصين بشؤون تلك المنطقة ، فيعرف الكثير وله علاقات واسعة سمحت له بوضع هذا الكتاب .
يقول الكاتب "ان الملك الحسن الثاني كان ملكا رحالة ، فله من القصور عشرون بعضها مدن قائمة بذاتها حيث الشوارع والصيدليات والحوانيت والملاحم والمسابح وملاعب الغولف والغابات، وعنده الف سيارة من افخم الماركات ، وهو الذي كان يعاقب خادما او احد ابنائه بالجلد بحبال مغطسة بالماء والملح، لكنه في الوقت نفسه يبدي كرما لا حدود له لو شعر بان احد خدمه احتاج لمساعدة ويرسل مئات المغاربة الى الحج على نفقته الخاصة",
والملك الذي نكتشف بعض حياته في الكتاب الفرنسي هذا هو ايضا "المغرم بعلم الفلك والتنجيم ، ولذلك فقد كان يضع في معصمه اسوارة يعتقد انها تحميه من الارواح الشريرة ، وهو العاشق لرسم السيارات وخطط البناء ، وهو الذي يخترع اشكال المجوهرات ، ويرسم ملابس النساء التي يرسلها الى مصممي الازياء في اوروبا فيحيكونها له بدقة متناهية ، فيدفع لهم نقدا ، وغالبا متأخرا ,,, لكنه يدفع".
وقد كانت للملك 12 فتاة للاهتمام بملبوسه ، هو الذي ما عاد يعرف كم من البذات يملك ، وله فتيات للاهتمام بمكتبه وتنسيق اوراقه واقلامه التي كان يجمع منها المئات ، واخريات لتحضير حمامه والاشراف على الصابون والشومبوان ونقله من قصر الى آخر ,
وحين كان يدعو الضيوف لحفلة في واحد من قصوره ، فان الحسن الثاني يحتكر وحده حق مراقصة السيدات ، وهو يجيد فنون الرقص تماما كاجادته للعزف على الساكسوفون والبيانو وادارة الفرقة الموسيقية كمايسترو حتى ولو ان معظم الفرق تأتي من الولايات المتحدة واميركا اللاتينية بينما يأتي بالمأكول من فرنسا في الحفلات الباذخة التي كادت احداها في قصر الصخيرات تودي بحياته في محاولة انقلابية فاشلة ,
وقد احب الملك مرتين ، الاولى كانت النجمة الفرنسية اتشيكا شورو (Etchika Choureau) التي نصح بعدم الزواج منها حفاظا على العرش ، والثانية فريدة ( اسمها الحقيقي حياة ) فهذه المغربية الفاتنة بقدها الممشوق وعينيها الساحرتين والبارعة في السباحة علقت الملك باهدابها فباتت مخبأ اسراره قبل ان تختفي قبيل مماته بظروف غامضة ( ويقال انها اليوم سجينة القصر ) في اعقاب فضيحة مالية ,
وكان الحسن الثاني يقود حاشيته ووزراءه خلفه الى ملعب الغولف ، فهناك يوقع على الملفات ويحل القضايا العاجلة ، ويقيم المآدب التي لا يأكل منها شيئا اما حفاظا على رشاقته او بسبب امراضه ، بينما كان توقف عن السباحة منذ محاولة اغتياله ، وذلك لكي لا تحصل محاولة اخرى ويكون في المايوه.
واما بالنسبة لبناته ، فهو الذي اختار زوجي المستقبل لاثنتين منهما ، لا بل ان للا مريم ( التي زارت لبنان أخيراً) انبئت بزواجها قبل اسبوع واحد منه ، فكانت النتيجة ان الزواج لم يستمر ، بينما تبدو للا اسماء هي المفضلة لدى الملك الراحل حتى ولو انها كانت تعتبر لبس المجوهرات " شتيمة للمغاربة الذين يعيشون في البؤس " ,
هذا غيض من فيض ما ورد في هذا الكتاب الذي بات على كل شفة ولسان منذ نزوله الى الاسواق ، ويقال ان العرش المغربي تدخل لحذف الكثير من مقاطعه , ولكن من يدري ,,,؟!(الرأي العام الكويتية)
ولو ان الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان "الملك الأخير" (Le dernier Roi ) اقتصر على الحديث عن الحياة الباذخة والمعقدة والغريبة للملك الراحل الحسن الثاني ، لكان العرش المغربي قادرا ربما على غض الطرف ، فالملك الشاب الجديد يدرك في قرارة نفسه ان والده اخطأ مرارا ، لا بل انه هو نفسه كان في اكثر من مرة عرضة لسوء مزاج الحسن الثاني , ولكن الامر تعدى ذلك ووصل الى حد الحديث عن محمد السادس واصفا اياه ايضا بالشاب الراغب في التخلي عن العرش وبعدم الانبهار بحياة القصور وانما بالفن وحياة الناس العاديين.
لا بل لو صدقت اقوال الكاتب ، فان الملك محمد السادس فكر غير مرة في التخلي عن العرش ، وان شقيقه مولاي رشيد يكون بصدد الاعداد لخلافته ، على ان تعود ولاية العهد لابن عم الملك مولاي هشام الذي كان صال وجال مرارا بين بلاده والولايات المتحدة واوروبا مطالبا بمزيد من الديموقراطية وتغيير وجه المملكة,
وفي تقديمه لحصيلة عمل محمد السادس منذ صيف 1999 ، تتراءى صورة اجتماعية واقتصادية وسياسية سوداوية ، وكأنما الكاتب توكوا الذي عرف في السابق بتصفية حساباته الكثيرة مع العاهل الراحل يستمر على النحو ذاته.
فالعاهل الذي كان يوصف بعيد توليه العرش بـ "ملك الفقراء" او "كنيدي المغرب"، يعطي الانطباع اليوم "بانه لا يملك اي مشروع ، وليس له اي طموح ، وغير راغب بترك بصماته على صفحات التاريخ" في بلد يبدو "اليوم واكثر من اي وقت مضى من دون قائد "
ويقول توكوا ان محمد السادس كان تلميذا نشطا وجادا ، يهتم خصوصا بالمواد الادبية ، ويحب الفنون التشكيلية ، حيث انه رسام بارع ونحات لا بأس به ، ولو انه لم يكن مرصودا للعرش ، فلعله كان الان فنانا من الطراز الرفيع ، وغالبا ما كان يتسلى برسم رفاقه ، وهو بارع في التقليد وراقص ممتاز وهاو للتزلج على الماء واللياقة الجسدية ، وفيما كان الحسن الثاني يحب افلام الان دولون وكاترين دونوف وشين كونري ، فان محمد السادس يهوى افلام الرعب ,
ويؤكد الكاتب ان الملك الشاب يولي هذه الهوايات اهتماما كبيراً، وهو يتجنب الصحافة واضطر للاستعانة مجددا بالحرس القديم وابعاد رفاقه الشباب ، ويستعيد العبارات نفسها تقريبا التي كان يستخدمها والده ,
وهنا بالضبط قد يكون الكاتب الفرنسي غير محق في رصد هذه الصورة ذلك ان محمد السادس قام بالكثير قياسا للفترة القصيرة ، وهو وان لم يصل بعد الى درجة "المثالية الجماهيرية" التي يريدها له شعبه إلا انه اطلق مثلا سراح السجناء السياسيين ، واعاد المعارض اليساري الشهير اليهودي الاصل ابراهام سرفاتي الى المغرب ، وسمح بحرية الانتقاد ، وزار مناطق الريف التي كان والده يتجنبها وابعد جلاد المغرب وزير الداخلية السابق ادريس البصري من مناصبه.
وعن الامير رشيد ( والدته من عائلة الصلح اللبنانية ) يقول الكاتب إنه وبعد ان تقارب مع الحسن الثاني في آخر حياته الا انه يتنافر مع محمد السادس ويطمح للخلافة ، ويرصد الكاتب له صفحات كثيرة تبدو كأنها بمثابة الترويج له ,
ولعل مثل هذه الحملة السابقة لاوانها على الملك الشاب الذي وان كان يستخدم فعلا عبارات العهد السابق والعهود الغابرة كمثل القول "يا شعبي العزيز ، وجلالتنا قررنا ,,, "، تصبح قابلة اكثر على الفهم لو عرفنا ان صحيفة لوموند التي يعمل فيها توكوا كانت درجت على تصفية الحسابات مع المملكة .
وللتذكير فان توكوا نفسه هو ايضا واضع كتاب "صديقنا بن علي" مع الصحافي نيكولا بو حيث قدما تحقيقا مذهلا باتهاماته ومحاكمته لولاية الرئيس التونسي ، وهما بالتالي من النوع المغضوب عليه عمليا في منطقة المغرب العربي , ولكن توكوا هو ايضا من الصحافيين المتخصصين بشؤون تلك المنطقة ، فيعرف الكثير وله علاقات واسعة سمحت له بوضع هذا الكتاب .
يقول الكاتب "ان الملك الحسن الثاني كان ملكا رحالة ، فله من القصور عشرون بعضها مدن قائمة بذاتها حيث الشوارع والصيدليات والحوانيت والملاحم والمسابح وملاعب الغولف والغابات، وعنده الف سيارة من افخم الماركات ، وهو الذي كان يعاقب خادما او احد ابنائه بالجلد بحبال مغطسة بالماء والملح، لكنه في الوقت نفسه يبدي كرما لا حدود له لو شعر بان احد خدمه احتاج لمساعدة ويرسل مئات المغاربة الى الحج على نفقته الخاصة",
والملك الذي نكتشف بعض حياته في الكتاب الفرنسي هذا هو ايضا "المغرم بعلم الفلك والتنجيم ، ولذلك فقد كان يضع في معصمه اسوارة يعتقد انها تحميه من الارواح الشريرة ، وهو العاشق لرسم السيارات وخطط البناء ، وهو الذي يخترع اشكال المجوهرات ، ويرسم ملابس النساء التي يرسلها الى مصممي الازياء في اوروبا فيحيكونها له بدقة متناهية ، فيدفع لهم نقدا ، وغالبا متأخرا ,,, لكنه يدفع".
وقد كانت للملك 12 فتاة للاهتمام بملبوسه ، هو الذي ما عاد يعرف كم من البذات يملك ، وله فتيات للاهتمام بمكتبه وتنسيق اوراقه واقلامه التي كان يجمع منها المئات ، واخريات لتحضير حمامه والاشراف على الصابون والشومبوان ونقله من قصر الى آخر ,
وحين كان يدعو الضيوف لحفلة في واحد من قصوره ، فان الحسن الثاني يحتكر وحده حق مراقصة السيدات ، وهو يجيد فنون الرقص تماما كاجادته للعزف على الساكسوفون والبيانو وادارة الفرقة الموسيقية كمايسترو حتى ولو ان معظم الفرق تأتي من الولايات المتحدة واميركا اللاتينية بينما يأتي بالمأكول من فرنسا في الحفلات الباذخة التي كادت احداها في قصر الصخيرات تودي بحياته في محاولة انقلابية فاشلة ,
وقد احب الملك مرتين ، الاولى كانت النجمة الفرنسية اتشيكا شورو (Etchika Choureau) التي نصح بعدم الزواج منها حفاظا على العرش ، والثانية فريدة ( اسمها الحقيقي حياة ) فهذه المغربية الفاتنة بقدها الممشوق وعينيها الساحرتين والبارعة في السباحة علقت الملك باهدابها فباتت مخبأ اسراره قبل ان تختفي قبيل مماته بظروف غامضة ( ويقال انها اليوم سجينة القصر ) في اعقاب فضيحة مالية ,
وكان الحسن الثاني يقود حاشيته ووزراءه خلفه الى ملعب الغولف ، فهناك يوقع على الملفات ويحل القضايا العاجلة ، ويقيم المآدب التي لا يأكل منها شيئا اما حفاظا على رشاقته او بسبب امراضه ، بينما كان توقف عن السباحة منذ محاولة اغتياله ، وذلك لكي لا تحصل محاولة اخرى ويكون في المايوه.
واما بالنسبة لبناته ، فهو الذي اختار زوجي المستقبل لاثنتين منهما ، لا بل ان للا مريم ( التي زارت لبنان أخيراً) انبئت بزواجها قبل اسبوع واحد منه ، فكانت النتيجة ان الزواج لم يستمر ، بينما تبدو للا اسماء هي المفضلة لدى الملك الراحل حتى ولو انها كانت تعتبر لبس المجوهرات " شتيمة للمغاربة الذين يعيشون في البؤس " ,
هذا غيض من فيض ما ورد في هذا الكتاب الذي بات على كل شفة ولسان منذ نزوله الى الاسواق ، ويقال ان العرش المغربي تدخل لحذف الكثير من مقاطعه , ولكن من يدري ,,,؟!(الرأي العام الكويتية)
&
التعليقات